مهرجانها الأكبر عالمياً ومبيعاته تجاوزت نصف المليار ريال خلال 25 يوماً
بريدة... حكاية واعدة لتمور لا تنتهي
| كتب حمد العازمي |
1 يناير 1970
09:57 ص
«القصمان» نجحوا في زراعة «خلاص» الاحساء و«عجوة» المدينة و«المجدول» الفلسطيني
أمير القصيم:
تسويق التمور دولياً يتوافق ورؤية المملكة 2030
- نحتاج إلى شركة متخصصة لتسويق التمور حسب المعايير الدولية
المهوس:
القيمة التقديرية لكل أوجه نشاط بيع التمور تناهز ملياري ريال
في مدينة بريدة بمنطقة القصيم في المملكة العربية السعودية، أصغر المناطق الادارية الأربعة عشرة التي تمثل فقط 3.2 في المئة من اجمالي مساحة المملكة انطلق أكبر مهرجان للتمور على مستوى العالم.
وتحل منطقة القصيم ثانية بعد منطقة الرياض في عدد أشجار النخيل، حيث تضم اكثر من 7 ملايين نخلة، وتنتج ما يزيد على 334 الف طن من التمور سنويا، كما تحتوي على 70 صنفا من تمور الدرجة الاولى.
وكالعادة، في كل عام يحتفل أهل القصيم في شهر أغسطس بمهرجان بريدة للتمور الذي ينطلق مع بداية موسم حصاد أشجار النخيل أو «العمة» كما يطلق عليها «القصمان» وذلك في سوق مدينة التمور ببريدة أكبر اسواق العالم من حيث العرض، حيث يعتبر التمر من السلع الإستراتيجية التي يعتمد عليها السعوديون في غذائهم اليومي.
ويعرض السوق الذي يعود تاريخه لاكثر من ستين عاما أصنافا متنوعة ومختلفة من التمور تصل إلى 70 صنفاً، حيث يتم تداول إنتاج أكثر من 7 ملايين نخلة من التمور التي تزيد قيمتها التقديرية على 150 مليون دينار.
ويعتمد المزارعون القصمان في عملية حصاد التمور بطرق تتم حسب التقاليد القديمة للحصاد دون استخدام أي وسائل تكنولوجية حديثة، كما نجحوا في الاونة الاخيرة في زراعة اشجار نخيل جديدة وحصد انواع مختلفة من التمور لم تكن موجودة في السابق مثل «خلاص» الاحساء و«عجوة» المدينة و«المجدول» الفلسطيني.
ويمثل نخيل القصيم ما نسبته 24.6 في المئة من اجمالي عدد اشجار النخيل في المملكة التي يبلغ عددها اكثر من 28 مليون نخلة.
ومع نهاية صلاة الفجر تبدأ عملية «الحراج» وارتفاع اصوات الدلالين في مدينة التمور، فيدخل أكثر من 1000 سيارة محملة بالتمور يوميا الى ساحة المدينة التي تضمنت كل الخدمات والمرافق الضرورية التي ينشدها المشترون من شحن جوي مبرد واماكن لبيع التمور بالتجزئة والجملة، كما يجري حاليا وضع اللبنات الاخيرة للمول التجاري الذي سيتضمن محالا لبيع التمور وفندقا بالاضافة الى افرع بعض البنوك وسوبرماركت.
من جانبه، كشف امير منطقة القصيم صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز خلال مؤتمر صحافي عقد على هامش حفل تكريم الرعاة والمشاركين في تنظيم وتجهيز وتشغيل مهرجان بريدة للتمور، أن «التمور ستتجه تسويقياً عبر منافذ عالمية في المستقبل القريب»، معتبراً التوجه نحو تسويق التمور دولياً «يتوافق ورؤية المملكة 2030 التي تهتم بتعدد موارد المملكة، وتنوع مصادرها، وباعتبار التمور من أهم المنتجات المحلية الضخمة، التي تستحق التسويق على المستوى الدولي».
وأكد الامير فيصل على أن «التمور إحدى الركائز التي تستشرفها المملكة وتسعى إلى تعزيزها لتكون رافداً اقتصادياً وزراعياً خلال الأعوام القليلة المقبلة»، مضيفاً أن «النخلة تخدم الأمن الغذائي للمملكة وهي إحدى مخرجات حكومتنا الرشيدة التي قامت بدعم المزارعين منذ عشرات السنين»، معربا عن تمنيه أن يتم «إنشاء شركة متخصصة لتسويق التمور من أجل ضمان تصديرها حسب معايير ومواصفات كل دولة على حدة، خصوصا في ظل عدم وجود صناعة للتمور داخل المملكة على المستوى الامثل».
