توسيع رقعة الاستنفار العسكري والأمني تحسباً لأيّ هجمات إرهابية
لبنان يتهيأ لأغسطس المزدحم بـ «حركة بلا برَكة»... رئاسياً
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
05:28 م
فرنجية بعد زيارته الراعي: ما بينفع إلا الصلاة
لم تفاجئ نتائج القمة العربية التي انعقدت في نواكشوط الجهات اللبنانية الرسمية والسياسية على السواء لا لجهة ما يتعلّق منها بلبنان ولا لجهة نتائجها عموماً.
ذلك ان تحفُّظ لبنان سلفاً عن تصنيف «حزب الله» كمنظمة إرهابية كان معروفاً انه سيؤدي الى نأي القمة عن بند التضامن معه، وهو الامر الذي كاد يختصر مشاركته في القمة من الباب السلبي لا الإيجابي.
ومن هنا، فإن القمة مرت مرور عابراً في الاولويات اللبنانية نظراً الى هزالة نتائجها اولاً ولتَقدُّم الملفات الداخلية الأمنية والسياسية اللبنانية تالياً. وفي هذا السياق اكتسبت المعلومات الاضافية عن عمليات الاحتواء الأمنية والعسكرية لمخططات الجماعات الارهابية في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا (الجنوب) خطورة كبيرة وخصوصاً بعدما أكدت الجهات العسكرية اللبنانية المعنية كشْف الكثير من خيوط مخططٍ ارهابي كبير كانت تدبّره جماعات مرتبطة بـ «داعش» و«جبهة النصرة» في المخيم وخارجه وصولاً الى طريق صيدا - بيروت.
واذا كانت الساعات الأخيرة أبرزت اتجاهات واضحة على عملية إجهاض هذا المخطط تدريجاً وبإحكام من خلال بدء العديد من الأشخاص المطلوبين في عين الحلوة بتسليم أنفسهم الى الجيش اللبناني، فإن ذلك لم يقلّل مستوى الخطر الذي لا يزال قائماً في المخيم كما في خارجه جراء اندلاع الحرب الاستباقية على أشدّها بين الجيش والأجهزة الأمنية من جهة والخلايا الارهابية من جهة أخرى.
وذكرت مصادر معنية بهذه التطورات لـ «الراي» ان «عودة الهاجس المتصل بالاختراقات الارهابية لم تفاجئ إطلاقاً الجيش والأجهزة الأمنية بل جاءت لتثبت المعطيات الجدية الاستباقية التي كانت في حوزتهم والتي كانت تدلّ بوضوح على ان الجماعات الارهابية لن تستكين حيال جعْل الساحة اللبنانية هدفاً أساسياً ضمن»بنك أهدافها«الاقليمية».
واكدت ان «ما كُشف نظرياً على مستوى التحضيرات لأعمال ارهابية في عين الحلوة ولا سيما من خلال التعاميم التي وجّهها»داعش»و»النصرة»الى مناصرينهما في المخيم يبدو أقرب الى المخطط الذي أجهضه الجيش قبل نحو عامين في الشمال حيث كان»داعش»يخطط لاختراق كبير وواسع يقيم عبره رأس جسر من الحدود السورية الى مياه طرابلس».
واذا كان من المبكر بعد التحدث بدقة عن أهداف المخطط الذي يواجهه الجيش حالياً في مخيم عين الحلوة من جهة وعرسال (البقاع) من جهة أخرى، فان المصادر لا تستبعد ان يكون داعش والنصرة استشعرا إمكانات الانخراط في عمل إرهابي مشترك بعدما باتا مطوّقيْن في اطار بقعة جغرافية ضيقة في جرود عرسال وسط تَناقُص أعداد كل منهما وتعرُّضهما للحصار الناري والغذائي، بما يدفعهما الى الهجوم بدل الدفاع.
