الديحاني لـ «الراي»: لم أقرر إذا ما كنت سأخوض غمار أولمبياد 2020
| متابعة هاني سيف الدين |
1 يناير 1970
11:52 م
حلّ الرامي فهيد الديحاني ضيفاً على «مجموعة الراي الإعلامية» حيث تحلّق حوله الزملاء لشكره على الانجاز الذي تحقق على يده ولملامسة تلك الميدالية الذهبية التي انتزعها في رماية «الحفرة المزدوجة» خلال أولمبياد ريو دي جانيرو 2016.
وقبل حلوله ضيفاً على برنامج «مسائي» في تلفزيون «الراي»، كان للديحاني حوار دسم مع الزملاء في ديوانية المؤسسة حيث أكد بأنه لم يتخذ القرار النهائي بخصوص خوضه غمار أولمبياد طوكيو 2020 وأنه سيحرص على تشجيع الرماة الكويتيين على القيام بتلك الخطوة.
كما تحدث عن البندقية التي استخدمها في الاولمبياد وكشف بأنها تقدمة من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك وهي بتكلفة 49 ألف دينار.
كان الديحاني يتحدث بثقة وحرقة في الوقت نفسه، إذ كان الضغط عليه هائلاً في البرازيل خصوصاً من قبل بعض الدول، وتحديداً إيطاليا، التي كانت تنشد أن تبعده عن المنافسة.
صحيح أن الديحاني اصطاد الذهب في الاولمبياد، بيد أنه اصطاد أيضاً قلوب كل من استقبله في «الراي».
أكد البطل الأولمبي الرامي فهيد الديحاني أن فوزه بالميدالية الذهبية في مسابقة «دبل تراب» ضمن أولمبياد ريو 2016 «أدّب» المشككين في الداخل، وشكل تحديّاً بالنسبة الى «كارهي الكويت» في الخارج.
جاء ذلك خلال استضافة «الرايم الذهبي» في برنامج «مسائي» على قناة «الراي» مساء أول من أمس والذي يقدمه كل من الزميلين عبدالله مال الله وروان.
وحرص الديحاني في البداية على أن يبارك للشعب الكويتي الإنجاز الكبير الذي تحقق والمتمثل في الحصول على الذهبية، موضحاً أن لهذا الفوز مذاقاً خاص بالنسبة له، لأنه جاء بعد «كسر عظم» لأن كل الظروف كانت ضد الكويت.
وقال: «رغم أن المشاركة جاءت تحت العلم الاولمبي الا ان البطولة كانت الأجمل بالنسبة لي على الإطلاق. الضغوط التي مورست على الكويت سواء من الداخل وايضا من الخارج عبر الاتحاد الدولي للرماية كانت خانقة. تمت ممارسة انواع الضغوط كافة وغاب العدل والنزاهة عن التحكيم».
وأضاف: «كنت غاضبا في البداية وانقطعت عن التدريبات لمدة ستة أشهر، وهي فترة طويلة قادرة على اخراج اي شخص من الإحساس الرياضي. تذكرت كلام حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى عندما استقبلني بعد الفوز ببرونزية أولمبياد لندن 2012، وقال لي: اريد منك المشاركة في اولمبياد البرازيل والحصول على الذهب. وكانت إرادة الله متوافقة مع رغبة حضرة صاحب السمو، وهذا الموقف هو ما جعلني افكر في المشاركة وعدم تفويت الفرصة في الحصول على الميدالية التي لطالما رغبت بها».
بطولة الهند
وبعد أن عقد العزم على خوض غمار أولمبياد ريو دي جانيرو، طلب منه المدرب دانيال المشاركة في بطولة العالم في الهند التي تشكل منافساتها التصفيات المؤهلة الى الأولمبياد، وقال: «كان مقرراً أن تقام في الكويت في نوفمبر 2015 لكن جاء الإيقاف، وتم نقلها الى الهند في يناير الماضي. لم أكن جاهزا للمشاركة ولم يكن متبقياً على انطلاق البطولة سوى ستة أيام فقط. اعطاني المدرب 200 يورو للمشاركة، الا انني شاركت على حسابي رغم ضيق الوقت».
