| د. تركي العازمي |
قيل إن الحكمة ضالة المؤمن، وهي معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم، وهي تعني العلم والتفقه، وقد ذكرت في القرآن بقوله تعالى «ولقد آتينا لقمان الحكمة».
الحكمة من وجهة نظري، شبه مغيبة وغير معمول بها في وقتنا الحاضر لأسباب لها علاقة بمعنى الحكمة وارتباطها بالعلم والمعرفة/الخبرة، حيث كل ما نلاحظه في مجريات الأمور، يدل على أنها غير مستندة إلى علم واضح من علوم القياس والتقييم في الحكم على الأحداث والقضايا المطلوب علاجها، وتنتج على أثرها قرارات يغلب عليها طابع قرارات ردود أفعال بما فيها طريقة حكمنا على ما يقال وينشر.
إخوة يوسف قالوا له «فقد سرق أخ له من قبل»، وهم لم يقصدوا إسماع يوسف هذه الكلمة فهم لم يعرفوه لكنها قصة القدر... أن يبتلى المؤمن بكلمات حارقة تصل جمرتها إلى الأغوار العميقة.
أذكر أحبتي بهذه المقدمة عن الحكمة الغائبة لحاجتنا إليها في زمن أضحى فيه مثل «الضرب في الميت حرام»، في إشارة إلى فقدان الأمل في الإصلاح، وهو ابتلاء من العزيز الحكيم.
على المستوى النظام المؤسسي، ابتلى الله الكويت، بقياديين دون المستوى، تجردت الحكمة في طريقة اختيارهم والنتيجة ملموسة من القرارات الأخيرة.
وعلى المستوى الاجتماعي، ابتلى الله النسيج الاجتماعي، بمجموعة من الأفراد تحكي ما شاء لها ولا تجد رادعا لبعض أقوالها المغلوطة. فأين الحكمة من الحقيقة الغائبة التي لا يستطيع رجالها المظلومون البوح بها؟ ساعة من وقتك تمكنك من اكتشاف الفجوة بين الواقع وما ينشر من عبارات مسترسلة لا تمت للحقيقة بأي صلة.
هذا هو الابتلاء بعينه... ابتلاء ظاهر في مشاركات «الربع». ونعني بالـ «الربع»، أحبتنا ممن نتمنى منهم مراجعة ما ينوون التحدث به قبل إرساله قولا أو كتابة، فبعض الكلمات الحارقة تصل جمرتها إلى الأغوار العميقة. يبدو أن الحكمة كما وصفها الدكتور عبدالعزيز المطوع في قوله إنها وضع الأشياء في موضعها، تعكس الحال.
يجلس معك البعض ويتحدث عن طرف غائب «ولا يعلم أنك تعرفه»... حديث فيه غيبة ونميمة.
وللتدليل على خطورة النميمة، نذكر الجميع بالحديث الشريف عن المصطفى صلوات الله عليه وسلم «لا يدخل الجنة نمام»... وأغلب «الربع» يهوى سلوكاً فيه من الغيبة والنميمة الشيء الكثير.
هذا ما جعلنا نعيش التيه القيادي? الإداري? الاجتماعي وأصبحنا في حالة «مترهلة» اجتماعياً ومؤسساتياً.
خلاصة القول? إننا نريد العمل بالحكمة في القياس والتقييم لتصبح طريقة علاجنا لما نمر به مبنية على المعرفة والفقه بالأمور المعروضة للنقاش. فخروجنا من الأزمات المتكررة يحتاج إلى الحكمة: الشفافية أولا. والصدق أولا. والمعرفة أولا. واختيار الأكفأ أولا... والبعد عن الحسد وغيرة «الرجال والنساء» ثانيا... فإذا كانت هذه هي الحقيقة: فماذا أنتم فاعلون؟... الله المستعان.
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi