الدجل في حياة المشاهير

قراءة الطالع ... تعددت الطرق والهدف واحد! / 30

1 يناير 1970 10:57 ص
| القاهرة - من دعاء فتوح |
دائما نخشى الغيب... فهو البوابة السحرية لمعرفة أقدارنا نحن البشر التائهين، نعرف أننا سنرحل، ولكن لا نعرف كيف؟ ومتى؟، ولا نملك من حطام دنيانا بخلاف اللحظة الحالية شيئا.
لذلك يلجأ بعضنا لمعرفة أقدارهم وطوالعهم عن طريق المتنبئين والفلكيين، أو عن طريق الدجالين والمشعوذين.
وثبت في أذهاننا أن هؤلاء المهتمين بهذا «العالم الخرافي»... هم أشخاص يفتقدون للثقافة الكافية والمعرفة... أوهم ممن يعيشون في القرى والمناطق العشوائية... حيث ارتبط الدجل والشعوذة بضعاف النفوس الذين لا يستطيعون مواجهة مصائرهم، وأقدارهم.
لذلك كان من أكثر الأمور غرابة... هو اكتشاف مدى تعلق أصحاب السلطة من السياسيين المرموقين على مر العصور، وكذلك مشاهير الفن والرياضة والأدب، وغيرها، بتلك العلوم.
حتى إن الكثير من الأمراء والملوك... كان لديهم «مُنَجم» أو أكثر مرتبط بقصورهم مثل لورنزو منجم دوق فلورنسة، وتيموبراهة منجم إمبراطور النمسا، وإليزابيث تيسية المستشارة الروحية للرئيس الفرنسي الأسبق ميتران.
إضافة إلى أن هناك الكثير من المنجمين «المشاهير طبعا» الذين ارتبطت أسماؤهم بالملوك.
كما اهتم ملوك وأمراء العرب بتلك العلوم، ومن أشهر هؤلاء الأمراء أبو جعفر المنصور العباسي... حيث كان لا يصدر أمرا إلا باستشارة نوبخت والفزاري.
الدجل... في حياة المشاهير... في جميع المجالات... ومن خلال التقليب في كثير من الأوراق والحكايات والأساطير القديمة والحديثة... تعددت أسبابه... وتنوعت أدواته.
فهناك من أراد أن يحصل على كسب اقتصادي... أو منفعة سياسية... أو المبارزة على منصب وجاه... حتى إن الأمر ولايزال مستخدما في أجهزة استخباراتية، وفي انتخابات رئاسية في دول كبرى... وفي حكايات وارتباطات المشاهير بالدجل... مفاجآت كثيرة... في السطور التالية... كثير من بينها.


على مدار 14 حلقة... تعرفنا على أهمية الدجل في حياة المشاهير، وكيف أن أغلب المشاهير يهتمون بـ «علوم الغيب» للحفاظ على شهرتهم ومكانتهم وسط العامة،، كما أن الدجل رداء يومي طبيعي معلن وغير معلن لهؤلاء المشاهير سواء اهتموا بقراءة الطالع والسحر والسحرة، أو اهتموا بالكذب والتضليل لتجميل صورتهم المجتمعية.
وكل هذا... أدى الى انتشار التنجيم والمنجمين وقراءة الطالع بصورة شرعية عبر وسائل الاعلام المختلفة... لذا نجد أنه مع اقتراب نهاية كل عام وبداية عام جديد يبدأ سباق المنجمين... للاعلان عن توقعاتهم لأهم الأحداث المنتظرة للعام الجديد، وباتت جميع الصحف والمجلات تفرد زوايا خاصة بها حول الأبراج والتنجيم الفلكي.
وتلقى تلك الزوايا اهتماماً خاصا من قبل شرائح واسعة من الناس، حتى ان الفضائيات والاذاعات حذت حذو الصحف والمجلات لتفرد مساحات من بثها لبرامج التنجيم الفلكي التي تحظى بنسبة متابعة عالية من شرائح واسعة من الجمهور الغربي والعربي على حد سواء.
حتى الشبكة العنكبوتية المعروفة بالانترنت أصبحت دليلا دائما وسريعا للمهتمين بالعرافة والتنجيم، وما أكثر المواقع والجهات المتخصصة للعلاج والاستشارة سواء بقراءة الطالع ومعرفة التوافقات الشخصية للعلاقات العاطفية , أو بحل مشاكل الانسان الدائمة مع العالم السفلي غير المرئي وهو عالم الجان والشياطين.
