ما يمارسه اليوم السيد العضو المحترم جمعان الحربش من هجوم عنيف على المستشار حسين الحريتي ليس له ما يبرره وليس من حقه هذه الممارسة البعيدة عن صلاحياته كعضو تشريعي في البرلمان، وما قام به المستشار الوزير هو من صلاحيته المطلقة كعضو في السلطة التنفيذية، فالتدخل في صلاحيات الاطراف الاخرى والقفز عليها كما هو حادث في البلاد هو خارج عن النطاق البرلماني في الدول المتحضرة، وما يحدث في الكويت هو التجاوز الذي يقوم به عدد من أعضاء البرلمان في ما لا يقع ضمن صلاحياتهم.
ومثال ذلك الهجوم الذي يقوده السيد العضو ضد وزير الأوقاف والعدل، إذ لا يملك العضو المحترم اليوم ما يحدث الناس به غير وضع الأمين العام السابق لمركز الوسطية الدكتور عصام البشير بعد ان أحاله الوزير الى درجة مستشار في مكتبه، وهذا الهجوم هو من جهة الانتماء السياسي الديني لجماعة الاخوان المسلمين «حدس» التي ينتمي اليها السيد عصام البشير بما في ذلك السيد جمعان الحربش عضو برلمان الكويت، فلو لم يكن الامين العام السابق لمركز الوسطية منتميا لحركة «حدس» لما تلفظ السيد العضو المحترم بكلمة تجاه تصرف السيد الوزير ولبلع لسانه في فمه، بدليل ان هناك عشرات من الموظفين الذين تمارس عليهم صلاحيات النقل والتجميد والتقاعد من العاملين الكويتيين في جهاز الدولة، ولم نسمع ان السيد الحربش وأمثاله من المنتمين للتيارات المتأسلمة سياسيا انهم قاموا بالدفاع عنهم بمثل ما يدافع عن عصام البشير من حيث الانتماء الى «حدس» وانتماءات هؤلاء لحركتهم السياسية أقوى عندهم من الانتماء الوطني الكويتي الخالص. ومعروف لدى أهل الكويت كافة ان القيادة العالمية للإخوان المسلمين لم تتخذ موقفا معارضا للغزو الصدامي أو تصدر بياناً يدين ما قام به صدام حسين تجاه الكويت. ورغم هذا الموقف المفضوح من قبل جماعة الاخوان المسلمين فان الحكومة العتيدة أمست هي المرتمية في أحضان «حدس» البعيدة عن مصالح الكويت وشعبها ودائما ما تطلب وزيرا لحكومتها من أحد المنتسبين للحركة التي لا تعرف غير مصالحها الذاتية.
ثم اننا اذا نظرنا الى الوسطية المزعومة التي خصصت لها وزارة الأوقاف في عهد الوزير السابق ما يعادل خمسين مليون دينار كويتي أي ما يعادل مئة وخمسة وسبعين مليون دولار أميركي، والتساؤل الذي يطرح نفسه، هو ماذا تعني الوسطية في تفسيرها عند أصحاب المركز؟ وماذا قدم المركز من خدمة للمسلمين في جميع أنحاء الدنيا، غير عقد المركز مؤتمرا له في واشنطن وآخر في لندن ومؤتمراً في الكويت، فهل تم انشاء المركز للمسلمين لتعريفهم بالوسطية الغامضة ام تم انشاؤه للدول الاجنبية التي تتهم الاسلام بالتطرف والارهاب، لا أحد يعلم ما هو الهدف من انشاء هذا المركز، فهل هدفه توزيع ميزانيته على العاملين تحت ظل السيد الامين العام عصام البشير وزير الأوقاف السابق في السودان، واذا كان الأمر كذلك، الا يوجد كويتي مخلص له قلب نظيف ويحرص على بلده ويملك كفاءة عالية ويحمل على عاتقه هم هذا المركز ومشاكله، ويوفر على الدولة المبالغ الطائلة التي تصرف على هذا المركز الاعجوبة؟ ونحن اذ نشد على أيدي السيد المستشار حسين الحريتي وزير الاوقاف والعدل، نتمنى له المزيد من التقدم والتوفيق في أعماله الوطنية التي يخوضها في بلد كثر فساده وساد سوؤه وانتشرت بين عدد من كبار موظفيه الرشوة والمحسوبية والسرقة والنهب، والله يهديه الى خير هذه البلاد واخوانه من المواطنين ويجنبه سوء البطانة المشينة وأعمالها الفاسدة.
يعقوب العوضي
كاتب كويتي
[email protected]