وتحدث عن ميدان الرماية في بطولة العالم قائلاً: «ذهبت للمشاركة وكنت اتابع الرماة وهو ينهارون خلال الجولة الثالثة. لاحظت بخبرتي أن الطبق الذي يخرج من الماكينة رقم 7 يسار فيه تأخير عن بقية الأطباق الأخرى. هذا التأخير أربك الجميع الا انني انتبهت للأمر ونجحت في الوصول الى النهائي».
وكشف ان احد المدربين قال له إن هناك اشاعة تتحدث عن عدم قدرة الكويت على المشاركة في بطولة العالم بعد أن تم تعليق عضويتها، وقال: «تقدمت باستقالتي من منصبي عضواً في اللجنة الاولمبية الكويتية ورئاسة لجنة الرياضيين احتجاجاً على الوضع الصعب الذي تمر به الرياضة. وقامت الهيئة العامة للرياضة بتكليف محامي الدولة لرفع قضية ضد اللجنة الأولمبية. الآن سقط الجزء الخاص بالصفة وبقيت القضية الشخصية، ويتوجب على محامي الدولة أن يتقدم لرفع اسمي من القضية، حيث تم طلب تعويض مبدئي قدره 5001 دينار تمهيدا للمطالبة بتعويض 440 مليون دينار لاحقاً».
حرب على الكويت
وشدد الديحاني على أن حرباً شعواء شُنّت على الكويت بعد أن ترشح وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود في الانتخابات الأخيرة على رئاسة الاتحاد الدولي للرماية ضد المكسيكي اوليغاريو فازكيز رانا، وأضاف: «بلعبة معينة فاز اوليغاريو، ليتم بعدها إعلان الحرب على الكويت. تردد كلام عن أن نادي الرماية الكويتي غير شرعي بناءً على كتاب من اللجنة الاولمبية الكويتية. تم استغلال هذه الورقة ضد الكويت، وشارك الأبطال المحليون في البطولة العالمية تحت علم الاتحاد الدولي، فيما جاءت المشاركة في الأولمبياد الحالي تحت علم اللجنة الأولمبية الدولية».
الفوز الأجمل
وأكد «الرامي الذهبي» بأن «الفوز الذي تحققه في ريو كان الأجمل على الإطلاق نظراً الى الضغوط الكبيرة التي كنا نتعرض لها من الداخل، والذي وصل بالبعض الى اتهامنا بخاينة الوطن. أما الضغوط الخارجية فجاءت من المدرب الإيطالي بيرا الذي يمثل مع اصدقائه ثقلا كبيرا في عالم الرماية. لم يكن يريدون مشاركة الكويت لأنهم كانوا يخشوننا. وفوق كل ذلك قام الحكم بإعطائي صفراً في بداية المنافسات رغم اصابتي 4 أطباق. ولا أنسى الرامي الايطالي باريلا الذي كان يقذف الخرطوش باتجاهنا قصداً، بالإضافة الى التشويش المتعمد ضدي خلال أيام الدورة».
وتابع: «وصلت الى النهائي في الاولمبياد. ومنحتني اللجنة المشرفة الرقم 2 ومن ثم تحول الى 3 في اللوحة، وهو أصعب مكان لكسر التعادل. الى هذه الدرجة الهابطة، تخلوا عن العدالة والأخلاق والمبادئ. قلت بعدها في نفسي: سيضعونني في رقم 1، وبالفعل بعد مرور ساعة ونصف الساعة جاءني الرقم 1. كنت أعلم انهم سيستخدمون القذارة. كنت اكتفي بسماع صوت الطلقات من السماعة. نظرت الى اللوحة بعد أن ضمنت بلوغ النهائي والحصول على ميدالية سواء ذهبية أو على الأقل فضية، ولله الحمد وفقني الله في الفوز بالذهبية في النهائي».
حركة عفوية
وكشف: «بعد الفوز ضربت بيدي على صدري في رسالة الى الجميع بأنني فزت بالذهبية غصباً عن الاتحاد الدولي وغصباً عن المشككين في الداخل، وقلت للجميع: الكويت موجودة رغم كل الضغوط».
