ريميات
ترامب... «جاي جاي»
ريم الميع
1 يناير 1970
11:09 ص
يبدو العنوان مثيراً للذعر في المحيط الخليجي أكثر من عمل إرهابي محتمل سواء في عقر دارهم أو محيطهم القريب في جوارهم التركي أو مصيفيهم «النيسي» و«الميونخي».
يناقش الكويتيون كارثة وصول ترامب للرئاسة مثل نقاشهم لكارثة انهيار البورصة، حتى ليخيل إليك أنه سيترشح لرئاسة مجلس الأمة الكويتي لا إلى رئاسة الولايات المتحدة الأميركية، ولو سألت حزب المعارضة الكويتي إن كان المرشح الأميركي ينتمي إلى الديموقراطيين أم إلى الجمهوريين لاحتار واحتار دليله قبل أن يجيب إجابة خطأ، وهو على ثقة أنها صحيحة أو يستعين بـ»جوجل» كي يبدو محللاً سياسياً مخضرماً!
والمرشح الرئاسي للانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016 عن الحزب الجمهوري كممثل شرعي وحيد هو أيضا ناطق رسمي باسم العقل الباطن الأميركي وممثل شرعي للصورة النمطية للمواطن الخليجي بترفه وبذخه و«فلوس أهله» وزوجاته الثلاث، و«يا سلام» لو صحح خطأ زوجته الأخيرة «الموديل» بسرقة خطاب السيدة الأولى بـ «موديل» رابعة جديدة تضاف إلى «موديلاته الثلاثة»!
ولأننا اعتدنا على الاعتراض ثم معارضة المعارضة كي لا يُقال عنا «موالون لا سمح الله» فإن لدينا أكثرية معارضة لترامب في العلن وأكثرية مؤيدة له في السر تتمنى فوزه فقط نكاية في الفريق المعارض له.
والذي أطلق ترامب الذي في داخله للاعتراض على ترامب مع أن لا ناقة لديه ولا جمل فترامب أخذ الجمل بما حمل فهو مثلما يتزوج من تعجبه، يأكل ما يعجبه، ويلبس ما يعجبه، ويقول ما يعجبه، أيضاً، وإن لم يعجب الناس، فالناس عموماً لا يعجبهم العجب، ولا «ترامب» في رجب، لكن الكويتي الذي لا يعجبه «ترامب» في رجب سيعجبه «ترامب» في نوفمبر (وقت إعلان نتائج الانتخابات النهائية).
فالرئيس ترامب غير عن المرشح ترامب، تماماً مثلما الرئيس أوباما غير عن المرشح أوباما، ورغم أن ما يقوله ترامب في العلانية يقوله أوباما بالسر لكن الفرق بين الرئيسين أن الأخير أكل كلامه، أما الأول فأجبر صحافيا أن يأكل كلامه عنه، والذين اعتادوا على أوباما سيعتادون على ترامب حتى ينسوا أو ينفوا أنهم اعترضوا بعد أن يأكلوا كلامهم.
عموماً مثلما أوباما المرشح لا يشبه أوباما الرئيس فإن أميركا ترامب لا تختلف عن أميركا أوباما وهي نفسها سواء إن كان ترامب رايح وإلا... «جاي جاي».