سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / «هذي إزيادة للولد»

1 يناير 1970 04:35 ص

اهزوجة طالما استمعنا اليها في يوم العيد عندما نلعب الارجوحة ويقوم من يديرها باعطاء وقـــت اكثر من الوقت المحدد للاعبين، فينـــشد تلك الاهزوجة والزيادة دائما نسمعها الآن عندما يطــــالب الـــناس بتـــعديل رواتبـــهم، فاتخــــذت الزيـــادة على الرواتب اشـــكالا مـــتعددة على هــــيئة بدلات وعـــلاوات، وكذلك كوادر، ولن تخلو الســـنة الا وتلوح صـــفة من تلك الصفات على مسامع الناس، حتى كادت ان تـــكون الزيـــادة التي يـــطالب بـــها الناس، مستمرة عبر الايام، الكثيرون يطالبون بها المخلصون والمجتهدون، وحتى الذين اعمالهم لا توازي الاجتهاد، لان الخير يعم على الجميع والمسرح للنقاش الحر مفتوح.

الكويت من الدول الرائدة في عملية الحرية النقاشية وعلى كثير من الاصعدة وكثير من مشاريع القرارات التي بها تنمية مالية اقرت والكثير في سبيلها للاقرار، ولكن بالحوار والنقاش والاقناع والاقتناع، وانما ما شهدته الساحة الكويتية اخيرا من استقالات واضراب مشهد يفتقد إلى لمسة الحفاظ على هدوء الوطن واستقراره والتفكير في حيويته، فلو اضرب العاملون فمن المسؤول عن اضطراب الحياة وتدهور السبل؟ وأين القسم الذي اقسمهُ جميع موظفي الدولة في الحفاظ عليها؟ وان جميع من يعمل في ربوع هذا الوطن عملهُ مهم ويجب ان يمارسهُ لانهُ لم يصل له الا بتوفيق من الله والرعاية التي قدمها هذا الوطن له منذ نعومة اظفاره، فيجب ان يحافظ عليه ويطالب بحقوقه بالطرق التي سبق وان طالب بها المطالبون فحصلوا على بغيتهم وان الاعتصامات والاضرابات والاستقالات الجماعية نماذج تعطي للاجيال فكرة لم يسبق لآبائهم او اجدادهم ان مارسوها.

وليحفظ الله الكويت ديرة متماسكة قوية يتماسك فيها الجميع من اجلها ولاجلها ورحم الله العم عيسى عندما يقول: «هذي ازيادة للولد وقت يدير الديرفة في يوم العيد».


سلطان حمود المتروك


كاتب كويتي