الواصلون على متن الطائرة الأميرية تحدثوا عن... «ليلة الخوف وصباح الاطمئنان»
العائدون من تركيا يروون لـ«الراي» لحظات الرعب والاختباء تحت الطاولات
| كتب محمد أنور ونواف نايف |
1 يناير 1970
05:24 ص
محمد الراشد:
رغم عودة الهدوء فضلت العودة إلى الكويت والتخلي عن الإجازة الصيفية
ثامر الحربي:
الأوضاع جيدة ومستتبة الآن في تركيا ولكن في البداية حدث ارتباك للجميع
مشعل المناور:
اختبأنا تحت الطاولات وفي الصباح طمأنتنا السفارة بعودة الأوضاع إلى طبيعتها
فهد العازمي:
بداية الوضع كانت سيئة لحين تمكن القيادة التركية من السيطرة على ما حدث
عبدالعزيز البذالي:
لم يتعرض لنا أحد خلال الأحداث وتواصلنا مع السفارة عبر «تويتر»
فهد المطيري:
السفارة لم تقصّر معنا وحجزت فندقاً قريباً من المطار ووفرت لنا المواصلات
مصعب الإبراهيم:
لم أحتج لمساعدة السفارة لأني كنت في منطقة بعيدة عن الأحداث
عبدالله الخالدي:
كنت في طرابزون ولم أواجه أي مشاكل والسلطات التركية كانت جيدة مع الجميع
أبو سالم:
كنت أنهي إجراءات العودة في المطار فعشت رعب اقتحام الجيش ووقف حركة الملاحة
لم تكتمل وناسة بعض المواطنين الكويتيين الذين اختاروا ربوع تركيا لتكون متنفسهم ومصطافهم، هربا من حر الكويت، فلم يكادوا يستقرون في ربوع تلك البلاد بعد قضاء شهر رمضان المبارك في الكويت، حتى جاءهم ما لم يكونوا يتوقعون.
هدوء ليل اسطنبول وغيرها من المدن التركية تحول فجأة إلى حدث شق سكونه أصوات إطلاق النار وهدير الطائرات، فانتشر الرعب في النفوس، وبدأ الجميع يبحثون عن بصيص أمل يضيء لهم حلكة الليلة السوداء، حتى جاءهم الخبر السار والطمأنة مع الصباح بأن الأمور عادت لطبيعتها، بعد إفشال الشعب محاولة الانقلاب.
ومع معاناة استمرت 48 ساعة عاشها عدد من المواطنين في تركيا، وتحديداً في مدينة اسطنبول، جراء محاولة الانقلاب الفاشلة، ورغم قصر المسافة بين مدينة اسطنبول ومطار اتاتورك إلا أن قطعها مشيا على الأقدام من قبل هؤلاء السائحين، كان كفيلا بأن يرهق أجسادهم، وفيما فضّل كثيرون مواصلة إجازاتهم في تركيا ــ حسب قول بعض العائدين ــ حزم من رغب أمتعته وانطلق إلى المطار ميمماً شطر الطائرة الأميرية التي ارسلتها وزارة الخارجية لإجلاء العالقين.
الطائرة هبطت أمس على ارض المطار، تحمل مواطنين تم اجلاؤهم من اسطنبول، فاصطف فريق الاستقبال المتأهب من ادارة المطار، امام بوابة الوصول حيث استقبل العائدون بالورود الحمراء والعصائر، في مشهد جسد حرص الكويت على سلامة ابنائها.
وبدت علامات التعب والارهاق واضحة على وجوه الاباء والامهات، بينما حفاوة الاستقبال، والوردة الحمراء ساهمت برسم ابتسامة على وجوه منهكة.
«الراي» التقت بعض المواطنين العائدين بعد أن استقبلتهم الإدارة العامة للطيران المدني، وتحدثت إليهم عما حدث معهم أثناء تواجدهم في تركيا، فقال مشعل المناور إنه من شدة الخوف مما حصل لجأ الجميع للاختباء تحت الطاولات، وبعد الساعة 6 صباحاً طمأن القائمون على السفارة الكويتية الجالية بأن الأوضاع ممتازة، لافتاً إلى أن عودته إلى الكويت كانت على الطائرة الأميرية، خاصة أن تذكرته كانت ترانزيت في مطار اتاتورك.
