«ندرس إرسال خبرات طبية إلى الكويت وفق الإجراءات القانونية»
السفير الألماني: لا تأثير للإرهاب في أوروبا على آلية إصدار التأشيرة للكويتيين
| كتب خالد الشرقاوي |
1 يناير 1970
08:17 ص
السفارة تصدر سنويا نحو 60 ألف تأشيرة تستغرق الواحدة من 3 إلى 4 أيام فقط
ألمانيا لن تتخلى عن شركائها في الخليج ورفع العقوبات عن إيران ضمن مراقبة شديدة لأنشطتها النووية
جامعة ميونخ ثالث أفضل جامعة في ألمانيا وتنوي تأسيس فرع لها في الكويت
للكويت استثمارات قوية في ألمانيا عن طريق هيئة الاستثمار وتقدر بـ 18.3 مليار دولار
نفى السفير الألماني لدى البلاد كارل فريد بيرغنر، أن تكون الأعمال الإرهابية التي ضربت القارة الأوروبية أخيراً، قد أثرت على آلية إصدار التأشيرات للكويتيين، مؤكدا أن ألمانيا سعيدة باهتمام الكويتيين بزيارتها بشكل خاص، حيث تضاعفت طلبات الحصول على التأشيرة لأربعة أضعاف خلال السنوات القليلة الماضية.
وأوضح بيرغنر خلال مؤتمر صحافي عقده في المقر الجديد للسفارة ببرج الحمراء، بمناسبة توليه مهام منصبه في الكويت، أن السفارة تصدر سنويا نحو 60 ألف تأشيرة للكويتيين والمقيمين، وتحتل المرتبة الثامنة بين الدول الحاصلة على التأشيرات لمواطنيها والمقيمين على أرضها، لافتا إلى انه مع الطلب المتنامي على إصدار التأشيرات الألمانية، راجعت السفارة آلية التعامل مع طلبات التأشيرة، وأصبح من الممكن إصدارها في 3 إلى 4 أيام للكويتيين فقط.
كما نفى أن يكون هناك أي رفض لأي طلب يُقدم من الكويتيين، ناصحاً كل من يرغب بتأشيرة ضرورة تقديم أوراقه قبل اسبوعين، علما بأن ثلثي طالبي التأشيرة من الكويتيين، مشيرا الى توجه الحكومة الألمانية لجلب عدد من الخبرات الطبية الألمانية الى الكويت، ولكن ذلك يستلزم إجراءات قانونية يجب اتباعها.
وفيما يتعلق بالتقارب الاقتصادي الألماني - الإيراني ومدى تأثيره على حلفاء ألمانيا في دول الخليج، أوضح ان رفع العقوبات عن إيران كانت شائكة وضمنت مراقبة شديدة لانشطة ايران النووية، وهذا ما يعتبر رسالة طمأنة لشركاء ألمانيا في الخليج، لافتا الى ان انفتاح ألمانيا على تقوية العلاقات الاقتصادية مع ايران، ليس موجها ضد أحد، علما بأن ألمانيا ليست الدولة الاقوى في مجال علاقاتها الاقتصادية مع ايران، ولدى بعض الشركات الألمانية عدد من الشكاوى بسبب القيود التي لا تزال موجودة على التجارة مع ايران، مشدداً على ان ألمانيا لن تتخلى عن شركائها في الخليج.
وحول إنشاء جامعة ألمانية في الكويت، قال ان جامعة ميونخ تعتبر ثالث أفضل جامعة في ألمانيا، وهي تنوي تأسيس فرع لها في الكويت، لافتا الى وجود محادثات بهذا الشأن بين البلدين، وقد تم معاينة الارض التي قد يقوم عليها المشروع.
وأشاد السفير الألماني بالعلاقات الألمانية - الكويتية والتي وصفها بالمتطورة على كافة الأصعدة، لافتا إلى التوافق الواضح بين القيادة السياسية في البلدين حول العديد من الملفات السياسية على الساحتين الدولية والاقليمية، مثمناً جهود الكويت الرائدة في مجال العمل الانساني والتخفيف من معاناة المنكوبين من جراء ويلات الحروب، فضلا عن مساعيها الحثيثة الاقليمية لإحلال السلام في المنطقة.
كما أشاد باستضافة الكويت للمشاورات اليمنية لفترة طويلة، معربا عن أمله في أن تستمر لتسفر عن حل شامل للأزمة يحقق السلام ويحقن دماء الشعب اليمني، ويعمل على تحقيق الاستقرار في المنطقة.
