أصبوحة

قصة داوود «1 من 2»

1 يناير 1970 07:08 ص
| وليد الرجيب |
استغرقني الدخول الى متحف غاليريا دلا أكاديميا، ساعة وأربعين دقيقة، في طابور طويل يضم جنسيات ولغات مختلفة، فقط لمشاهدة تمثال داوود الأصلي في فلورنسا، ويعتبر تمثال داوود، رائعة مايكل أنجلو، أكثر الأعمال الفنية كمالاً، من الناحية الفنية والجمالية، عبر كل تاريخ فن النحت.
ويظن معظم الناس، أن مايكل أنجلو قصد به النبي داوود، ولكن كان الهدف الحقيقي من هذا العمل كان سياسياً.
كان في الأصل كتلة ضخمة من الرخام الأبيض، تابعة لأوبرا دل دومو في فلورنسا، حفرت من الجبل لنحت داوود، وعرض العمل مبدئياً على النحات أوغستينو دي دوتشيو عام 1462م، ثم لاحقاً للنحات أنتونيو روسيلينو عام 1476م، لكن الاثنين تراجعا جزعاً، أمام هذه الكتلة الضخمة، التي تحتاج الى تقنيات هائلة وجهود كبيرة، كانت كتلة الرخام غير صماء، بل كانت تحوي مسامات، وفوق ذلك كانت طويلة ونحيفة، تصلح لجسم نحيف من تماثيل العصر القوطي، أكثر منها لجسم عضلي والذي يمثل عصر النهضة.
وعرضت الكتلة على العبقري ليوناردو دا فنشي، فاعتذر لصعوبة التنفيذ، فظلت الكتلة منسية في باحة أوبرا دل دمومو الخلفية حتى عام 1501م، حيث كانت تلك السنوات حرجة على جمهورية فلورنسا، فقد نفيت أسرة المديتشي عام 1494م، ودعت المثقفين والفنانين والأدباء والمفكرين للوقوف مع حكومتها.
وأخبر مايكل أنجلو بواسطة صديق، عن كتلة الرخام، وفكرة التمثال وهي عودة فلورنسا وحكم المديتشي، فقبل أنجلو هذا التحدي، وخاصة أنه كان يريد قياس موهبته، أمام فناني جيله الأفذاذ، وبخاصة الشباب الذين فشلوا بالتعامل مع هذه الكتلة، فقاموا ببتر أجزاء منها، ثم توقفوا، كل ذلك شكل تحدياً حقيقياً لمايكل أنجلو.
وخول أنجلو رسمياً في 16 أغسطس 1501م، وبدأ المشروع فوراً، وفي بداية سبتمبر، بدأ الفنان باختبار صلابة ونوعية الكتلة، وفي أكتوبر بنى حاجزاً خشبياً حول الكتلة، وسقالة.
كان تقدمه في العمل سريعاً حتى 25 يناير 1504م، وبعد أكثر من أربع سنوات كان داوود، التمثال الضخم مكتمل عملياً، وحظي العمل بفضول وتقدير مواطنيه، أما لجنة الفنانين التي كانت تعرف