فهناك من يفكون الأعمال السحرية، ومن يقومون بعملها، وكأننا عدنا عدة قرون الى الوراء وأصبح التقدم والتكنولوجيا سلاحا ذا حدين.
كما يقوم بتوفير الوقت والمجهود... أصبح الوسيلة الأسرع لانتشار الخرافات والأباطيل، وازداد اقبال الناس على العرافة والتنجيم والسحر لحل مشكلاتهم كنوع من أنواع الهروب من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المنتشرة الآن في العالم ككل.
ومن هنا كان الدجل في حياة المشاهير سواء في السر أو العلانية سببا رئيسيا لانتشاره في صفوف العامة سواء بالهروب من جحيم القرارات السياسية التي تضر بهم على يد هؤلاء الساسة والحكام أو بالتقليد الأعمى لهؤلاء الصفوة غير المسؤولين...والمهتمين فقط بالتلميع الاعلامي والظهور عبر وسائل الاعلام المختلفة دون اسهام حقيقي لرقي هذه المجتمعات التي ينتمون اليها.
وهذه الحلقة تتناول الطرق المختلفة لقراءة الطالع والتنجيم في جميع أنحاء العالم فتتعدد الطرق والهدف مازال واحدا.
قراءة الطالع
في «أوروبا»، لم تكن قراءة الطالع ممارسة تحترم لعدة قرون مضت. كان هناك تحريم ديني ضد هذه الممارسة... بالاضافة الى القوانين المدنية. لهذا السبب كان القسم الأغلب من الأوروبيين والأميركيين في الحضر لا يعلم كيف ظلت أساليب قراءة الطالع شعبية بين العامة، ويفاجأون عندما يسمعون بمشهور أو سياسي يستشير عرافا لاتخاذ القرارات.
وهناك عدة طرق معروفة استخدمت لقراءة الطالع في «أوروبا»، و«أميركا» منها «استطلاع بيوت الكواكب»، و«التنجيم بالساعة والبندول»، و«قراءة لوح الأرواح»، و«قراءة الأثر في كوب الشاي»، و«قراءة البطاقات والتاروت»، و«قراءة الكرات البلورية»، و«قراءة الكف والنخيل»، والطرق الثلاث الأخيرة لها وجود واسع لدى العقلية الشعبية وشعب الغجر.
كما أن هناك شكلا آخر من أشكال القراءات يسمى «الاستشارة الروحية»، وهو لا يعتمد على استخدام أدوات أو وسائل بعينها، لكن يعتمد على انتقال الممارس الى عالم الأرواح أو الدخول في رؤى من أجل اسداء النصيحة للعميل، وهي الطريقة الأكثر انتشاراً في الجالية الأميركية الأفريقية.
أما المواضيع الأساسية التي يتوقع بشأنها قارئ الطالع الغربي هي المستقبل العاطفي، المستقبل المادي، فرص الحمل. ربما يتم استدعاؤهم للمساعدة في اتخاذ القرارات الخاصة بفرص العمل، أحوال الصحة ونتيجة المرض، خطط الزواج أو الطلاق , بالاضافة الى التنبؤ بالمستقبل.
كما أن العديد من العرافين يقومون بـ «قراءة الشخصية»، وهي عبارة عن تحليلات قصيرة لشخصية فرد بعينه ولا يشترط أن تحتوي على تنبؤات خاصة بأحداث مستقبلية , والطرق المستخدمة في هذا النوع من التحليل تشتمل على دراسة الدلالة السحرية للأعداد، وفن دراسة الخط، قراءة الكف، وخريطة النجوم لحظة الولادة وتأثيراتها على الشخصية. وفي الغالب هنا يسعى المستطلع الى معرفة ذاته، أو استطلاع توافق شخصيته مع شخصية أخرى لاكتشاف مستقبل العلاقة.
الثقافة الغربية
ومن الملاحظ في الثقافة الغربية المعاصرة أن المرأة تهتم باستشارة قارئي الطالع أكثر من الرجل، ربما لأن اعلانات قراءة الطالع التجارية في المجلات في الغالب موجهة أكثر نحو النساء، بينما تختفي تماما في المجلات الموجهة للرجال.