وأكد محمد الراشد «أنه لم يكن هناك أي تقصير من ناحية توفير الطائرات، ولكن الأحداث التي وقعت أتعبت الجميع، سواء الأصوات التي انتشرت أو إطلاق النار، ومع ذلك السفارة الكويتية لم تقصر أبداً»، لافتاً إلى أنه من الأشخاص الذين فضلوا العودة إلى الكويت والتخلي عن الإجازة الصيفية رغم عودة الهدوء والاستقرار.
وبين ثامر الحربي أن وصوله إلى أرض الكويت كان عبر الطائرة الأميرية، والأوضاع جيدة ومستتبة الآن في تركيا، ولكن في بداية الأحداث كان الجميع في حال ارتباك، موضحاً «أن الجميع بعد أن أرسلت الدولة الطائرات سادت حال من الارتياح، ولم يثن أحد من العودة إلى الكويت على الفور». وأضاف «أن الشعب التركي مرتبك وبالتالي كيف ستكون حال السائحين، لافتاً إلى أن تعامل الشعب التركي مع الجاليات الأخرى في بداية الأمر كان مربكاً نوعاً ما بالنسبة لهم، حيث قامت بعض سيارات الأجرة بإنزالنا، ومع ذلك لم يتم التعرض لنا».
وأكد فهد العازمي «أن الصورة في بدايتها كانت سيئة، لحين تمكن القيادة التركية من السيطرة على ما حدث، والسفارة الكويتية في بداية الأمر لم يتجاوبوا مع المواطنين، كون الوقت كان متأخراً وهذه هي حال معظم السفارات، إلا أنهم عاودوا الاتصال بنا عند الساعة 2 صباحاً وتم تسجيل الأسماء، مبيناً أنه لم يوقف إجازته إلا أنها تصادفت مع الأحداث».
وأشار عبدالعزيز البذالي إلى أن «الأوضاع كانت جيدة وفي برهة تحول الأمر إلى هلع وهروب، حيث بادرنا على الفور للدخول إلى الغرف في الفندق، ومن ثم قدمنا إلى الكويت بعد الاطلاع على الأخبار، مؤكداً أنه لم يتم التعرض لهم نهائياً، والتواصل مع السفارة كان عبر التويتر، والهواتف كانت مشغولة من كثرة الضغط الذي وقع عليهم».
وقال فهد المطيري «إن الوضع في مطار اسطنبول عبارة عن زعزعة لأمن المطار ورعب للمسافرين، والسبب هو طلب الرئيس التركي أن يقوم الشعب بإثبات وجود في المطار، ونحن كمسافرين لم نفهم الوضع في بداية الأمر»، مؤكداً أنه لم يتم التعرض لهم نهائياً، كما أن السفارة لم تقصر مع الجالية الكويتية وكانت على تواصل مستمر مع الجميع، حيث قاموا بحجز فندق قريب من المطار وقاموا بتوفير المواصلات.
وبين أن وجهته الرئيسية لم تكن مدينة اسطنبول، «إلا أن جميع الرحلات توقفت وبقينا في مطار اتاتورك، والسفارة تجاوبت معنا بسرعة قياسية، حيث قاموا بتشكيل قروبات لإخراجنا من المطار ونقلونا إلى مكان آمن، وهذه أمانة يجب أن نذكرها».
من جانبه قال مصعب الإبراهيم إنه كان مقيما في منطقة فاتح الواقعة ضمن نطاق مدينة اسطنبول، «وفجأة حصلت ضجة عارمة، وعند العودة للفندق كان هناك مظاهرات ولكن لم تشمل منطقة تواجدي»، مضيفاً أنه لم يحتج للتواصل مع السفارة الكويتية.
