ولي رأي
ناطر وطن!
| مبارك مزيد المعوشرجي |
1 يناير 1970
11:19 ص
علي أربعيني أعزب من فئة البدون يرفض الزواج، كما يقول، حتى لا ينجب طفلاً يعاني ما عاناه في انتظار وطن ينتمي إليه، يحبه ويحضنه. ويقول، أنا كويتي القلب والروح واللسان، ولا أعرف غير الكويت وطناً ولا أزال آمل بنيل شرف المواطنة.
لقد سبقني لهذا الشرف كثيرون، لأني لا أبيع ماء وجهي أو أتزلف، وآخرون مثلي ينتظرون، كفاءات معطلة لأنها لا تملك هوية، وأخرى قنابل بشرية موقتة، تدعي أنها حُرمت من حق الحياة الكريمة، وفُرض عليها القبول بالمتاح.
تكلم بألم عن دكتورة الجراحة التي تخرجت في المركز الأول ولم تجنس على بند الخدمات الجليلة، بينما تم تجنيس على هذا البند من كانت خدماتهم ضحكاً ولعباً وطرباً، جلبت لهم الشهرة والمال والسعادة، بينما حرم حماة الحدود وأمن البلد وصحة الناس. أو ليس كل ذلك خدمات جليلة... «معاناة خطر الموت والخشية من العدوى والمرض»؟
نعم، نحن أحسن حالاً من بعض الوافدين، ولكنهم يملكون وطناً يبنون فيه مستقبلهم ومستقبل أبنائهم، ونحن لا ندري عن غدنا أي شيء، متى يأتي الفرج أو ينقطع اليأس.
انتهى كلام علي وأنا أقول وأناشد من بيديه الأمر: لقد قام الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية بقيادة السيد صالح الفضالة ومساعديه، بالدور الوطني والإنساني المطلوب منهم، وحددوا من يستحق التجنيس ومن يمكن تجنيسه عند الحاجة، وكشفوا المزورين والأدعياء.
والمطلوب من الدولة أن تحقق العدالة وأن تضع جدولاً زمنياً وإن طالت فترته كطول فترة انتظار المواطن لمنزل العمر الحكومي، فيكفيهم الأمل.
أما الادعياء والمزورون فليوضعوا بين خيارين، إما تصحيح أوضاعهم حسب قوانين الإقامة، أو يرسلون للحدود الجنوبية أو الشمالية أو الفرضة، ليعودوا من حيثما جاءوا، وليغلق باب شديد الريح لعلنا نستريح.