ومن العادي والمنتشر جدا أن تبحث الشابات الصغيرات عن قارئي الطالع لاستشارتهم مع بداية سن الرشد، ويبقى العديد من النساء على علاقة بعرافيهم لمدة عقود. واستشارات الهاتف مع العرافين - بأسلوب شحنت باتصالك الى حساب هاتف الشخص على الطرف المقابل- سجل نسبة عالية جدا من نسب طرق التواصل مع العرافين وقارئي الطالع، وازدادت شعبيته خلال التسعينات.
ولكن هذا لم يستبدل قارئي البطاقات التقليدية وقارئي الكف وأكواب الشاي، والقراء الروحانيين الذين يرون زبائنهم في محلات صغيرة أو دكاكين مصممة بحيث يحيط بها جو من الغموض.
قراءة الطالع... وآسيا
قراءة الطالع معروفة أكثر لدى «الصينيين» الذين استخدموا العديد من تقنيات التنبؤ والتكهن المختلفة طول فترات الحكم السلالية. وهناك أربع طرق رئيسية مازالت تستخدم في «الصين»، و«تايوان»، و«هونغ كونغ» حتى اليوم، وسر استمرارهم دقة النتائج وشعبيتها الرائجة. وبمرور الوقت، بعض هذه المفاهيم انتقلت الى الثقافة «الكورية»، و«اليابانية» تحت أسماء أخرى.
على سبيل المثال، طريقة «ساجو» في «كوريا» هي تماما طريقة «الأعمدة الأربعة» في «الصين». وهناك أربع طرق هي الأكثر شعبية وانتشاراً في آسيا... الطريقة الأولى هي «قراءة الوجه».
وفي هذه الطريقة يتم تفسير ميزات مميزة للوجه كشكل الأنف والعيون والفم ومعايير أخرى ضمن الوجه واستخدام هذه المعايير كوسائل لقراءة المستقبل. وهذا في الغالب يغطي مرحلة واحدة من حياة «الزبون»، ويكشف نوع الحظ مرتبطا بمرحلة عمرية معينة. وعندما يضع القارئ خريطة تشير الى نقاط معينة في الوجه يستطيع بذلك أن يعرف حظ الشخص في أعمار مختلفة. وتمثل المنطقة العليا من الوجه الشباب، والمنطقة الوسطى عمرا متوسطا، والمنطقة السفلى تمثل الشيخوخة.
والطريقة الثانية هي «قراءة الكف» وفيها يتم تحليل خطوط الكف لمعرفة الحب وطول العمر وميزات أخرى، وتشبه هنا قراءة الكف في الغرب الى حد كبير. والطريقة الثالثة هي طريقة « كاو كيم» وهذه الطريقة تتطلب هز عود خيزران معلق في طرفها على الأقل عود بخور عند طرف الخيزران. والصينيون المكتوب أسماؤهم على الخيزران يتم تحليلهم بواسطة القارئ.
ولكن هذا النوع من التنبؤ قصير المدى، يغطي عاما واحدا بالتقويم الصيني. وشاعت هذه الطريقة في الغرب تحت اسم أعواد «تشي تشي». أما الطريقة الرابعة هي طريقة «تسي واي دو تشو» وتتطلب هذه الطريقة قارئا يتقن استخدام التقويم الصيني. يستخدم فيها التنجيم ممتزجا بعلم الأبراج الصيني، «4» أعمدة للقدر والعنصر الخامس هو عنصر التكهن... من أجل معرفة قدر السائل ومعرفة مصيره قبل الوقت المحدد... تغيير نتيجة التفاصيل تعتمد على دقة المعلومات التي يزود الزبون بها القارئ لتصميم الأعمدة الأربعة. هذه الطريقة يمكن أن تخبر أيضا عن الأحداث الفريدة التي حدثت في حياة السائل.
وهناك طرق أخرى أقل انتشارا مثل «رجل يونج جوا»، و«حساب زهرة الأجاص»، و«تغيير العناصر الخمسة»، وانطلاق «الين واليانج»، و«سبعة نجوم عظمى وأربعة صغرى».
