المهنا وصف تطور علاقات البلدين بـ «اللافت» ... والنصراوي كشف عن توأمة مقبلة مع العاصمة

محمد الخالد استقبل محافظ البصرة: أهمية كبيرة للتنسيق الأمني وتبادل المعلومات

1 يناير 1970 02:02 ص
محافظ البصرة:

لدينا 6 قنصليات وموانئ يعبرها نحو 90 في المئة من صادرات العراق

الكويت ربما أقرب إلينا من أقرب محافظة عراقية ... فلا بيت في البصرة لا أقارب له في الكويت

أزور الكويت تزامنا مع ذكرى الغزو حاملا غصن الزيتون ... فالطغاة يذهبون وتبقى الشعوب

الجانب الكويتي وافق على عقد توأمة بين البصرة ومحافظة العاصمة ما يعد إنجازا رائعا

طرحت إمكان تسهيل دخول رجال الأعمال العراقيين وقد أبدى الجانب الكويتي استعداده لذلك

اتفاق بين رجال أعمال عراقيين وكويتيين لعقد مؤتمر في الكويت يعرض فرص الاستثمار في البصرة

«داعش» يحاول العبث بملف البصرة الأمني لكنه لم يستطع استهدافها إلا مرة واحدة خلال 3 سنوات
كونا - استقبل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد صباح أمس بحضور محافظ العاصمة ثابت المهنا محافظ البصرة الدكتور ماجد النصراوي.

وأعرب الخالد خلال اللقاء عن «عمق العلاقات الأخوية بين البلدين»، مؤكداً أهمية «التنسيق الأمني بين الجانبين وتبادل المعلومات والخبرات لما فيه مصلحة البلدين».

من جانبه، قال النصراوي «إن هذه الزيارة تأتي في إطار الجهود المبذولة لتطوير العلاقات على المستويين الأمني والاقتصادي، مع الكويت».

يذكر أن القنصل الكويتي العام في البصرة السفير يوسف الصباغ حضر مراسم الاستقبال.

وكان محافظ العاصمة ثابت المهنا قد سبق أن استقبل النصراوي في مكتبه واصفا العلاقات الكويتية - العراقية بأنها «تتطور وفق رؤية القيادتين السياسيتين لدى البلدين بشكل لافت»، مشيرا الى ان «الحكومة الكويتية سعت الى فتح صفحة جديدة من العلاقات الثنائية وإعادتها الى سابق عهدها».

وقال المهنا «ان علاقات البلدين تسير بشكل في إطار السعي إلى تجاوز المرحلة المظلمة من تاريخ العلاقات التي اساءت فيها القيادة العراقية السابقة اليها»، متطلعا الى «تعزيز العلاقات الثنائية واقامة شراكات وفق رؤية تدفع في اتجاه تحقيق المصالح المشتركة بين البلدين».

وأكد ان «سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد حريص على اقامة علاقات ثنائية بين البلدين على اساس التعاون والاحترام المتبادل».

كما كان النصراوي قد أعرب عن سعادته بزيارة الكويت معتبرا انها «فرصة للقاء سمو أمير البلاد وسمو رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الأمة وكبار المسؤولين في الكويت لمراجعة وتوضيح ما يجري في العراق وطبيعة العلاقة العراقية - الكويتية وبحث الملفات والأوضاع الإقليمية والدولية وانعكاسها على الأوضاع في البلدين».

واعرب عن شكره وتقديره لصاحب السمو على الحفاوة التي حظي بها واعضاء الوفد، مؤكدا أن سموه حريص على تعزيز علاقات البلدين بشكل أفضل، كاشفا عن «العمل على إقامة اتفاقية توأمة في آتي الايام وبعد الانتهاء من الترتيبات اللازمة بين محافظة البصرة ومحافظة العاصمة لتسهيل تبادل الخبرات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية».

وفي لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، أكد النصراوي أن زيارته تهدف إلى تقديم الشكر والامتنان لسمو أمير البلاد على مواقفه الإنسانية السامية وحكمته التي أسهمت في حل القضايا العالقة بين البلدين.

وقال «إن حكمة سمو الأمير وإيمان الحكومة العراقية الجديدة الراسخ بأن العلاقة يجب أن تتوطد أنهتا جميع الملفات العالقة منذ عقود مثل الحدود والتعويضات وأغلقتا كل ملف من شأنه تأجيج روح النزاع بين البلدين»، مشيدا بـ «العلاقة التاريخية بين العراق والكويت لاسيما محافظة البصرة التي تجسدها الأواصر المشتركة في العقيدة والعروبة والمصاهرة والجوار ومختلف أنواع العلاقات وهو ما حدا بنا إلى زيارة جارتنا الكويت التي هي ربما أقرب إلينا في البصرة من أقرب محافظة عراقية ولا يوجد بيت في البصرة لا يوجد لديه أقارب في الكويت».

ولفت إلى أن زيارته للكويت تأتي تزامنا مع ذكرى الغزو «حيث جئنا نحمل غصن الزيتون وحمائم السلام لأشقائنا وأحبائنا ونقول لهم إن الطغاة يذهبون لكن تبقى الأمم والشعوب لاسيما وأن كلا الشعبين الشقيقين اكتويا بنار الطاغية».

وعن لقاءاته مع سمو الأمير وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك ووزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد أعرب النصراوي عن سعادته بالترحيب الكبير الذي لقيه والوفد المرافق له من القيادة السياسية الكويتية «ما أنسانا أي هوة حصلت في السابق بسبب النظام الدكتاتوري السابق».

