طالبوا بتطبيق قانون الرعاية وتوفير «المعين» في دوائر الدولة
«المكفوفين»: قريباً ... مشروع متكامل لتطوير مخرجات تعليم ذوي الإعاقة البصرية
| كتب حمد العازمي |
1 يناير 1970
09:58 ص
فايز العازمي: دعم «الأهلي» يحقق أهداف المكفوفين ويضمن الشراكة الاجتماعية
فوزي الثنيان: «الأهلي» مستمر في دعم كل أنشطة وفعاليات جمعية المكفوفين
العنزي: مطبعة المرحوم محمد عبدالمحسن الخرافي حملت على عاتقها تطوير الملكة الثقافية للمكفوفين
صالة صباح الأحمد صرح وطني رياضي الأول من نوعه على المستوى العربي الخاص بفئة المكفوفين
آمال تصطدم بالواقع... هذا ما يمكن تبينه حين ترتسم ملامح الفرحة والسعادة على وجوه الشبان المكفوفين الفائزين بالمراكز الأولى في ختام «مهرجان الأهلي الرياضي» مساء أمس الأول... آمالهم، إذ يتطلعون الى مستقبل مشرق يندمجون من خلاله مع نظرائهم الأصحاء في المجتمع، يبددها واقع يقف حائلاً دون تحقيقها، في ظل قانونهم لسنة 2010، الذي يضمن توفير الرعاية الكاملة لهم، إلا أنه لم يُفعّل بالشكل المطلوب.
وفي الوقت الذي تستمر جمعية المكفوفين، في تسجيل المزيد من الإنجازات الرائدة في مساعدة هذه الفئة، خصوصا في مجال طباعة القرآن الكريم والكتب على طريقة «برايل» وتوزيعها على مستوى العالم العربي والإسلامي، كشفت الجمعية عن مشروع متكامل وشامل لتطوير مخرجات التعليم لذوي الإعاقة البصرية سيرى النور قريبا، اضافة الى سعيها الى التنوع والتوسع في مجال طباعة وإصدار كتب تواكب العصر وايضا الكتب الخاصة بالمرأة الكفيفة، من خلال مطبعة المرحوم محمد عبدالمحسن الخرافي، التي تعتبر الأحدث على مستوى الوطن العربي لطباعة الكتب بطريقة برايل، بهدف تنويع مصادر المعرفة والكتب المطروحة لفئة المكفوفين.
في البداية، اكد رئيس مجلس ادارة جمعية المكفوفين الكويتية فايز العازمي، ان الجمعية حرصت منذ تأسيسها عام 1972 على إقامة مختلف الفعاليات الثقافية والاجتماعية والرياضية التي تنمي وتصقل قدرات ومواهب فئة الكفوفين، مشيدا في الوقت نفسه بالدعم الذي يقدمه البنك الاهلي الكويتي لمختلف الأنشطة التي تقيمها الجمعية طوال السنوات السابقة.
وقال العازمي في الكلمة التي ألقاها خلال الحفل الذي أقامته جمعية المكفوفين الكويتية مساء امس الاول، بمناسبة ختام «مهرجان الاهلي الرياضي» لبطولة كرة الهدف، وتنس الطاولة والسباحة للمكفوفين، ان البنك الاهلي دعم كل فعاليات وانشطة القرآن الكريم، وايضا دعم كل ما يتعلق باجهزة مركز الصباح للتنمية المعلوماتية، وتوفير الدعم لبعض المطبوعات الخاصة بالمجلس الثقافي.
واضاف ان مبادرة «الاهلي» لهذا السنة «تمثّلت في دعم هذا المهرجان الذي يأتي في ختام النشاط الرياضي للجمعية خلال فترة الصيف، في مجال ألعاب كرة القدم وتنس الطاولة والسباحة»، معربا عن الأمل ان يستمر البرنامج الرياضي بشكل سنوي، من اجل تحقيق اهداف الجمعية من جهة، وضمان وضع الشراكة الاجتماعية بين مؤسسات المجتمع المدني، من جهة اخرى.