المجتمع الصيني
في المجتمع الصيني، تحترم قراءة الطالع وتعد رافدا أساسيا ومهما في الحياة الاجتماعية والتجارية في الثقافة الصينية. لذا... يأخذ قارئ الطالع في المجتمع مكانة تكافئ مكانة المستشارين الاداريين والأطباء النفسيين في المجتمع الغربي. والمستشارون الاداريون هم الذين ينصحون رجال الأعمال بشأن العمل وقرارات الاستثمار.
لذا تتضمن العديد من قرارات العمل الرئيسية... هناك آراء ومساهمات قارئي الطالع. ودورهم الاجتماعي يسمح بوضع الأخطار التي قد تترتب على اتخاذ القرار خارج التنظيم، وبالتالي تقترح آليات حاسمة بشكل عشوائي وبسرعة بين عدة خيارات مفيدة على حد سواء... هم كأطباء نفسيين، يساعدون الناس على مناقشة وتحليل قضايا شخصية دون الاعتراف بمرضهم النفسي كوصمة عار مجتمعية.
قراءة الطالع... في أفريقيا
واحدة من أكثر الطرق التقليدية في «أفريقيا» لقراءة الطالع هي «القاء العظام» ولأن «أفريقيا» قارة كبيرة تنتشر فيها العديد من القبائل والثقافات، ليست هناك تقنية واحدة وحيدة.
فالعظام في الحقيقة ليست دائما عظاما، ربما تكفي أشياء صغيرة يسمح بأن تقذف، كأصداف البحر، الأحجار، أشرطة الجلد، قطع مستوية من الخشب... عموما أغلب الطرق تتضمن الالقاء على الأرض، غالبا ضمن دائرة، وهي تسقط على الأرض أو الرمل، ويتم حساب سقوط القطع بشكل عددي.
وطبقا لعلامتهم سواء يمس أحدهم الآخر أم لا، وبالقراءات المؤسسة رياضيا تستظهر النتائج بناء على المعايير المختارة , وأحيانا يتم اختيار مجموعة خاصة من العظام الرمزية المتعلقة بموضوع البحث، على سبيل المثال، استخدام عظم جناح الطير لتمثيل السفر، حجارة مستديرة لتمثيل رحم حبلى، قدم طير لتمثيل الشعور، وهكذا.
وفي المجتمع الأفريقي، بعض الناس يسألون العرافين بشكل منتظم، ليس هناك تحريم ضد هذه الممارسة. أولئك الذين يقرأون الطالع كمهنة لهم يعتقد أيضا في حكمتهم كمستشارين ولمعرفتهم بطب الأعشاب.
نظريات معارضة
يوجد كثير من الذين يعتقدون في امكانية قارئ الطالع على التنبؤ بالمستقبل، ولكن تصبح مشكلتهم هي وجود اعتراضات دينية على الممارسة، وعلى سبيل المثال،يوجد الكثير من المسيحيين الذين يرفضون التنجيم وقراءة الطالع لأن قراءة الطالع محرمة في الكتاب المقدس. وهناك فئات أخرى تمتنع عن الذهاب للعرافين والمنجمين ليس لأسباب وعقائد دينية... بل لأنهم يعتقدون أن قراء الطالع لا يستطيعون بالفعل قراءة المستقبل ويؤمنون بأن هناك عديد من العوامل الأخرى التي تفسر شعبية ودقة القصص والروايات التي يقدمها العرافون والمنجمون.
وهناك من يرى أن قراءة الطالع أو التنبؤ بالمستقبل في سياق نظام الاعتقاد الفردي قابل للتصديق تماما. والشخص الذي يمارس الكهانة لنفسه ربما يستخدم ردود أفعاله الاعتباطية على ممارسات (كقارئة أوراق التاروت أو استخدام البندول) كنوع من التنظيم العقلي لأفكار ذاتية. والمتنبئون أنفسهم يمكن أن يقوموا بتغيير سلوكهم تجاه بعض الموضوعات حسب شخصية الشخص الذي سيقومون بالقراءة له ما يجعل التنبؤات تبدو صادقة ويراها السائل حقيقة.
فغالبية المتنبئين على قدر كبير من الفراسة والذكاء، ودائما ما تكون توقعاتهم غامضة ويمكن اسقاطها على أكثر من حالة، كما يأخذ البعض تلك التنبؤات مصدرا للتسلية أو الانحرافات. ويرى البعض أن التنبؤات قد تخفض من حدة القلق حول المستقبل المجهول , عندما يكون من اللازم اتخاذ قرار ما يستند الى معلومات ناقصة، وأن قارئ الطالع أو المتنبئ يتمكنان من اخفاض القلق المرتبط بالتخمين.
