وجع الحروف

أمنيات العيد من برشلونة!

1 يناير 1970 09:59 ص
يصادف اليوم الثلاثاء ثاني أيام عيد الأضحى المبارك... عيدكم مبارك وتقبل الله طاعتكم.

يعتبر هذا العيد الأول الذي أقضي أيامه بعيدا عن والدي وأسرتي وأحبابي لتواجدي مع والدتي للعلاج في برشلونة.

كثيرة هي أمنيات العيد أشعر بها هنا في برشلونة، وهو إحساس مختلف كما ونوعا وهو خيار لا نملكه ولا نستطيع التعبير عنه... فما هي أمنيات العيد؟

أتمنى من المولى عز شأنه أن يعيده علينا وعلى الأمتين العربية والإسلامية وهي في حال أفضل. حال فيه الأمة قد هداها الله إلى سواء السبيل وهي متماسكة غير متفرقة.

يقولون ما يقولون، لكن الله عز شأنه أعلم بحال الغرباء من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وقدرته سبحانه تفوق ما يحاك ضد الأمتين العربية والإسلامية... ولا قوة لنا إلا بتلاحمنا والعودة إلى كتاب الله وسنة نبيه.

حسن النوايا يبدأ من الاتكال على الله، فنحن أمة تمتلك من المقومات ما يجعلها تفرض رأيها لو إنها استوعبت ما يحاك لها وما يدبر لها من خلف تلك المكاتب المغلقة وإن كانت التكنولوجيا الحديثة قد أوصلت لنا اخيرا تلك المؤامرات بالصوت والصورة بعد أن كانت مخططات مجهولة!

نملك من الاقتصاد (الثروات الطبيعية) قوة تحتاج إلى من يسخرها لخدمة الشعوب... فماذا ينقصنا يا سادة وسيدات المجتمعين العربي والإسلامي؟

ينقصنا نشر الثقافة الإسلامية والصورة الصحيحة عن المسلم والعربي وهذه الرسالة مناطة بأجهزة الإعلام التي إلى هذه اللحظة لم تتمكن من الولوج إلى مجتمعات الشرق والغرب والمجتمعين الأوروبي والأفريقي.

وكنا قد طالبنا بإنشاء قنوات إعلامية تتحدث عن المنهج الإسلامي، وفق ما جاء في الكتاب والسنة النبوية. قنوات تتحدث بلغات كل المجتمعات: الإنكليزية? الفرنسية? الأسبانية? الألمانية? الصينية ? الكورية الهندية وغيرها...

فعندما يتم نشر الدين الإسلامي الصحيح والمنهج المختلف عن ما يطالب به الغرب، كما لاحظنا في موتمر الشيشان، حيث تمت تنحية المنهج السلفي الذي يعتمد على ما جاء في الكتاب والسنة.

إذا كانت العلمانية وممثلوها من أبناء جلدتنا قد شكلوا قوة تحاول النيل من المنهج الإسلامي السليم، فبات لزاما علينا نحن شعوب الجزيرة العربية على وجه الخصوص، رصد المال وتوفير رجال على قدر من المسؤولية لمواجهة مخططات الغرب.

وإذا كنا كما هو ثابت قد انشغلنا في صراعات داخلية مكنت الغرب من استغلالها لتنفيذ المخططات الداعية لتمزيق الأمتين العربية والإسلامية كما جاء في حديث وكالات الاستخبارات الغربية? أصبحنا الأمة الأكثر ضعفا وتفرقنا إلى مجاميع متناحرة.

لذلك? فإن أمنيات العيد بجانب شعورنا بالألم لعدم مشاركة أهلنا وأحبابنا هذه المناسبة الطيبة تبقى مترسخة في ذهن كل صالح رافعين أيدينا إلى المولى عز شأنه بدعوة خالصة بأن يصلح الله عز شأنه حال الأمتين العربية والإسلامية وأن يهب ولاة الأمر البطانة الصالحة التي تعينهم على القضاء على أوجه الاختلاف وتدعم كل خطوة إصلاحية من شأنها رص الصف في قوة اقتصادية إعلامية اجتماعية تسخر القرار السياسي الدولي لخدمة ما تطالب به الشعوب المستضعفة.

الله عز شأنه ذكر في محكم تنزيله وفي آيات متعددة منها: «وتلك الأيام نداولها بين الناس»? «ولا تزر وازرة وزر آخرى»? و«إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، إنما هي رسائل واضحة جهلنا مضمون كل واحدة منها وهذا هو السبب في تكالب الأمم علينا.

وختام القول يعود إلى أمنيات العيد? فهل نستطيع إنشاء قنوات إعلامية كما بينا أعلاه وتشكيل قوة اقتصادية ونستطيع القضاء على أوجه الخلاف عبر الاستفادة من الموارد البشرية الصالحة والثروات الطبيعية التي أنعم الله علينا بها؟. هذه هي الأمنيات وندعو الله عز شأنه أن يعيد علينا العيد في عام فيه الأمتين العربية والإسلامية وهي في حال أفضل عنوانه وحدة الصف ومتانة اقتصادية إعلامية سخرت القرار السياسي العالمي لصالحها... الله المستعان.

[email protected]

Twitter: @Terki_ALazmi