ومن جانبه، لفت المدير العام لشؤون مجلس الادارة بالبنك الاهلي فوزي الثنيان، إلى أن البنك يسعده دائما تقديم كل انواع الدعم لمنتسبي الجمعية، وخصوصا في المجال الرياضي، مشيداً بالامكانيات التي تقدمها الجمعية لفئة المكفوفين من اجل ضمان دمجهم مع افراد المجتمع، واكد ان البنك الاهلي سيستمر في دعم كل الانشطة والفعاليات التي تقدمها الجمعية لفئة المكفوفين.
بدوره، كشف أمين سر جمعية المكفوفين الكويتية منصور العنزي لـ«الراي»، عن وجود مشروع لتطوير مخرجات التعليم لذوي الإعاقة البصرية، يتم حاليا وضع اللمسات النهائية عليه، من اجل تنفيذه على أرض الواقع في القريب العاجل.
وأوضح ان المشروع الذي وصفه بـ«المتكامل والشامل» سيساهم في تطوير القدرات التعليمية والذهنية لدى المكفوفين، من خلال إقامة دورات متخصصة عن طريق الجمعية مباشرة.
وتابع في نفس السياق «لا يخفى على احد ان هناك ضعفاً بشكل عام في مجال القراءة والكتابة داخل المؤسسات التعليمية الخاصة والعامة، فكيف إذن بحال الكفيف الذي يحتاج الى جهد مضاعف، باعتبار ان تعليمه يتم في اطار فردي وليس جماعيا كما هو في المدارس».
وعن مشروع صالة صباح الأحمد الرياضية، وصف العنزي هذه الصالة بأنها بمثابة صرح وطني رياضي هو الاول من نوعه على مستوى الوطن العربي الخاص بفئة المكفوفين.
أما بخصوص إصداراتهم ومطبوعاتهم الجديدة، اكد العنزي ان مطبعة المرحوم محمد عبدالمحسن الخرافي منذ إنشائها خلال فترة التسعينات من القرن الماضي، حملت على عاتقها تطوير الملكة الثقافية للمكفوفين، واضاف ان أهم إنجازات هذه المطبعة التي تعتبر الأحدث على مستوى الوطن العربي لطباعة الكتب للمكفوفين هو طباعة القرآن الكريم بطريقة برايل، ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الانجليزية بطريقة برايل، طباعة المناهج الدراسية للطلبة في مختلف المراحل الدراسية، إضافة إلى أمهات الكتب والمصادر الثقافية، مضيفا «أعتقد بانه لا توجد مطبعة في العالم العربي خاصة بفئة المكفوفين تنتهج مثل هذا النهج بالتنوع في مصادر المعرفة، خصوصا وان معظم المطابع السابقة كانت تهتم بركيزتين هما الجانب الادبي والديني فقط، ولهذا نحن نسعى حاليا لتطوير هذه المعارف، من اجل تنويع مصادر المعرفة والكتب المطروحة لفئة المكفوفين».
وعن هموم وتطلعات جمعية المكفوفين ومنتسبيها، اكد العنزي في البداية ان الحكومة دائما تقدم كل انواع الدعم والرعاية للجمعية ومنتسبيها، الا انه طالب بضرورة الاهتمام بالجانب المعنوي تجاه فئة المكفوفين، من خلال ترسيخ نظرة المجتمع الايجابية تجاه المكفوف، خصوصا اثناء مراجعة الجهات الحكومية لإنهاء معاملتهم الخاصة، واضاف ان «المكفوف باعتباره مواطناً لديه حقوق وواجبات، ولكن يحتاج الى رعاية واهتمام معين كما نص عليه قانون المعاقين لسنة 2010».
ولفت إلى ان هذا الجانب من الرعاية الموجودة في قانون المعاقين لم يتم تطبيقه على أرض الواقع، خصوصا بما يتعلق بمسألة «المعين» الذي يقرأ الأوراق والمستندات الرسمية للكفيف في دوائر ومؤسسات الدولة، واكد ان «المعين» أصبح أمرا ضروريا للكفيف أثناء مراجعته الجهات الحكومية، والذي عن طريقه سيتعرف الكفيف على كل ورقة ومستند قانوني، قبل أن يقوم بالتوقيع عليه، مضيفا «يفترض في كل معاملات الدولة ووفق القانون أن يكون (المعين) متوافرا للكفيف، وهذا ما لم يتم حتى الآن».