الحريري وجعجع لحصرية السلاح وإعادة القرار العسكري له
الفراغ الرئاسي يحرم الجيش اللبناني من «احتفالية السيوف»
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
07:15 م
لم تغب السياسة ولا الأزمة الرئاسية التي يعيشها لبنان ولا التحديات الأمنية الكبيرة التي يواجهها عن عيد جيشه الـ 71 الذي مرّ أمس، وللمرة الثالثة على التوالي بلا الاحتفال المرافق له وتخريج الضباط الجدد وتسليمهم السيوف وذلك نظراً الى عدم انتخاب رئيس للجمهورية يفترض ان يترأّس هذه المراسم.
وفي «أمر اليوم» الذي وجّهه قائد الجيش العماد جان قهوجي الى عناصر الجيش أعلن انه «يعز علينا اليوم إلغاء احتفال تقليد السيوف للضباط المتخرجين هذا العام وللمرة الثالثة على التوالي، بسبب استمرار الشغور الرئاسي الذي تجاوز السنتين». أضاف: «لقد حميتم وما زلتم تحمون لبنان، لبنان صيغة العيش المشترك التي أرسى دعائمها اتفاق الطائف، وحافظتم على سيادة الوطن ومكانته الإقليمية والدولية، بوجودكم وثباتكم على الحدود الجنوبية في مواجهة العدو الإسرائيلي (...) وتصديتم بكل بطولة وشجاعة للموجات الإرهابية التكفيرية على الحدود الشرقية، وتابعتم من دون هوادة استئصال خلاياها التخريبية في الداخل، ما حال دون انهيار الوطن وانزلاقه إلى المجهول».
وأشار إلى انه «مع قناعتنا بأن المواجهة الفاعلة للارهاب الذي بات خطراً عالمياً شاملاً يهدد عادات وثقافات الشعوب كلها، ويستخدم في أعماله الوحشية مختلف الوسائل والأساليب الإجرامية، إنما تتطلب استراتيجية شاملة، تأخذ بالاعتبار تنسيق الجهود الأمنية الدولية، ونشر الوعي الثقافي بين سائر الشعوب، ومعالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية الشائكة، إلا أن الجهد الأمني الوطني يبقى أساسياً في تلك المواجهة (...) واعلموا أننا لن نألو جهدا في سبيل تأمين العتاد والسلاح الذي يليق بتضحياتكم، وإرادتكم الصلبة في مواصلة الحرب على الإرهاب».
ووجّه تحية الى «أرواح شهدائنا الأبرار الذين سقطوا على امتداد مسيرة الجيش، وأعاهد عائلات رفاقكم الأبطال المخطوفين لدى التنظيمات الإرهابية، أن نواصل العمل بكل جهد وإصرار لكشف مصيرهم وتحريرهم وعودتهم إلى كنف مؤسستهم وأحبائهم».
وفي موازاة ذلك، هنّأ الرئيس سعد الحريري الجيش في عيده معتبراً «ان الجيش اللبناني يتقدم صفوف الدفاع عن المصير الوطني، وتضحيات ابنائه علامة فارقة في تاريخ لبنان وعنوان لانتصار اللبنانيين على كل الفتن»، مؤكداً «أننا جميعاً ظهير للجيش في مواجهة الارهاب والتطرف ومشاريع الخروج عن الدولة والقانون وحماية السلم الأهلي». وأضاف في اشارة ضمنية الى «حزب الله» وسلاحه: «ستبقى الدعوة لحصرية السلاح بيد الجيش والمؤسسات الشرعية العنوان الأساس لقوة الدولة في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية».
و«على الموجة نفسها»، وفي غمرة سيل المواقف التي شهدها لبنان في الساعات الماضية لمناسبة الاول من اغسطس هنّأ رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الجيش قائلاً: «بدل التلهّي بالمعايدات الفارغة، أفضل هدية نقدمها للجيش في عيده هي إعادة القرار الاستراتيجي والعسكري والأمني إليه كاملاً».
في موازاة ذلك، واصل الجيش اللبناني مهماته على الحدود مع سورية شرقاً حيث استهدفت مدفعيته تحركات لـ «جبهة النصرة» في جرود عرسال، فيما كانت دوريات منه توقف خلال مداهمات في البلدة 8 مشبوهين بالانتماء الى تنظيمات ارهابية.