وأوضح عبدالله الخالدي أنه لم يحتج للتواصل مع السفارة الكويتية باعتبار أنه كان مقيما في مدينة طرابزون، ولم يواجه أي مشاكل نهائياً، مؤكداً «أن تعامل السلطات التركية كانت جيدة مع الجميع».
المواطن أبو سالم الذي كان يسير بخطوات مثقلة نحو بوابة الخروج، يحمل ابنه على صدره ويده بيد ابنته، قال «عشت وأسرتي لحظات رعب، لا تزال ساكنة في عقلي».
ويروي أبو سالم لحظات الرعب التي شهدها، ويقول «كنت أنا وأسرتي في مطار اتاتورك، للعودة الى الكويت، وبينما كنت أقف لإنهاء إجراءات العودة، فجأة ودون سابق إنذار، اقتحم الجيش المدجج بالاسلحة، وسط إطلاق نار، حينها قمت بالزحف نحو اسرتي التي روعها المشهد، لتبدأ بعدها الفوضى والرعب في جميع من كان داخل المطار«.
ويتابع أبو سالم»لن أنسى تلك اللحظات المرعبة، وبعد محاولتنا الخروج من بوابة المطار كما يفعل الناس كان صوت الطائرة الحربية واطلاق النار المتواصل مخيفا جدا، خصوصا واننا لا نعلم ما يجري وسط حالة الحرب، ولم نستطع إيقاف مركبات كانت تقل عائلات من المطار، وبعد مرور ساعة خارج بوابة المطار، توقفت سيارة اجرة طلبنا من سائقها إيصالنا لاقرب فندق، وافق مقابل مبلغ يساوي 60 دينارا، وبعد ان أوصلنا الى فندق قريب من المطار، تواصلنا مع السفارة التي أعجز عن شكرها، حيث وفرت السكن وبثت في قلوبنا الاطمئنان، ولم تتركنا إلى حين وصولنا إلى أرض الوطن».
«الخارجية»: عملية الإجلاء مستمرة حتى آخر كويتي يرغب في العودة
| كتب خالد الشرقاوي |
كشف مصدر مطلع في وزارة الخارجية عن تشكيل لجنة برئاسة نائب وزير الخارجية خالد الجارالله لمتابعة الأوضاع في تركيا والوقوف علي مجريات الأحداث وضمان سلامة المواطنين الكويتين في تركيا، وذلك بتوجيهات ومتابعة من رئيس مجلس الوزارء بالانابة وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، مشددا على ان الوزارة لم تألو جهدا في متابعة رعاياها في ضوء الأحداث التي شهدتها تركيا منذ مساء الجمعة.
وقال المصدر، في تصريح له امس، ان الوزارة على استعدادها تام لتوفير أعداد الطائرات المطلوبة لنقل جميع الكويتيين الراغبين في العودة من كافة المناطق في تركيا، وبالتنسيق بين غرفة العمليات التي تم تخصيصها بين الوزارة والقنصلية العامة للكويت في اسطنبول والسفارة في أنقرة، بالإضافة الى تخصيص رحلات خاصة وإضافية، بالاستعانة بالخطوط الجوية الكويتية وشركة طيران خاصة كويتية لإعادة المواطنين الكويتيين المتواجدين في تركيا.
ولفت الى ان أولى الرحلات القادمة من تركيا وصلت إلى البلاد أمس، على متن طائرة جامبو تابعة للخطوط الجوية الكويتية تحمل 300 راكب، عقبها وصلت طائرة ثانية للخطوط الكويتية الكويتية كانت مجدولة وعلى متنها 70 راكبا، كما وصل أمس الاحد مواطنون على متن طائرة جامبو اخرى تابعة للخطوط الكويتية بـ 300 راكب، اضافة الى وصول 60 راكبا على متن طيران الجزيرة.
واشار الى ان الرحلات مستمرة يوميا لنقل الرعايا الكويتيين من تركيا لمن يرغب في ذلك، معلنا عن وجود طائرات كويتية على اهبة الاستعداد لحالات الطوارئ وهي على اتم الجهوزية لنقل المواطنين من تركيا الى الكويت.