وكشف بيرغنر عن عدد من الفعاليات المقبلة، منها مؤتمر لسفراء ألمانيا في الخارج سيعقد في وزارة الخارجية الألمانية نهاية أغسطس الجاري، فضلا عن احتفالات السفارة الألمانية بالعيد الوطني نهاية أكتوبر المقبل.
وعن أولويات المرحلة المقبلة، أوضح السفير الذي قدم أوراق اعتماده الاسبوع الماضي، أن العلاقات الاقتصادية الألمانية - الكويتية قوية جدا، وللكويت استثمارات قوية جدا في ألمانيا عن طريق الهيئة العامة للاستثمار وتقدر بـ 18.3 مليار دولار، مشيدا بالتبادل التجاري الذي تضاعف حجمه خلال السنوات القليلة الماضية، موضحا ان ألمانيا هي الشريك السادس للكويت من حيث التبادل التجاري، معربا عن أمله ان تشهد هذه العلاقات تطورا ملحوظا وزيادة في السنوات المقبلة.
وشدّد على عمق التعاون الثقافي بين البلدين، مستشهدا بمعرض دار الآثار الاسلامية في برلين خلال الفترة الماضية، معربا عن أمله بتطور العلاقات ين البلدين على كافة المجالات والأصعدة، لافتا الى توجه البلدين لتنفيذ أحد المشاريع التنموية المهمة في افريقيا.
وأشار الى الوضع الصعب والمعقد الذي تمر به المنطقة، لافتا الى حرص ألمانيا على ايجاد حلول ملائمة لتلك الازمات خصوصا على الصعيد السوري ومشكلة اللاجئين التي اصبحت مشكلة اوروبية تؤرق مختلف دول الاتحاد الاوروبي، ولدينا اهتمام مشترك وتعاون وثيق لايجاد حلول لها، لافتا الى ان حل الازمة السورية ليس بسيطا وليس بالحسم العسكري، ونسعى لايجاد حل سياسي لهذه الازمة، مشيرا الى ان الحل العسكري يعتبر حلا ناجحا في محاربة تنظيم داعش، الا ان هزيمته في الموصل لن تنهي الارهاب، وعلينا ايجاد الحلول المناسبة في مكافحته، وان نتحدث عن اعادة البناء وعودة الاهالي.
واستشهد بالمثل القائل ان السياسة كالحفر بالخشب السميك، وهي بحاجة للكثير من الصبر والطاقة، قائلا «لو كان لدى ألمانيا العصا السحرية لاستخدمتها لحل هذه القضايا الشائكة، لافتا الى ان ألمانيا مهتمة بحل القضية السورية، حيث ان مشكلة اللاجئين اصبحت اقليمية».
وحول الاتهامات الموجهة الى ألمانيا بالمعاملة العنصرية ضد المسلمين المقيمين على أراضيها، اوضح ان الحكومة الألمانية على وعي تام بان الارهاب الحالي لا علاقة له بالدين الإسلامي، مستشهدا بآراء عدد من العلماء المسلمين التي تؤكد هذه القناعة، مضيفا ان الارهاب مشكلة يعاني منها المجتمع الالماني وهناك بعض الاحزاب اليمينية الموجودة في المجتمعات الاوروبية التي تستغل هذه الحوادث الارهابية لمصالحها الشخصية وهذا ما لن تسمح به ألمانيا، مشددا على وقوف بلاده ضد أي محاولة لتغذية الكراهية ضد الإسلام والمسلمين.
تنوع ثقافي وكرم ضيافة
أثنى السفير على التنوع والغنى الثقافي لدولة الكويت، مبدياً إعجابه بكرم الضيافة والحفاوة البالغة التي استشعرها منذ اللحظات الأولى لوصوله.
اهتمام بالتراث العربي الإسلامي
لفت بيرغنر إلى اهتمامه بالتراث العربي الإسلامي، وسعيه للحفاظ عليه، من منطلق قناعة تامة، أنه لا يمكن الحفاظ على الحاضر، إلا من خلال تمجيد الماضي.
منتجات ألمانية لا تعرفها الكويت
قال السفير إن هناك الكثير من المنتجات الألمانية التي لا تتواجد في الكويت بعد، متمنيا أن يستطيع تعريف الكويتيين عليها، وكذلك على أوجه السياحة وجلب أجود المنتجات الألمانية إلى السوق الكويتي.