ريميات

المدرسة «المجبلية»

1 يناير 1970 11:10 ص
عندما تسلم المهندس مجبل المطوع إدارة المركز العلمي قبل نحو ستة عشر عاماً بدأ أول مهامه باختيار تصميم لشعاره، وعلى الرغم من أنه مهندس لم يفرض تصميماً له، ولم يشترِ تصميماً لمصمم عالمي أو يطرح مناقصة لاختيار التصميم، بل قام بعمل مسابقة فازت بها فتاة لم يتجاوز عمرها الثلاثة عشر عاماً، ليقدم أول درس في المدرسة الإدارية التي أسسها منذ إدارته هذا الصرح الذي صار قبلة لزعماء العالم ووجهتهم الأولى في جدول زياراتهم للكويت.

هذا الدرس لم يلقنه لأحد لكنه اكتفى برواية هذه القصة لكل ضيف زائر لدى تقديمه درعاً له يحمل هذا التصميم، فيخرج الضيوف جميعاً بخلاصة أن الكبار يجب أن يتعلموا من الصغار، ولا يتكبروا عليهم ليُسقطوا مقولة أكبر منك بيوم أعلم منك بسنة.

في مدرسته الإدارية علم الكبار أن الحياة فيها متسع للحياة بعيداً عن التشنج والصراعات، فأسماك بطن حوض الأكواريوم الكبار لا تأكل الصغار لأنها «شبعانة»، ونسبة الصراع تحت البحر أقل بكثير من نسبته فوق البحر، فأبحر الجميع في عوالمه منذ يوم افتتاح المركز العلمي عندما ختم أمير القلوب الراحل الشيخ جابر الأحمد جولته مقراً انه ما كان يفترض به أن يأتي مرتدياً «البشت» في إشارة إلى أن هذا المكان خارج قيود الرسمية، وهكذا كان للضيوف الرسميين من ملك البحرين الذي طلب أن يغوص مع سمك القرش في الأكواريوم إلى الملكة رانيا التي طلبت من مرافقيها إحضار طفلتها سلمى لتلعب معها في قاعة الاستكشاف في حين ظل ملك الأردن مبهوراً بأفلام سينما «الاي ماكس».

كان مجبل المطوع مبهراً أكثر من المركز الذي تولى إدارته فهو استطاع أن ينتزع ضحكات السلطان قابوس، الذي عرف بندرة ابتساماته، عندما سأله عن أحد الأسماك إن كان سطحياً أم مائياً فأجاب «بين المايتين طال عمرك»، كما استطاع أن يهدئ من روع بربارة بوش الغاضبة من منظر الأسماك القبيح والمقزز وأجاب عن سؤالها: كيف ستأكلها بعد ذلك؟، بقوله بل ربما يساعدها على عمل الحمية، وهو الجواب الذي أسعد بوش الأب، كان لكل سؤال جواب ديبلوماسي عند المطوع حتى أسئلة بشار الأسد الكثيرة عن الحيوانات المنقرضة، وسبب انقراضها وعقوبات الصيد العشوائي، وسؤال الرئيس الإيراني الصعب: كم يبعد قلب العاصمة طهران عن قلب المركز العلمي؟