أشعلت حماس جمهور «شرق» بـ «حنا فدا للبلد»

فرقة «الرندي» شرّعت سيوف الفخر وحيّت أمجاد الأجداد

1 يناير 1970 07:08 ص
أوسعت فرقة الرندي، الجمهور الكويتي طرباً بالفنون الشعبية، خلال الحفل الذي أقيم مساء أول من أمس على المسرح الروماني في سوق شرق، ضمن مهرجان «صيفي ثقافي» في دورته الحادية عشرة، والتي انطلقت في الثامن وتستمر حتى 20 من أغسطس الجاري تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. شهد الحفل حضور حشد جماهيري غفير، يتقدمهم مدير المهرجان سعود المسعود، إلى جانب باقة من عشاق التراث والفلكلور الكويتي ولفيف من رواد السوق.

استهلت فرقة الرندي وصلتها الغنائية بعرضة حربية بعنوان «حنا فدا للبلد» للشاعر الكويتي الراحل مرشد البذال، وفيما دقت طبول الفرح، وصدح صوت «الطار»، أشهر أعضاء الفرقة سيوف الفخر والاعتزاز ملوحين بأمجاد الآباء والأجداد في الدفاع عن الوطن الغالي، ومن كلماتها: «حنا فدا للبلد والدار تشره علينا... وقت اللوازم نبيّن كوبان يا من قعد... ما شاف فعل الأحرار كشافة الباصمين... تباشري بالسعد يا دارنا يا الحبيبة غصب على الغايبين... ذا الحين وإلا بعد ما حد تهقوى دستورنا في ماضيات السنين».

بعد ذلك، تزيّنت أركان المسرح الروماني بألوان الغناء الشعبي، خصوصا اللون المجيلسي في أغنية بعنوان «سلموا لي على غروٍ»، ويتكون المجيلسي من 15 عضواً فما فوق، يؤدون الأغاني وهم جالسون، ويتمايلون على إيقاع الأشعار والأغاني الغزلية. ويقول مطلع الأغنية: «سلموا لي على غروٍ نوى في عذابي... يوم عزّم على المرواح ما مر عليّ». ثم قدمت الفرقة «مجيلسي» آخر بعنوان «خاطري طاب»، وتقول كلماتها: «خاطري طاب من ذاك الفريج... صد قلبي وأنا تابع هواه... كل يوم وأنا أدق الطريق... ولا أحد قالي واعزتاه... خبروني راعي الثوب الرقيق... لا يجيني ولا عيني تراه».

تلتها بأغنية «سلمولي على الصاحب الجبلي» للشاعر سليمان الهويدي، وتقول كلماتها: «سلموا لي على الصاحب الجبلي... هيه ياللي تمرونها مرّهش... إن تكلمت قالوا العرب خبلٍ... وإن تصبرت صابتني الحرة».

كما شدا أعضاء الفرقة بواحدة من روائع الأغاني الشهيرة لدى أهل البادية للشاعر فهيد بن هباس، بعنوان «البارحة يا عبيد»، ومن أبياتها: «البارحة يا عبيد عييت أناما... قلب الخطا ذكّر علي الهواجيس... غديت مثل اللي طواه الهياما... يا طي حالي مثل طي القراطيس».

ولم تغفل الفرقة عن تقديم ألوان شعبية أخرى، على غرار«السامري» و«العرضة النجدية» وغيرهما من الألوان التي لاقت تفاعلاً وانسجاماً منقطعي النظير من قبل الجماهير، فضلاً عن العرضة الوطنية ذات الإيقاعات السريعة والحماسية التي عزفت بقوة على شغاف القلوب، والتي تعتبر من أبرز الفنون الشعبية في التراث الكويتي خصوصا والجزيرة العربية بشكل عام.

ورغم الرطوبة الشديدة التي خيّمت على الأجواء، إلا أن الجماهير لم تبارح المكان، وظلوا متسمرين في مقاعدهم طوال فترة الحفل، الذي امتد لساعة ونصف الساعة تقريباً.

جدير بالذكر أن فرقة الرندي هي أول فرقة حربية في الكويت، أسسها المرحوم سليمان المسيعيد الرندي في مطلع القرن الماضي، قبل أن يتولى رئاستها عدد من أبناء العائلة، وآخرهم محمد عبد العزيز الرندي.