ومن الممكن أن يمثل قارئ الطالع قوة السلطة الخارجية للتضرع في المساندة لاتخاذ القرار، أو في الدفاع أو التبرير للقرار المأخوذ. ويبدي العرافون مهارات في قراءة الناس واخبارهم بما يريدون سماعه، ويستخدمون في الغالب كلمات وعبارات مبهمة ولا يزجون بأنفسهم في صور الافتعال أو التزييف.
وبالتالي... التنبؤ لا يكون خاطئا أبدا، ولكن تفسيرات الأشخاص هي ما قد تخطئ أحيانا، وتحيز الناس وتأكيداتهم هي ما تجعل المرء يتهيأ للبحث عن قارئ يفسر الأحداث بشكل أكثر دقة بدلا من الوقوع في قارئ قد يخطئ ذلك , وزبائن خدمات قراءة الطالع يفشلون في ملاحظة أن البيانات التي يقدمها القارئون لهم قد تعكس الحقيقة، ولكنها في الغالب تنطبق على معظم الناس.
تراخيص مزاولة
في الولايات المتحدة، قراءة الطالع محددة بمجموعة من القوانين المحلية والفيدرالية، تلزم قارئ الطالع بالحصول على ترخيص مزاولة أو شهادة بانضمامه الى جمعيات قارئي الطالع المعروفة... قانون آخر يحدد استخدام صيغة المهنة كالابتعاد عن تسمية قارئ طوالع الى تسمية أخرى أكثر قبولا كمستشار روحاني.
وهناك بعض القوانين التي تحرم الممارسة في بعض المناطق... على سبيل المثال، قراءة الطالع جنحة من الدرجة الثانية في ولاية نيويورك بموجب قانون الولاية S» 165-35» والذي ينص على أن أي شخص مذنب بممارسة قراءة الطالع عندما يتلقى أجرا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن ذلك، يدعي أو يتظاهر بقراءة الطالع، يحتجز نفسه في الخارج لقدرته على ذلك الادعاء بامتلاك القوى الخفية لاجابة سؤال أو اسداء نصيحة للأمور الشخصية، تؤثر عليه أرواح شريرة أو لعنات، ولا يشتمل ذلك من يقر بأن الغرض من الممارسة هو التسلية أو جزء من أي عرض.
عمل تجاري
عبر آلاف السنين، تحولت قراءة الطالع من عمل رفيع المستوى... الى ممارسة ضلالية ثم الى عمل تجاري معلن عنه. ويقول المؤلف اليهودي «رونالد اسحاق»: « منذ قديم الأزل اشتاق البشر لمعرفة ماذا يخبئ لهم المستقبل، وبالتالي في الحضارات القديمة - وحتى الآن - حيث أصبحت قراءة الطالع مهنة حقيقية، يستمر الجنس البشري في فضوله تجاه المستقبل، خارج الفضول المطلق وخارج الرغبة، من أجل الاستعداد للمستقبل بشكل أفضل.
وقبل 5000 سنة كان هناك عرافون يعملون كمستشارين للآشوريين، لكنهم فقدوا احترامهم ومكانتهم مع نهوض من ينادون بالعقل والسبب في القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين. ومع صعود التيارات والنظريات الاقتصادية، أصبحت العرافة تبعا لقانون البقاء تمثل الجانب الأكبر من المجتمع».
وأضحت سلعة تجارية في سوق العمل، تقدم كنوع من الخدمات الخاصة. ويقول الكاتب «كين فاينجولد»: «التنبؤ فن تفاعلي كماكينة بيع , وبما أن وسط المبادلة الاقتصادي يطلبه الجميع وينشده الجميع، المال يجلب معه احتمال أن يستطيع المرء شراء في مقابل معرفته بالمستقبل، لأنه بالمال - كتعيين رمزي للقيمة - يمكن للمرء أن يشتري أي شيء... وفي وقتنا هذا هناك عدد غير محدود من الاعلانات على التلفاز والانترنت عن قارئي الطالع... في أي وقت يبيعون النصائح بخصوص المال والحب والنجاح».