تقرير / بعد حصولها على صواريخ مضادة للطائرات

المعارضة أبعدتْ روسيا عن معركة حلب

1 يناير 1970 07:07 ص
خرقتْ قوات التنظيمات الجهادية ومعها أكثر من 11 فصيلاً من المعارضة المعتدلة الطوق حول مدينة حلب بدخول مجموعة منها من خلال السيطرة على كتيبة التسليح وخرْق مدرسة المدفعية والكلية الفنية الجوية وصولاً الى كاراج الراموسة لتتصل بالقوات الأخرى الموالية لها من داخل حلب المحاصَرة بعد اشتباكات دامت أياماً استُخدمت فيها أسلحة المدفعية والمشاة.

ومنذ منتصف ليل السبت - الأحد، كثّف سلاح الجو الروسي طلعاته وضرباته الجوية ضد مواقع مسلّحي المعارضة وخطوط إمدادهم، لا سيما أن قوات النظام السوري وحلفاءه ابتعدوا مسافة أكثر من 1500 متر عن القوات المشتركة للمسلّحين.

واستخدم سلاح الجو الروسي ما يعرف بـ «القصف السجادي» ليسوّي بالأرض الكلية العسكرية للطيران التي سيطر عليها المسلحون ليؤكد أن المعركة لم تنتهِ بعد وأن خطوط التماس مرنة وانها من الممكن أن تتسع أو تتقلّص كما هي الحال على مدار أعوام الحرب السورية الخمسة.

إلا أن عاملاً جديداً دخل على خط الحرب السورية، إذ قالت مصادر قيادية لـ «الراي» في حلب ان «القيادة الروسية تملك معلومات استخباراتية تفيد أن (أحرار الشام) - تنظيم مؤلف من خليط يغلب عليه الطابع السوري مع تواجد جنسيات مختلفة أخرى - قد تسلّم قبل أيام صواريخ مضادة للطائرات استخدمها الأسبوع الفائت في اصطياده مروحية روسية متطوّرة ما ادى الى مقتل أفراد طاقمها المؤلف من شخصين وكذلك 3 ضباط روس كانوا على متنها في رحلة لإيصال هؤلاء الى قاعدة حميميم الجوية الساحلية. وهذا الأمر كان من شأنه - حسب المصادر - إجراء إعادة تقييم للطلعات الجوية على علو منخفض للطائرات الحربية وكذلك تحييد السلاح المروحي لفترة من الزمن الى حين تتضح الأمور أكثر».

وتؤكد المصادر لـ «الراي» أن «(أحرار الشام) تسلموا العشرات من المضادات المحمولة على الكتف والتي كانت مسؤولة عن إسقاط طائرة مروحية محصنة ضد المضادات الأرضية العادية، ما نتج عنه إخراج سلاح المروحية من المواجهة قبل أيام من معركة فك الحصار عن حلب، علماً ان المروحيات تشكّل إحدى أهم الأسلحة التي تُستخدم عند إلتحام قوات متخاصمة على أرض المعركة من مسافة قريبة». و«هذا ما يؤكد أن أميركا - حسب المصادر - سمحت بإيصال هذا السلاح الى المعارضة والمجاهدين لتقول لروسيا إن لتدخلها حدوداً وأنها لن تخرج من أي معركة من دون ثمن، وأن التوازن العسكري على أرض المعركة ضروري ولا يمكن الإخلال به».

وفي هذا السياق، أكد أحد أكبر مسؤولي «أحرار الشام» نقطتين: الأولى أنه قال إن «جبهة النصرة» (جبهة فتح الشام الحالية) هي التي تحتفظ بجثث الطيارين الروس، إلا أن لـ «أحرار الشام» وحدهم الحق بالتفاوض. وهذا إن دل على شيء فهو يصب في خانة نظرية روسيا أن «أحرار الشام» هم الذين حصلوا على «قاتل» طائرات المروحية الروسية ما يعطيهم هم فقط الحق بالتفاوض. إلا أن الملف أحيل بعد أيام الى «مؤسسة شؤون الأسرى» التي أصدرت بياناً تقول فيه إنها الآن هي وحدها «الجبهة المخولة بالمفاوضات مع الحكومة الروسية في شأن جثث طاقم الطائرة الروسية الخمس وقد تم تسليمها من قبل الفصائل»، من دون ذكر تفاصيل أخرى، عدا مطالب متعددة لتعلن استعدادها للمفاوضات.

والنقطة الثانية هي إقرار«أحرار الشام»أن«الطيران الروسي لم يتدخّل في المعركة (حلب) إلا قليلاً»أثناء اشتداد القتال ضد الجيش السوري وحلفائه.

لكن المعركة حول حلب لم تقل كلمتها الأخيرة، فـ «الجهاديون»ومعهم المعارضة المسلحة أوجدوا طريقاً الى داخل حلب لكنهم لم يستردوا ما خسروه في الأسابيع الماضية، إلا أن وضعهم التفاوضي تحسّن لأن الآلاف لم يعودوا محاصَرين داخل المدينة وأن المفاوضات المقبلة خلال هذا الشهر ستكون من جديد حول مواضيع تعقّدت أكثر خصوصاً أن أكثر من 10 فصائل «جهادية» تضمّ مقاتلين أجانب انضموا جميعاً الى 11 فصيلاً من المعارضة السورية، ومن ضمنهم معارضون مسلحون مدعومون من الولايات المتحدة. إضافة الى ذلك، فقد تم إعلان «فك ارتباط النصرة بأي فصيل خارجي «قبل أيام من معركة حلب التي جمعت - حسب الناطق الرسمي باسم «أحرار الشام»- أكثر من «عشرة آلاف مقاتل تحت قيادة وغرفة عمليات موحدة».

إذاً فإن النظام السوري أمام خياريْن: إما أن يرضى بما حصل ويحصّن مواقعه أو يحاول إغلاق الممر. أما المسلحون فقد استطاعوا خرق الطوق، فإما أن يقبلوا بالممر الحالي الذي أعاد ربط حلب بشمالها وبتركيا وإما يستقدموا قوات إضافية من جميع المناطق لتوسيع الممر واستعادة ما خسروه.