عرض مسرحي قدمته «لوياك» في ختام المهرجان الثقافي للأطفال والناشئة

«الأقدام الذهبية»... الرياضة جسرٌ للتقارب وليس الخلاف!

1 يناير 1970 02:43 م
التجربة الأولى للمخرجة شيرين حجي في مسرح الأطفال
الرياضة فن وروح وجسر للتقارب قبل أن تكون منافسة تقود إلى التباغض والخلافات!

هذه الرسالة البسيطة التي استعصت على بعض الكبار، والتي أدى غيابها إلى دخول الرياضة الكويتية في نفق مظلم، هي نفسها ما حاول التأكيد عليه، عرضٌ مسرحي بسيط للأطفال، قدمته أكاديمية «لوياك» للفنون الآدائية مساء أمس الأول فوق خشبة مسرح «الدسمة»، في ختام فعاليات المهرجان الثقافي للأطفال والناشئة الذي نظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

إذ سعى العرض الذي حمل عنوان «الأقدام الذهبية»، تأليف شريف صالح وإخراج شيرين حجي، إلى التأكيد على أن الرياضة مدرسة للقيم وهي جسر يمكن أن يلتقي عليه المتنافسون، ليتعانقوا في نهاية المطاف ويتشاركوا حلاوة المنافسة الشريفة. وبدا لافتاً أن العرض الذي تم تقديمه، وسط حضور من قيادات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وجمهور من الأهالي مع أطفالهم، كان الهدف منه هو توعية الأطفال بأهمية ممارسة الرياضة وتطبيق مقولة أن «العقل السليم في الجسم السليم»، وذلك من خلال فريقين لكرة القدم، يشتهر لاعبو أحدهما «الشهاب» بالكسل والفشل بسبب عدم التزامهم بالتمارين الرياضية، أما الفريق الثاني وهو فريق «الأقدام الذهبية» فهو على النقيض من الأول تماماً، كون لاعبيه حريصين على التمارين الرياضية. وتدور بين الفريقين مباراة لكرة القدم كان من الطبيعي أن يحقق فيها نادي «الأقدام الذهبية» البطولة، لكنه رغم ذلك يتشارك الفرحة مع خصمه الخاسر، لتتضح الرسالة الحقيقية للعمل وهي أن الرياضة روح وفيها المكسب والخسارة.

وتعد هذه التجربة الأولى للمخرجة شيرين حجي في مسرح الأطفال، بعد تجارب سابقة ناجحة في مسرح الكبار، وفي تجربتها الأولى في التصدي لاخراج عمل خاص بالأطفال، نجحت في تقديم رؤية إخراجية جميلة وبسيطة حققت من خلالها هدف النص بكل ما فيه من قيم تربوية، حيث وظفت كل العناصر المسرحية الخاصة بمسرح الطفل، سواء على صعيد الديكور الذي عبّر عن المكان بصورة مباشرة، أو على صعيد الاضاءة التي تنوعت في ألوانها، وحتى الموسيقى والأغاني التي كانت عنصرا مهماً في جذب الأطفال. اما في ما يخص الأداء التمثيلي للممثلين الشباب، فيمكن القول انه كان جيداً بالنسبة لمن يقف للمرة الأولى فوق خشبة المسرح، إذا ما تغاضينا عن بعض الأخطاء في النطق السليم باللغة العربية في بعض الأحيان، أو قصور التعايش مع الشخصيات المسرحية في البعض الآخر، لكن بالمقابل على الصعيد الايجابي برزت طاقات شبابية مثل شخصية مدرب نادي «الشهاب» رائد البلوشي، وأيضا رئيس مجلس إدارة النادي ذاته محمد رضا، وشخصية مدرب نادي «الأقدام الذهبية» سمية يوسف، وفي النهاية تبقى هذه هي الخطوة الأولى لهم لإكمال مسيرتهم المسرحية، والجميل فيها كان وجود العنصر النسائي الذي أضفى جمالية على العرض، وهو ما تفتقده الساحة المسرحية الكويتية.