@ أمينة
«جيب فلوس»...
| أمينة علي أبوغيث |
1 يناير 1970
10:09 م
خدمة تنظيف دورات المياه في الأماكن العامة، إمكانية الحصول على موقف للسيارة بسهولة، المساعدة في حمل الأمتعة ودفع الكرسي المتحرك، تسهيل عملية الحصول على موعد طبي أو تعديل المواعيد الطبية... كل هذه الخدمات وغيرها كانت خدمات عامة وفي متناول الجميع مواطنين ووافدين بشكل عادل. لكن واقع اليوم يقول انها لم تعد كذلك، حيث انها أصبحت تندرج تحت القائمة الخاصة بقائمة البقشيش. «جيب فلوس» تحصل على مكان نظيف، «جيب فلوس» تحصل على موعد في المستشفى، «جيب فلوس» يفتح لك موقف لسيارتك أمام مدخل الوزارة أو المستشفى.»جيب فلوس» أنا أبصم لك واقعد في بيتكم.
بداية الحكاية كانت من باب الكرم، كأن يتم دس مبلغ زهيد بيد عامل النظافة في الشارع كصدقة. تتكرر هذة العملية مع العامل الذي يساعد في حمل أكياس الحاجيات في السوق المركزي، أو المراسل في الوزارات وغيرهم.
عادي! لأنهم فقراء أتوا من بلادهم للحصول على المال وإعالة أهلهم. ونتناسى أن هذه العمالة تستلم رواتب شهرية مرضية بالنسبة لهم وإن كانت قليلة بنظرنا. ولا نعترف أبداً أن ما نقوم به هو بقششة وهي سلوك خاطىء، فنضحك على أنفسنا ونسميها صدقة والصدقة تطفىء غضب الرب.
اليوم تحول الكثير من هؤلاء الفقراء إلى غول يتحكم بالعديد من الخدمات التي كانت مجانية، بفضل بقشيش لا يتجاوز دينارا واحدا. نمد أيدينا به لنحصل على خدمة نحتاجها و نتضايق عندما نلاحظ أن العمالة الوافدة أصبحت اليوم تستغلنا.
حسناً... وبعدما استوعبنا انه يتم استغلالنا وإساءة معاملتنا إن لم نمد أيدينا في جيوبنا بالمبلغ المرضي، هل آن لنا أن نتفكر إن كان الخلل بنا أو بهم؟ وهل تقديم المال هو الحل السحري لتسهيل الأمور؟ أم هو ما أفسد الوضع العام في البلد؟ و ما هو الحل؟
هل لدينا القدرة على ان نوقف هذه البقششة المستمرة تحت مسمى صدقة؟
وأنا أنتظر دوري لجلسة الأشعة المقطعية في المستشفى الأميري، دار حديث بيني وبين السيدة التي تجلس بجواري، والتي أخبرتني أنها استطاعت تعديل موعد جلستها للأشعة المقطعية مقابل تقديم علبة دواء «ليريكا» الذي يصرف مجانا للكويتيين فقط، لعامل النظافة. ماذا ننتظر أكثر يا وطن النهار؟
Twitter: amina_abughaith