أبعاد السطور

لماذا لا يأكلون الكعك؟

1 يناير 1970 04:29 م
في أكتوبر العام 1789 اتجهت حشود الشعب الفرنسي الغاضبة نحو قصر فرساي حتى حاصرته، على الرغم من تمترس العسكر حوله... إلا أن الشعب الثائر على الجوع وقف أمام القصر وهو يهتف بغضب وحماس بعبارات مليئة بالمعاناة والتي كان آخرها ارتفاع سعر رغيف الخبز. فلما وصل صوت الشعب الغاضب إلى الملكة ماري أنطوانيت، وهي في قصرها، سألت من كان حولها من مستشاريها: لما الشعب غاضب؟ فأجابوها بأنه غاضب بسبب تردي أوضاع البلد الاقتصادية وارتفاع سعر رغيف الخبز، فقالت وهي البعيدة كل البعد عن معاناة شعبها: «إذا لم يكن هناك خبزٌ للفقراء... دعهم يأكلون كعكاً»!

أذكر هذه القصة مع خروج بعض المنعمين المترفين الغارقين بالأموال والمشاريع والشيكات، عبر وسائل الإعلام المختلفة، ويُدلون بآرائهم البعيدة كل البعد عن معاناة أبناء جلدتهم من الشعب، حيث يتفوهون بكلام وقح ضد المواطنين يتعلق بلقمة عيشهم ووضعهم المادي البسيط. أقول لهذه الفئة الشبعانة كروشها، استحوا على دمكم ولا تُعرّضوا أنفسكم للسان أبناء الشعب حتى لا تدخلوا التاريخ الكويتي من بوابة الضحك عليكم في كل مكان يستطيع المواطن أن يصله ويوجه منه رسالة لكم حتى وإن كانت تلك الرسالة «قرطوع» صغير.

يا معشر الشبعانين اتركوا الشعب في حاله... وإن كنتم لا تريدون الوقوف في صفه ضد الخطر الذي يهدد جيبه، على الأقل اسكتوا وابتعدوا عن إغضابه، وانشغلوا في أموالكم ومشاريعكم ودعونا... أنتم تقبضون الآلاف في اليوم الواحد ونحن لا نقبض في الشهر إلا رواتبنا!

[email protected]