من بينها سرطان الثدي وضعف الانتصاب

الإنزيم الساحر «sGC»... يُبشِّر بمعالجة أمراض خطيرة ويهدد عرش الفياغرا!

1 يناير 1970 04:26 م
تكمن أهم ميزة علاجية لإنزيم sGC في كونه يلعب دورا أساسيا في توسيع لمعة الأوعية الدموية ليسمح بسريان الدم بسلاسة وتقليص فرص نمو الخلايا المرضية الخبيثة
يبدو أن عالم الطب قد بات قاب قوسين أو أدنى من أن يشهد قفزة نوعية مهمة في مجال العلاجات البيولوجية التي تمنح شفاء جذريا، وهي القفزة التي ستتحقق بفضل نجاح علماء وباحثين أخيرا في رصد قدرات شفائية مذهلة لدى انزيم يعرف علميا باسم sGC (وتعريبه «الغوانيليت الحلقي الذائب»)، إذ اكتشفوا ان طاقاته الكامنة التي تجعله يبدو كـ «ساحر» يستطيع أن يعالج سلسلة واسعة من الأمراض الخطيرة بما في ذلك سرطان الثدي وأمراض الجهاز التنفسي علاوة على معالجة ضعف الانتصاب بطريقة قد تفوق تأثير عقار الفياغرا بمراحل.

وإنزيم sGC هو المستقبل البيولوجي الوحيد لحمض النيتريك، وكونه قابلا للذوبان يعني أنه يتمتع بقدرة كاملة على النفاذ إلى داخل الخلايا والتأثير فيها. وأهم ميزة تمنحه قدرات علاجية لكثير من الأمراض هي كونه يلعب دورا أساسيا في توسيع لمعة الأوعية الدموية، حيث ينتج هذا عن استرخاء خلايا العضلات الملساء الكائنة ضمن جدران تلك الأوعية فتكون نتيجة ذلك سريان امدادات الدم بسلاسة إلى كل الخلايا وتقليص فرص نمو الخلايا المرضية الخبيثة في أعضاء الجسم المختلفة.

هذه النتائج المهمة توصل اليها باحثون أميركيون وبرازيليون تحت قيادة الطبيب والعالم الأميركي من أصل ألباني فريد مراد الذي كان فاز في العام 1998 بجائزة نوبل في الطب بالمشاركة مع مواطنيه الأميركيين روبرت فورشغوت ولويس إغنارو.

ويتوقع مراد وزملاؤه أنه في حال إقرار علاجات تعتمد على هذا الإنزيم، فمن الممكن أن يشهد العالم انتهاء سلسلة من الأمراض التي لطالما استعصت على الطب التقليدي منذ قرون عدة.

وتعليقا على تلك النتائج نقلت دورية FASEB الطبية الأميركية عن الدكتور كا بايان، الذي شارك في الأبحاث، إن علم الأمراض لم يمنح اهتماما كافيا حتى الآن بالخصائص العلاجية الكامنة في انزيم sGC، مشيرة إلى أن الدراسة البحثية التي شارك فيها استهدفت تسليط الضوء لأول مرة بشكل كامل على هذا الجانب العلاجي وتحديدا عن طريق افساح المجال لذلك الهورمون كي ينشط ويؤثر من خلال كبح نشاط انزيمات معينة تعرف اصطلاحيا بـ HDAC أي «نازعات الأسيتيل من الهيستون»

وأوضح بايان أن في سبيل إثبات ذلك الأمر عمليا، قام هو وزملاؤه الباحثون بمعالجة خلايا سرطان ثدي بشرية في المختبر بأنواع مختلفة من المواد الكيماوية التي تكبح انزيمات HDAC، ثم قاموا بعد ذلك بقياس مستويات انزيم sGC في تلك الخلايا، حيث كشفت النتائج عن أن ذلك التثبيط أدى إلى رفع إنزيم «sGC» إلى مستويات أعلى مما كانت عليه قبل المعالجة.

وعلاوة على ذلك، كشفت نتائج الأبحاث عن أن ارتفاع مستوى انزيم sGC في خلايا سرطان الثدي المريضة يؤدي بدوره إلى زيادة مستويات مركب نيكلوتويد حلقي يحمل اسم «غوانوزين أحادي الفوسفات» (cyclic GMP)، وهو المركب الذي يسهم بشكل فعال في مكافحة نمو وانتشار الخلايا السرطانية.

من جانبه، قال الدكتور ثورو بيدرسون، الذي يرأس تحرير الدورية المذكورة آنفا: «هذه النتائج تكشف لأول مرة عن دور عوامل إعادة الهيكلة الكروموسومية في تفعيل تأثير إنزيم sGC»