رثاء
رحل أم لم يرحل؟
| شوق طارق السهيل |
1 يناير 1970
09:57 ص
يصعب علي تصديق وفاة صاحب القلب الأبيض السليم من الأمراض والضغائن الذي يحب للخلق ما يحب لنفسه المحسن بقلبه قبل جوارحه لكل شيء مخلص للخلق والخالق الدكتور عبدالمحسن محمد السهيل، اكتب هذه الكلمات وتفيض عيناي بالدموع! صحوت من نومي في يوم اعتبره الاصعب في حياتي على صوت والديَّ يتناقشان بموضوع لم افهم منه سوى طائرة مفقوده، لم اهتم في بداية الامر و مع ذلك كنت غير قادرة على العودة الى النوم.
عندما سمعت صوت احدى الخادمات سألتها بصوت عال ما الأمر قالت كلمات لم افهم منها سوى ان ابنة العم عبدالمحسن والوحيدة من بناته الموجوده في الكويت تبكي في الاسفل ذهبت مُسرعة اذ اتلقى صدمة لم اكن اتوقعها! الطائرة المصرية العائده من باريس على متنها العم الدكتور عبدالمحسن السهيل مفقوده والاتصال بها مقطوع!
حيث ان زوجته وابناءه وبناته في باريس والعم كان ذاهباً الى القاهره لحضور مؤتمر، لم استطع في بداية الأمر الحديث مع احد عن هذا الموضوع واعني في ذلك بناته حيث ان احداهن صديقتي وقريبة من قلبي وبعد فتره تحدثت معها حول الموضوع اذ بها تقول لي عبر الواتساب: «شوق مانبي انرد من غير وجوده، شي صعب حيل انتِ تعرفين شنو يعني وجود ابوي عشتي معاه « توقفت عن الحديث معها لمدة دقيقة بسبب دموعي التي كانت تتسابق في النزول من عيني ومن ثم قلت لها سيعود بإذن الله!
هل سيعود الرجل الذي قضيت معه واسرته أيام لا يمكن ان انساها في القاهره في عطلة الربيع ذلك الرجل الذي كافح من اجل ان يعلو اسمه وافتخر به ابناؤه وبناته وجميع عائلته ، صاحب القلب الرحيم الكريم أم ان الله اخذ امانته وترك لنا من خلفه الدموع والذكريات والأثر الجميل وهذا يعني انه لم يرحل كذلك فهو لايزال باقيا في قلوبنا وذاكرتنا ، لن انسى جملته التي كان يسمعني اياها عندما أراه:
«ها شوق اتروحين معانا مصر نركب حنطورا بالعطلة»، لم اتحدث معه يوم الا وقد رسم البسمة على وجهي بكلماته اللطيفه، رحم الله روحاً رحلت ولن تُنسى وجبر الله قلباً اشتاق فدعى اسأل الله ان يرحمه ويسكنه الفردوس الأعلى وان القاه في جنات النعيم، وان يلهمنا الصبر على فراقه اللهم انِّي استودعتك الغالي حياً كان او شهيداً بإذن الله يا من لا تضيع ودائعه.
* طالبة علم نفس في كلية العلوم الاجتماعية