وأوضح أن «اللقاءات تطرقت إلى سبل فتح آفاق جديدة للتعاون بين الكويت ومحافظة البصرة ومنها بحث إمكانية توقيع اتفاقية توأمة بين محافظتي البصرة والعاصمة الكويت»، مشيرا إلى أن «لدى البصرة اتفاقيات مشابهة مع عدد من المدن منها هيوستن الأميركية وخوزستان ومشهد الإيرانيتان».

وذكر النصراوي أن «الجانب الكويتي وافق على عقد هذه التوأمة بين الجانبين على أن يتخذ الجانبان الإجراءات اللازمة ومنها تشكيل الوفود واللجان المشتركة في مختلف القطاعات التي من شأنها تعزيز التعاون وتبادل الخدمات والخبرات بين المدينتين ما يعد إنجازا كبيرا ورسالة رائعة بين الشعبين».

وأفاد بأنه طرح خلال لقاءاته مع القيادة السياسية الكويتية «إمكانية تسهيل دخول التجار ورجال الأعمال العراقيين إلى الكويت لصعوبة إجراءات الحصول على تأشيرة دخول والإقامة في الفترة الحالية»، مبينا أن «الجانب الكويتي أبدى استعداده لتسهيل جميع الإجراءات».

وذكر النصراوي أنه بصدد اللقاء بمعية رئيس غرفة تجارة البصرة ونائبه بعدد من رجال الأعمال المسؤولين في غرفة تجارة وصناعة الكويت «لوضع مسودة أعمال لتسهيل تبادل الخبرات والأعمال التجارية بين الجانبين». وأضاف أن «رجال الأعمال العراقيين المرافقين له في الوفد اتفقوا مع بعض نظرائهم الكويتيين على عقد مؤتمر في الكويت لعرض الفرص الاستثمارية في محافظة البصرة على أن تقوم الحكومة المحلية في البصرة بتهيئة الفرص وفتح الآفاق الاستثمارية لدخول الشركات الكويتية إلى المحافظة».

ولفت إلى «وجود أكثر من شركة كويتية تعمل في محافظة البصرة في مجالي الغاز والتنظيف»، معربا عن «الأمل أن تكون هناك فرص أخرى للاستثمار». وأشار النصراوي إلى «لقاء مدير الموانئ العراقية عضو الوفد الزائر للكويت مع نظيره في مؤسسة الموانئ الكويتية لبحث التكامل في هذا القطاع بين الجانبين وتحقيق الهدف من الزيارة وكل ما من شأنه توطيد العلاقة بين الجانبين».

ولفت إلى أن «وفد محافظة البصرة الزائر يضم أيضا عددا من الوجوه الثقافية»، معربا عن الأمل في «إنجاز اتفاق لإقامة مهرجان ثقافي وأدبي وفني مشترك بين البصرة والكويت».

وفي ما يتعلق بالمشاريع الكويتية في البصرة، أفاد النصراوي بأن «مشروع مستشفى الكويت الجراحي الذي تبرعت بإقامته الحكومة الكويتية على وشك الانتهاء وهو يتألف من سبعة طوابق ويتسع لـ 250 سريرا ويحتوي على عشر ردهات للعمليات».

وردا على سؤال عما إذا كانت لدى العراق خطة لتطوير المنفذ الحدودي البري بين البلدين، أشار إلى أن «مشروع التطوير طرح على مستوى البنى التحتية وأحيل إلى شركة للعمل به في القريب العاجل لكن المشكلة المالية التي يمر بها العراق أجلت تنفيذه بسبب وجود أولويات أخرى».

وثمن النصراوي موقف القيادة الكويتية في إعادة افتتاح قنصلية دولة الكويت في البصرة «التي كانت موجودة لعقود مضت وبإصرار من سمو أمير الكويت تمت إعادة افتتاحها»، لافتا إلى أن «القنصل الكويتي في البصرة السفير يوسف عاشور الصباغ يجد كل المحبة والمودة من أهل البصرة».

وأشار محافظ البصرة إلى الحفل الذي أقامته القنصلية بمناسبة العيد الوطني لدولة الكويت للمرة الأولى في محافظة البصرة منذ سنوات «بمشاركة مختلف شرائح المجتمع في البصرة ما جسد عمق العلاقة بين الشعبين الكويتي والعراقي لاسيما البصري».

وردا على سؤال حول تقييمه للوضع الأمني في البصرة أوضح أنها «تعتبر مدينة آمنة إذا ما قورنت بالمدن العراقية الأخرى»، مبينا أن «ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي يحاول العبث بملف البصرة الأمني باعتبارها مدينة اقتصادية تضم موانئ العراق ونسبة 80 إلى 90 في المئة من الصادرات العراقية وفيها 6 قنصليات لكن لم يستطع استهدافها إلا في حالة واحدة خلال السنوات الثلاث الأخيرة وهو ما يعد استثناء».

وجدد محافظ البصرة الإعراب عن «خالص الشكر لسمو أمير البلاد على دعمه الدائم للعراق وكان آخره مساهمة الكويت في مؤتمر المانحين لدعم العراق الذي عقد في واشنطن لمساعدة النازحين العراقيين ما يؤكد أن الكويت سباقة في هذا الشأن».

وكانت الكويت قد تعهدت الشهر الماضي بتقديم مساعدات إنسانية للعراق بقيمة 176 مليون دولار خلال مؤتمر المانحين لدعم العراق الذي عقد برعاية الكويت ودول أخرى في واشنطن.