واضاف: «كانوا يريدون طمس هوية الكويت وعلم البلد، لكن كان الجميع في الميدان يردد على الدوام اسم الكويت»، وتابع: «لو شاركنا في ظروف طبيعية تحت علم الكويت، ما كنا لنصل الى ما وصلنا اليه. ما حصل هو رسالة عكسية عليهم بالسلب، وعكسية علينا بالإيجاب بفضل الله».
وأكد الديحاني على ان «القائمين على الاتحاد الدولي يكرهون الكويت، ويحقدون عليّ لأني حصلت على ثلاث ميدالية اولمبية ولأنني رجل مسلم».
استقبال ذهبي
وتوقع الديحاني الاستقبال الكبير الذي حظي به في مطار الكويت الدولي نظراً الى تفاعل العالم العربي مع هذا الإنجاز، واستغرب من قدرة المجمعات التجارية على طباعة صوره وعرضها بسرعة قياسية. وقال: «حظيت باستقبال رسمي وشعبي كبيرين في صالة التشريفات، ما كان له أكبر الأثر عليّ».
وكشف بأن سمو الأمير يتذكر جيداً الحوار الذي دار معه في 2012 عندما طلب منه الحصول على الميدالية الذهبية في البرازيل، وقال له عندما تقدم من سموه «كفيت ووفيت»، وطالبنا بمواصلة العطاء.
وأكد أن برقية سمو الأمير بعد الفوز بالميدالية تعتبر أكبر رد وقد ألجمت المشككين في الداخل، وتساءل: «قدمت لبلدي انجازات وميداليات، أما المشككون فماذا قدموا للبلاد؟».
49000
واشار الديحاني الى أن البندقية التي حصل عليها من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك في 2012 هي نفسها الذي اقتنص بها الذهب في «ريو».
وكشف بأن سعر البندقية يصل الى 49 الف دينار وهي تصلح للمشاركة في مسابقتي «تراب» و»دبل تراب» ومنقوش عليها آية قرآنية بالذهب.
وأوضح البطل الأولمبي بأن الدولة وقفت معه ودعمته حتى 25 يوليو الماضي، وهو موعد افتتاح القرية الاولمبية عن طريق اقامة المعسكرات الخارجية بالاضافة الى توفير الخرطوش والأطباق والمواصلات.
وقال: «قرر القائمون على الرياضة عدم المشاركة في الأولمبياد، الا انهم تركوا لنا المجال للمشاركة بأنفسنا، وبالتالي الدولة لم تقصر معنا، وما أنا فيه الآن هو بفضل دولة الكويت».
وكشف أنه حجز تذكرة السفر إلى البرازيل بمبلغ ألفي دينار من حسابه الخاص، مؤكداً أن الميدالية الأولمبية الذهبية هي ميدالية التحدي، وإن كان هناك شيء اسمه التحدي فإن الميدالية التي حصل عليها في «ريو» هي التحدي نفسه.
وأضاف: «حصلت طوال مشواري الرياضي على 120 ميدالية واهمها على الإطلاق هو الميدالية الاولمبية التي تقف عندها كل الميداليات».
وأشار إلى أنه لم يقرر بعد ما اذا كان سيشارك في أولمبياد طوكيو 2020، وانه سيدرس الأمر جيدا، وختم: «سأعمل على إنشاء أكاديمية للرماية لخدمة هذه الرياضة، فأنا حاصل على أعلى شهادات التدريب في الرماية».
المنصور يستقبل البطلين الأولمبيين
يستقبل مدير عام الهيئة العامة للرياضة الشيخ احمد المنصور في الساعة 12:00 ظهر اليوم في مقر «الهيئة» حامل الميدالية الذهبية في مسابقة «الحفرة المزدوجة» فهيد الديحاني وصاحب برونزية مسابقة «السكيت» ضمن دورة الألعاب الأولمبية 2016 المقامة حاليا في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية.
وسيقوم المنصور خلال الاستقبال بتسليم الراميين المكرمة المقدمة من سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد بعد أن حققا انجازا مشرفا للرياضة الكويتية.