ودعا جميع رجال الاعمال سواء محليين او خليجيين إلى الاستثمار في قطاع التمور الذي وصفه بالاستثمار المفيد والمجدي اقتصاديا، مضيفا أن «لدينا إنتاجا وفيرا ومزارع كثيرة وكميات هائلة من التمور ولكن ليس لدينا مصانع متخصصة بتصدير نوعيات متميزة من التمور عالميا».
ورحب الأمير فيصل بفكرة تشغيل بورصة بريدة الدولية للتمور، عبر مستثمر متخصص في هذا المجال، مؤكدا أن «الفكرة تحتاج إلى جهة متخصصة في مجال تشغيل البورصات الدولية، باعتبار أن ما تنتجه مدينة التمور ببريدة منتجا هائلا وكبيرا، ويحتاج لأن يدخل عالم البورصات الدولية».
من جانبه، أعلن الرئيس التنفيذي لمهرجان بريدة للتمور عبدالعزيز المهوس ان «اجمالي قيمة عمليات البيع والشراء والصفقات التي تمت خلال 25 يوما داخل الساحة الرسمية لحراج مدينة التمور تجاوزت حاجز نصف المليار ريال»، لافتا إلى أن «القيمة المالية لحركة البيع والشراء للتمور، التي يتم الإعلان عنها عبر إدارة المهرجان، تعتبر خاصة بقيمة الصفقات التي تتم داخل أسوار السوق، وليس لها علاقة ببقية الصفقات والمبايعات التي تتم في المزارع والميادين القريبة».
وبين المهوس أن «القيمة التقديرية لكافة أوجه نشاط بيع التمور وتجارتها خلال الموسم كاملاً، سواء في سوق مدينة التمور أو في المزارع والبساتين المحيطة، أو في المحال والميادين في مدينة بريدة تناهز ملياري ريال، وفقاً لقراءات عدد من المختصين وتجار التمور في المنطقة»، لافتا إلى أن «موسم العام الماضي للمهرجان حقق مبيعات بنحو مليار ونصف المليار ريال، ووردت للسوق 115 ألف سيارة محملة بأكثر من 22 مليون عبوة تزن اكثر من 300 ألف طن».
ويرى أن «مثل تلك الأرقام المرتفعة، تعمل على تشجيع وتحفيز رؤوس الأموال المحلية، والطاقات الشابة الباحثة عن العمل، على دخول عالم تجارة التمور، وتساهم بشكل مباشر وكبير في خلق أجواء تنافسية ومحترفة في طرائق البيع والتوزيع والإعداد للتمور وكافة مشتقات النخلة»، معتبرا في الوقت نفسه ان «هذا بمثابة الهدف الحقيقي الذي تسعى لتحقيقه أمانة منطقة القصيم، من خلال رعايتها وتنظيمها لمثل هذا المهرجان، بالتعاون مع حلفائها وشركائها من الجهات الحكومية، ومؤسسات القطاع الخاص».
بين يدي المهرجان
قارب واحد
أكد الامير فيصل ان «المملكة جزء لا يتجزأ من دول الخليج العربي»، مبينا أن «كل دول المجلس في قارب واحد تسعى جميعا لتحقيق كل ما يضمن الخير والامن والاستقرار للمنطقة والسلام العالمي».
جاهزون لخدمة المنتج
علق الامير فيصل على سؤال يتعلق بإمكانية احتضان الدول الخليجية لهذا المهرجان بالقول «نحن بلا شك نرحب بكل الافكار التي تقدمها الجهات المعنية الخليجية من اجل خدمة هذا المنتج، وجاهزون للمشاركة في كل ما يتقدم به أشقاؤنا الخليجيون».
تسويق في الكويت
أبدى الأمير فيصل الاستعداد لتسويق تمور القصيم في الكويت التي تربطهم معها «علاقات وطيدة ومتأصلة وتاريخية»، مضيفا أن «الكويت معروف عنها اهتمامها البالغ الذي توليه بالتمور سواء على مستوى القيادة الحكيمة أو الشعب الشقيق».