«اتصالات الراغبين في العودة انخفضت كثيراً»
القنصل المحمد لـ«الراي»: الأوضاع طبيعية... لا مبرر للقلق
| كتب غانم السليماني |
فيما واصلت الفرق التابعة للسفارة الكويتية في متابعة المصطافين الكويتيين في مواقع مختلفة بتركيا للاطمئنان على أحوالهم بعد الاحداث الصعبة التي شهدتها تركيا، قال القنصل العام للكويت في اسطنبول محمد المحمد لـ«الراي» إن الأوضاع في تركيا طبيعية ولا شيء يدعو للقلق، مشيرا إلى أن حجم الاتصالات من قبل المواطنين تراجع كثيراً في اليوم الثالث لمحاولة الانقلاب الفاشلة، حيث بدأ مؤشر الاتصالات ينخفض كثيراً ومن المتوقع أن تنتهي الطلبات من قبل المواطنين الراغبين في العودة للبلاد بعد ان اتضحت الصورة وعادت الامور إلى نصابها.
وأشار المحمد إلى أن يوم أمس الأحد عادر إلى البلاد طائرة من الخطوط الجوية الكويتية تحمل على متنها 240 مواطناً، كما تم التعاون مع طيران الجزيرة الذي تعاون مع السفارة ونقل 54 مواطنا إلى الكويت.
وأرجح المحمد عدم الحاجة لطائرة إضافية بسبب قلة الاتصالات من قبل الراغبين في العودة، لذلك لا حاجة طائرات إضافية، كما أن الكثير من المواطنين في مناطق بعيدة مثل بورصة وطربزون وغيرهما أبدوا رغبتهم في البقاء لاكمال إجازتهم. وحول نصيحته للراغبين في السفر لتركيا قال المحمد نحن لا نملك أن نمنع أحدا وهذا الامر يعود لتقدير الشخص نفسه من السفر أو عدمه، مؤكدا الاوضاع طبيعية في تركيا ولا شيء يدعو للقلق.
«الطيران المدني»: أعدنا 300 مواطن
قال مدير إدارة العمليات في الإدارة العامة للطيران المدني المهندس صالح الفداغي «إنه بتوجيهات من وزارة الخارجية تم تخصيص طائرات من الخطوط الجوية الكويتية لإجلاء المواطنين من الجمهورية التركية، بالتنسيق مع السفارة الكويتية في أنقرة والقنصلية في اسطنبول»، معلناً «أن أولى الطائرات حطت في مطار الكويت نقلت 300 مواطن، وهناك طائرات أخرى مستتمرة للاستكمال عملية الإجلاء».
وأكد الفداغي، في تصريح للصحافيين، إنه «لا إجبار في عملية الرجوع إلى البلاد وهي بحسب الرغبة»، مضيفاً «أن هناك طائرتين تم اعتمادهما حتى الآن لعملية الإجلاء، والجدولة مستمرة في هذا الشأن، والأمر يعتمد على حجم الطائرة، حيث تستوعب بعض الطائرات 300 راكب وأخرى 180 راكبا، وإحدى الطائرات كانت مجدولة ومدرجة ضمن الرحلات، والطائرة الأخرى تمت إضافتها».
«الكويتية»: خلية عمل مع «الخارجية» لنقل العالقين
أكدت الخطوط الجوية الكويتية أنها شكلت خلية عمل مع وزارة الخارجية لتأمين سلامة ونقل الركاب الكويتيين من تركيا الى الكويت بأسرع وقت متى ما تم السماح لحركة الطيران بالتشغيل.
وقال نائب الرئيس التنفيذي المهندس كامل العوضي ان الكويتية، منذ علمها بتطورات الأحداث، كانت على اتصال دائم بوزارة الخارجية، وقد أثمر التنسيق عن تسيير ثلاث رحلات خلال يومي السبت والاحد من الكويت الى اسطنبول من دون ركاب والعودة بالركاب الكويتيين الى الكويت، حيث بلغ عددهم ما يقرب من 730 راكبا. وقد أشار المهندس العوضي إلى أن رحلة رابعة تم تشغيلها في وقت متأخر من مساء أمس الأحد.