على صعيد آخر، هنأ المنصور لاعب نادي الكويت ومنتخب كرة القدم فهد العنزي بحصوله على الجنسية الكويتية بقرار من مجلس الوزراء.
وأعرب عن شكره وتقديره لسمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك على القرار الذي يعد تكريماً للرياضة والرياضيين الذين رفعوا اسم الكويت عالياً في المحافل القارية والدولية، مشيرا إلى أن هذا القرار اثلج صدور جماهير ومحبي الرياضة والرياضيين في البلاد.
وأوضح المنصور أن قرار تجنيس العنزي هو ابلغ تعبير عن دعم الدولة لأبنائها الرياضيين المتميزين في مختلف الألعاب نظير إسهاماتهم في خدمة الوطن.
وأكد ان العنزي كان كويتياً قبل حصوله على الجنسية وذلك من خلال انتمائه ووجدانه وسلوكه وحبه للكويت وعطائه منقطع النظير.
ملامسة الذهب الأولمبي ... «حلم» تحقق!
| كتب أحمد المطيري |
لحظة استقبال البطل الاولمبي فهيد الديحاني صاحب ذهبية مسابقة «دبل التراب» في أولمبياد ريو 2016 خلال زيارته إلى «مجموعة الراي الإعلامية»، لم تكن عادية حالها حال استقبال أي رياضي آخر.
20 عاماً لكاتب هذه السطور في المجال الصحافي، ورغم ذلك لم أشعر سابقاً بما خالجني خلال اللقاء مع «الذهبي» فهيد الديحاني.
باختصار كنت مع بطل حقيقي يحمل في يمناه ميدالية أولمبية ذهبية لا تقدر بثمن، وتمنح حصراً لأبطال استثنائيين حول العالم.
قمة الفخر أن تكون في حضرة رجل ذهبي يمسك بميدالية أولمبية ذهبية، في حضرة رجل دخل التاريخ من أوسع أبوابه، رجل أسعد برمياتها الصائبة أمة بأكملها، رجل ركع له أباطرة الرماية في العالم، رجل تهافتت عليه وسائل الاعلام كافة في العالم، رجل وعد وأوفى بوعده لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، رجل إلتفّت حوله كل أطياف المجتمع.
شعور لا يمكن وصفه وأنت بجوار ميدالية ذهبية أولمبية تتصارع عليها كل امم العالم، وتدفع الملايين لابطالها من أجل الفوز بها.
ميدالية رُفع من أجلها العلم الأولمبي وعزف السلام الاولمبي في سابقة في تاريخ الاولمبياد، ميدالية رفعت اسم الكويت وإن لم يرفع علمها.
يكفي أن تخلق تلك الميدالية التي سجلت باسم اللجنة الاولمبية، فضولاً لمعرفة من هو بطلها.
لم أتردد أبداً لحظة التقاط صورة للتاريخ مع البطل الاولمبي، أن أستأذنه بملامسة تلك الميدالية البرّاقة التي أعلم تمام العلم بأنها نادرة الوجود ولا يمكن أن تقع على واحدة منها الا في خزائن أبطال العالم.
هي الميدالية ذاتها التي عانقت السباح الاميركي الاسطوري مايكل فيلبس، وهي نفسها التي تقلدها أسطورة العدائين الجامايكي اوساين بولت.
اللقاء بفهيد الديحاني لم يكن ولن يكون لقاء صحافياً عابراً وانتهى، بل إنها لحظة ستبقى خالدة في تاريخنا تماماً كلحظة صعود منصة التتويج الخالدة في تاريخ الرامي.
هو لقاء أشبه بالحلم بالنسبة الى كل صحافي يقدّر معنى الإنجاز والنجاح الحقيقي.
فهيد الديحاني، شكراً من الاعماق على كل لحظة شعرنا بها بالانتصار معك، شكراً على كل أنواع الفرح والسرور التي عشناها بسببك، شكراً على رفعك اسم بلادك عالياً، شكراً لك على السماح لي بمشاركتك في ملامسة ميدالية ذهبية كانت بالنسبة لي «حلماً»... وتحقق أخيراً.