عرض على محطة «mbc»

«شر النفوس» بين «هلاقة» مونيا وابداع الراشد ورزانة العوضي واختفاء الفرج

1 يناير 1970 05:01 م
|كتبت دلال دشتي|
كثيرا ما نقرأ ونشاهد في الصحف المحلية اخبار القبض على ممارسي اعمال السحر في مجتمعاتنا والتي يستغل بها المشعوذ ضعفاء النفوس والجهلة الذين ينساقون بـ «فلوسهم» وراء الاحلام الخيالية التي يثرثر بها المشعوذون، وهذه الظاهرة نوقشت في مسلسلات رمضان منها «عيون الحب» ومسلسل «شر النفوس» للمنتج نايف الراشد والذي عرض على قناة ام بي سي.
كيف ينجذب الناس لممارسي مثل هذه الاعمال... هل هي لوثة مجتمعية يسندها البحث عن احلام غير محققة في حياة الناس وهم «جماعة» ليس لديهم ادنى قناعة بالقضاء والقدر والقسمة والنصيب وماهو مكتوب لهم، بل يريدون ان تسري الحياة كما هم يرغبون ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، وبذلك يلجأون الى الطريق الخطأ من خلال اعمال الشعوذة والسحر كما رأينا بعض الاعمال الرمضانية التي تناولت هذه القضية وطرحتها بشكل جريء امام المشاهد.
كان مسلسل «شر النفوس» تجسيدا لحالة واقعية يلاحق به النساء الاوهام لتصبح واقعا حقيقيا كما يتمنون لانفسهم، وقد قام بتأليف «شر النفوس» والقيام ببطولته الفنان نايف الراشد الذي كان يجسد شخصية «سيف» البار بأمه والمقدر لزوجته والمحب لابنائه، والذي انقلب عليهم بشكل مفاجئ وساءت معاملته لهم بسبب السحر الذي عمل له من قبل المشعوذة «ام محمود» والتي قامت بدورها الفنانة امل عباس فقامت بتزويجه من ابنتها شيماء وادت دورها الممثلة مونيا، كل هذا بهدف الحصول على امواله التي ورثها عن امه «اسمهان توفيق»، هذه قصة المسلسل بشكل مختصر ومن خلال هذا الموضوع سنتناول الايجابيات والسلبيات التي ظهر بها العمل بشكل نقدي ونتطرق «للزين والشين» بكل حيادية رغبة منا في تطوير العمل الفني بكل حب وتقدير.
ولنبدأ بعملاق التمثيل الفنان سعد الفرج هذا الهرم الشامخ وصاحب الاعمال الخالدة والراسخة في ذهن المشاهد، الذي شارك بهذا المسلسل بدور متواضع جدا لا يليق بتاريخه فهو يؤدي دور مساند «سنيد» لشباب ليس لهم في المجال الفني الا اعوام معدودة... قام بدور والد الطبيبة «حصة» التي جسدتها امل العوضي وبالرغم من محدودية دوره ولا يشارك في تطوير الاحداث وكان بالامكان لاي كومبارس اداء هذا الدور، الا اننا لا نعلم لماذا قبل بهذا العمل، هل لمجرد التواجد حتى لو ادى دوراً لا يليق به؟ فلم تكن موفقا في اختيار هذا الدور، ولم نشعر بوجودك ابدا في المسلسل ولم نعلم بك ونتفاجأ بظهورك في الحلقة وكأننا لا نراك.
رسوب مونيا
اما بالنسبة لظهور الوجه الجديد «مونيا» فهو بحد ذاته رسوب مع مرتبة الشرف في التمثيل، فقد فشلت مع اول بداية لها، لم نر تمثيلا ولكن شيء اشبه بـ «المرق» الذي به سمك لبن تمر هندي على جميع المستويات من اداء ولبس وماكياج، «يا جماعة اتركوا الدلع لأهل الدلع» فما هو الداعي لهذه الحركات والايماءات التي تطلقها «مونيا» بين الحين والاخر وكأنها تؤدي دور اغراء مبتذل «وجان زين لايق عليها»،
• من هو المسؤول عن اختيارها في هذا العمل وكيف اقحمت نفسها في التمثيل «شنو واسطة»؟
• وماهي مشكلتها مع اللبس «الهيلقي»، والماكياج «الاوفر»... والثقة الزايدة بالنفس «مدري منين جايبتها» في فرض مياعة ماصخة على حركاتها وايحاءات عيونها وانبطاحها يمينا ويسارا في الاجواء الرسمية مثل مكاتب العمل ..1
وبكل صراحة «اول مرة اشوف وحدة تروح الشاليه بلبس طقاقة»، اما في دورها فنرى لبس الشاليه هو نفسه لبس البيت ونفس لبس عملها كمذيعة «كحيانة» سيئة الاداء، ولكن مع اختلاف الالوان «شنو قوس قزح» والا شاريتهم ستة بدينار من سوق كل شي بدينار !!
روعة اداء فاطمة
وهنا نأتي مع الممثلة الجديدة فاطمة العبدالله «ام باروكة صفرا» التي اجادت التمثيل في دورها التي ظهرت به كطبيبة شريرة، واجادت في توصيل انفعالاتها ،مع العلم بانها التجربة الاولى لها، ولكن شكلها كطبيبة غير متسق مع ادائها الجميل، «والله شعرج الطبيعي احلى»، كما ان الدور لا يحتاج الى «باروكة» ولا اعرف مسؤولية من في شكل الفنان هل هو المنتج ام المخرج ام الممثل نفسه.
سيف المسحور
اما ايجابيات المسلسل فهي كثيرة وكان ابرزها الاخراج وابداع صاحب القصة الفنان نايف الراشد في تجسيد شخصية سيف المسحور من خلال ادائه الحركي والذي امتعنا به طوال شهر رمضان المبارك «الله يعطيك العافية يا نايف على هذا الاداء الرائع».
اما امل العوضي «امولة» الحلوة فقد فاجأتنا بهذا المسلسل بتحكمها بالشخصية واختيارها الموفق لهذا الدور لما هو معروف عنها بالنشاط الحركي «الزايد»، ففي هذا العمل لبست دور الجدية وعقبتها بلبس الحجاب الذي فاجأتنا فيه «ختامها مسك» فنتمنى لها التوفيق في حياتها الجديدة.
اما دور المتدين والذي اداه باتقان شديد الممثل الشاب احمد الخميس من حيث الهدوء والاداء والاحساس بالشخصية.
وفي النهاية نتمنى تقبل نقدنا بكل رحابة صدر، فنحن هنا لا نلجأ الى تجريح الاشخاص، ولكن ننتقد الدور المختار لهذه الشخصية.