واذ تبدي المصادر ثقة كبيرة في قدرة الجيش والأجهزة الأمنية على إحباط اي مخطط ارهابي واسع جديد، فإنها لا تخفي خشيتها من امكانات حصول اختراقات او عمليات ارهابية متفرقة او خارج الأطر الجغرافية التي يركّز عليها الجيش حالياً، وهو الأمر الذي يبدو انه استلزم توسيع رقعة الاستنفار العسكري والأمني الى ذروته في الايام الاخيرة تحسباً لأيّ احتمال. وأضافت ان هذا الاستنفار آخذ بالاتساع التصعيدي وخصوصاً عشية الذكرى الثانية للهجوم الارهابي على عرسال في مطلع اغسطس من العام 2014 حيث خُطفت مجموعتان من الجيش وقوى الامن الداخلي أُطلقت احداهما التي كانت لدى «جبهة النصرة» فيما انقطعت كل الاخبار والمعلومات عن المجموعة الثانية التي خطفتها «داعش» وما زال 9 منها قيد الاحتجاز.
ولفتت المصادر نفسها الى ان «هذا المناخ الضاغط سيرخي بذيوله على مجمل المشهد الداخلي في الأيام المقبلة الفاصلة عن الاول من اغسطس وهو موعد عيد الجيش الذي سيمرّ للسنة الثالثة من دون اقامة الاحتفال التقليدي بتخريج الضباط الجدد نظراً الى عدم انتخاب رئيس للجمهورية وسط غياب اي مؤشرات الى إمكان كسْر حلقة الفراغ من خلال خلوة الأيام الثلاثة لهيئة الحوار الوطني التي دعا اليها رئيس البرلمان نبيه بري في 2 و 3 و 4 اغسطس لمناقشة طرح السلة المتكاملة للحلّ التي تشمل في رزمة واحدة الرئاسة الاولى وقانون الانتخاب والحكومة الجديدة رئيساً وتوازنات وبياناً وزارياً وبعض التعيينات الرئيسية اضافة الى ضوابط ذات صلة بإدارة السلطة، وهو ما تعتبره قوى 14 آذار قفزاً فوق اتفاق الطائف».
وكان لافتاً في غمرة ثبات تيار «المستقبل» (يقوده الرئيس سعد الحريري) على موقفه من مواصلة تأييد ترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة ورفْض دعم العماد ميشال عون باعتبار ان دخوله قصر بعبدا يعني تكرار «تجربة الرئيس اميل لحود مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري»، قيام فرنجية بزيارة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في مقره الصيفي في الديمان (الشمال) ترافقه عقيلته السيدة ريمان حيث كان لقاء وخلوة تخللهما بحث في مجمل الوضع اللبناني الى جانب الفراغ في سدة الرئاسة الأولى.
وفيما تمّ التعاطي مع وزيارة فرنجية باهتمام بالغ باعتبار انها أتت بعد التقارير عن لقاء عقده الأخير مع وفد من «حزب الله» ضمّ مساعد الأمين العام للحزب الحاج حسين الخليل ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، فان فرنجية اكتفى بالقول لإحدى الصحف اللبنانية بعد اللقاء: «لن أقول شيئاً، فلم يعُد ينفع الكلام،»ما بينفع إلّا الصلاة.
وغداة محطة فرنجية في الديمان، اعلن رئيس حزب»القوات اللبنانية»سمير جعجع (يدعم عون للرئاسة) ان»ايران تُعطل الانتخابات الرئاسية في لبنان من خلال حزب الله، وقد تبيّن تباعاً أنها تقوم بهذا الأمر لأنها تريد بديلاً عن الانتخابات الرئاسية في لبنان، اذ تعتقد ان دول الخليج والغرب لديها مصالح كبيرة فيه، فإيران تريد مقابل الافراج عن الرئاسة في لبنان أن يسير الغرب ودول الخليج معها لإبقاء بشار الأسد في سورية، ولكن بالطبع لم يسر أحد بهذا الطرح، وقد شاءت الظروف ان ايران وحزب الله لا يستطيعان التعطيل بدون العماد عون الذي لديه قناعة أنه الأحق برئاسة الجمهورية»، مضيفاً:»أردنا فك الحصار عن رئاسة الجمهورية وكان لدينا حلٌ من اثنين، إما اقناع حزب الله وايران بفك الحصار وهذا أمر غير ممكن (...) وإما السير بالجنرال عون لرئاسة الجمهورية كي نفك التعطيل ونضع ايران وحزب الله في مأزق (...)».