موسى علي المتروك... ذكرى خالدة

الحياة مشاهد وصور لمواقف مختلفة. والصور تختلف في بريقها، فمنها التي تشع في الاذهان والقلوب كي تحكي قصصاً مختلفة لجهد وعطاء وتضحية من اجل صنع الخير والتطور في مراحل الحياة المختلفة لبلوغ الهدف الذي يعود على المرء بالتنمية والارتقاء.

وسرعان ما قد تكون هذه الصور والمشاهد ذكرى تخلد في القلوب لتكون شاهدة على اعمال طيبة وافكار زاهرة. من تلك الذكريات، مسيرة الاستاذ موسى علي المتروك، يرحمه الله، الذي غادر دنيانا يوم الخميس الموافق 14/7/2016 بعد رحلة معاناة طويلة مع المرض.

وماذا عسانا ان نتحدث عن هذه الشخصية التربوية الهادئة في طرحها والجميلة في طباعها.

ابو علي مرب فاضل عشق التربية الفنية فتخصص فيها... كان من المهتمين بصقل المواهب الفنية لتلاميذه، وهو يستنبط طرقاً مختلفة لتسهيل عملية التعليم والتعلم، ويعمل على الاهتمام بالحس الفني لجميع التلاميذ ليصل بهم الى آفاق طيبة من الذوق الرفيع في ادائهم الفني.

الاستاذ موسى المتروك تخرج في جامعة حلوان - كلية التربية الفنية، ثابر في دراسته بعد ان حصل على اجازة دراسية من عمله واستقر في جامعته ليتخصص ويأتي محملاً بسلاح للتربية واسلحة في مجال الفن، وهو يكدح ويفكر ويعمل على عكس ما نرى في هذه الايام من اناس يغطون في سبات عميق، وتنزل عليهم شهادات في مختلف التخصصات، وهم لا يفقهون من تخصصهم شيئاً، ويكونون قضية تزيد قضايا المجتمع تعقيداً وسوءاً.

توجه استاذنا موسى المتروك كي يحصل على شهادة الماجستير في المجال الفني من الولايات المتحدة. ثابر وبحث وتخصص في مجاله كالذين معه في تلك الحقبة من الزمن، ولم يجد في ارجاء هذا المجتمع طنيناً لشهادات تشترى، وانما كان ثمن الشهادة في ذلك الوقت هو الفكر والقدرة والاستعداد والميل والموهبة. كلها خصائص يفتقدها الذين اشتروا شهاداتهم في هذا الوقت من الزمن. عمل ابو علي معلماً في مدارس كثيرة ثم استاذاً في كليات الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب في مادة التربية الفنية تخصص فني تشكيل معادن.

الف كتاب «فن صناعة المعادن في الخليج العربي» وهو عضو في جمعية المعلمين الكويتية وجمعية الفنون التشكيلية.

وله الكثير من الاعمال الفنية المختلفة سنأتي على ذكرها في مقالات مقبلة، بإذن الله الكريم.

ودعنا هذه الشخصية الكريمة وقلوب ابنائه واهله ومحبيه تخفق بالدعاء الى الباري الكريم بأن يرحمه ويثيبه خيراً على ما عمله من خير في حياته، لأن الانسان اذا ما رحل الى العزيز الكريم، ينقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له.

هذا معنى قول رسول الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

اللهم بارك لموسى علي المتروك في حلول دار البلاء وطول المقامة بين اطباق الثرى واجعل القبر بعد فراق الدنيا خير منزل له واخلف على اهله ومحبيه واصدقائه بالصبر والسلوان انك ولي ذلك والقادر عليه.

هو الموت فاختر ما على لك ذكره فلن يمت الانسان ما حيي الذكر

«إنا لله وإنا إليه راجعون»