نيس... أحد معاقل التطرّف الديني

1 يناير 1970 05:24 ص
باريس - أ ف ب - عرفت منطقة نيس الفرنسية على ساحل الكوت دازور منذ سنوات، باعتبارها احد معاقل التطرف الديني الاسلامي في فرنسا، ومجال تجنيد لـ «جهادي» فرنسي يقود كتيبة لـ «جبهة النصرة» في سورية.

ولم يتم حتى الان تبني اعتداء نيس الذي وصفته السلطات بانه «ارهابي». لكن طريقة تنفيذه في يوم العيد الوطني الفرنسي البالغ الرمزية، يؤشر الى تعليمات مجموعات ارهابية على غرار تنظيمي «القاعدة» او «الدولة الاسلامية» (داعش).

ويظهر اسم ابن نيس عمر اومسن واسمه الحقيقي عمر ديابي في العديد من ملفات الشبكات المتطرفة السورية. وتعتبره اجهزة مكافحة الارهاب احد كبار مجندي «الجهاديين» الى سورية ومقربا من مجموعة «فرسان العزة» الاسلامية التي حلتها السلطات الفرنسية في 2012.

واومسن وهو فرنسي سنغالي اعلن نفسه اماما متطرفا في نيس وصاحب اشرطة فيديو دعائية، كان سافر في 2013 الى سورية واعلن انه يقاتل مع «جبهة النصرة» (فرع القاعدة في سورية).

وبعد ان اشاع خبر موته، ظهر عمر اومسن (40 عاما) مجددا بداية يونيو في برنامج «تكملة تحقيق» في قناة «فرانس2» العامة.

واتصل به الصحافي رومان بوتيلي عبر اقاربه ثم عبر شبكات التواصل الاجتماعي. ثم ارسل لاحقا الى معسكره في محافظة اللاذقية في سورية مصورا تلفزيونيا لاجراء مقابلة مع الفرنسي السنغالي الذي يقود كتيبة من ثلاثين شابا فرنسيا معظمهم من منطقة نيس.

وفي مارس، برز مجددا اسم القيادي «الجهادي» الفرنسي الذي قام بحملة تجنيد مكثفة عبر الانترنت، عند اعتقال رجل في المنطقة الباريسية اشتبه بسعيه لتنفيذ «مشاريع عمليات عنيفة» في فرنسا، حسب مصدر قريب من الملف.

وحوكم الرجل المعتقل واسمه يوسف.اي في مارس 2014 مع رجلين اخرين لمحاولة السفر الى مناطق «الجهاديين» في سورية.

وكان الثلاثة التقوا في ديسمبر 2011 في اجتماع نظمه اومسن في نيس للتباحث في موضوع «الهجرة» الى سورية. وقال احد الثلاثة واسمه فارس.اف انه تعرض لعملية «تدجين».

وكان عمر عمر اومسن عمل في 2012 في محل وجبات خفيفة في نيس اطلقت عليه تسمية «النصرة». وكان موضع متابعة اجهزة الامن قبل سفره الى سورية، حسب مصادر امنية.

ومدينة نيس التي شهدت مغادرة العديد من الشبان «الجهاديين»، كانت هدفا للتهديد الارهابي في الماضي.

ففي 3 فبراير 2015 وبعد اسابيع قليلة من اعتداءات يناير في باريس والتي استهدفت صحيفة «شارلي ايبدو» ومتجرا يهوديا وشرطية، اعتدى موسى كوليبالي وهو من ضواحي باريس بسكين على ثلاثة عسكريين كانوا يحرسون مركزا يهوديا. واثناء احتجازه عبر عن كرهه لفرنسا والشرطة والعسكريين واليهود.

وقال مقرر لجنة التحقيق البرلمانية في اعتداءت 2015 النائب الاشتراكي سيباستيان بيتراسانتا «نعرف ان هناك بؤرة تطرف في نيس». واضاف انه بعد اعتداء كوليبالي بداية 2015 كانت نيس وباستثناء المنطقة الباريسية «المنطقة الفرنسية الوحيدة التي اعيد تقييم مستوى الحذر الامني فيها ليرفع الى درجة +التحذير من اعتداء+».

وافاد مصدر قريب من الملف ان التحقيق حول خلية اسلامية تم تفكيكها في 2012 كشف التخطيط عن اعتداء كان يستهدف مهرجان نيس الذي يعد رمزا للشهرة العالمية للمدينة.