أكد ان فرقة الجهراء تحافظ منذ 90 عاماً على التراث الغنائي الكويتي من الاندثار
فهد الأمير لـ «الراي»: الآلات الغربية... تشوّه الفنَّ الشعبي!
| حاوره فيصل التركي |
1 يناير 1970
07:32 ص
وزير الإعلام يواصل جهوده لدعم الفنون الكويتية بكل أنواعها وأطيافها
فرقة الجهراء مارست دوراً كبيراً في صيانة تراث البادية الغنائي خصوصاً
مستوى الفرقة لم يتراجع رغم فقدانها الكثير من نجومها ومؤسسيها
الموسيقى من أهم اللغات لتواصل العالم من دون حاجة إلى ترجمة
«أرفض الآلات الغربية والدخيلة، لأنها تشوّه الفن الشعبي وتجرده من بساطته وأصالته»!
هكذا وبنبرةٍ طغى عليها الحزم الصارم، أشهر رئيس فرقة الجهراء للفنون الشعبية فهد الأمير سيف الرفض، لما سمّاه «الانجرار خلف الحداثة الفنية، والتخلي عن الموروث الشعبي الأصيل عبر إدخال آلات موسيقية غربية»، مشدداً على التشبث بالآلات الشعبية القديمة التي تتميز بالبساطة والعمق معاً، «وإن تغير المناخ الغنائي»!
الأمير أعرب، في حواره مع «الراي»، عن «أن فرقة الجهراء تعتز وتفخر بمضي 90 عاماً على تأسيسها، ما يُدرجها ضمن أقدم الفرق الشعبية في البلاد»، متابعاً «أنها حملت على عاتقها مسؤولية المحافظة على التراث الغنائي الكويتي من الاندثار، على مدى عمرها الفني، ولا سيما موروث أهل البادية العريق».
وتطرق الأمير، في سياق حديثه، إلى عدم تراجع أو تقلص الدور الفني والثقافي الذي تؤديه الفرقة، رغم فقدانها كوكبة من رموزها ومؤسسيها... معرِّجاً على مزيد من النقاط تأتي تفاصيلها في هذه السطور:
? في البداية، نود أن نتعرف على الفترة الزمنية التي تأسست خلالها فرقة الجهراء للفنون الشعبية؟
- تُعتبر الفرقة من أقدم الفرق الشعبية في الكويت، حيث نحتفي جميعاً بأنه مضى على تأسيسها 90 عاماً أو أكثر بقليل، كما نعتز بأنه منذ حقبة العشرينات من القرن الماضي، وحتى يومنا هذا لا تزال فرقة الجهراء تحمل على عاتقها مسؤولية الحفاظ على التراث الكويتي العريق، ولا سيما الموروث الغنائي لأهل البادية، والذي كان يحظى بشعبية واسعة وقتذاك، ولا يزال يحتفظ بقيمته العالية واستقطابه لاهتمام الكويتيين بالرغم من تقلبات الزمن، وتغير «المناخ الغنائي».
? وكم يبلغ عدد أعضاء الفرقة؟
- تتكون الفرقة من 45 عضواً، وقد ترأسها كوكبة من رموز الفن الشعبي، أمثال عثمان مزعل السعيد، سلمان الفرج، عيد السويحل، حسين الجنوبي، مطلق النهار ومتعب السعيد، وحالياً أنا.
? وماذا عن أهم المحافل التي شاركت فيها الفرقة؟
- شاركنا في محافل عديدة، منها مشاركة الفرقة في العيد الوطني الإماراتي قبل بضع سنوات، إلى جانب مشاركتنا في مهرجان «سوق واقف» في دولة قطر، عطفاً على المشاركة في مهرجانات خليجية كثيرة. كما أحيينا حفلاً خاصاً في مسابقة شاعر المليون، بدعوة من إدارة المهرجان، فضلاً عن مشاركاتنا المستمرة في المهرجانات الوطنية.
? ما الألوان الغنائية التي تشتهر بها فرقة الجهراء؟
- هناك ألوان غنائية عدة، لكل منها جمالها وسحرها الأخاذ، الذي يغاير الآخر، مثل «المجيلسي» و«الفريسني» و«العرضة النجدية» و«السامري» و«الربابة»... والقائمة طويلة، وكل هذه الفنون تضرب بجذورها في عمق وجدان المواطن الكويتي، وربما الخليجي بصورة عامة.
? وهل هناك فارق بين اللون «المجيلسي» ونظيره «الفريسني»؟
- «المجيلسي» يتكون من 15 عضواً، يؤدون الأغاني وهم جالسون، ويميلون على إيقاع الأشعار والأغاني العاطفية، أما «الفريسني» فيتكون من صفين متقابلين، في كل صف 6 أو 8 مؤدين، وهم يعمدون إلى رفس الأرض بأقدامهم مثل الحصان، لكن هناك عنصراً يجمع بين فني «المجيلسي» و«الفريسني»، وهو أنهما كليهما يستخدمان فقط في أغاني الغزل.
? وماذا عن العرضة «الحربية»، وهل ترى أن زمانها ولىّ إلى غير رجعة؟
- كلا، بل على العكس تماماً، فالعرضة الحربية مطلوبة بقوة في الاحتفالات الوطنية، كما أننا نقوم باستحضار هذا اللون الغنائي المميز في مناسبات كثيرة.
? مَن أبرز الشعراء الذين ينسجون لكم أبيات الشعر؟
- لدينا باقة من الشعراء المتميزين، وجميعهم من أبناء الفرقة، منهم فهد عثمان السعيد وطلال عثمان السعيد وعثمان مشعل السعيد.
? هل تأثرت الفرقة بغياب البعض من مبدعيها؟
- بالطبع لا نستطيع أن ننكر أننا تأثرنا كثيراً برحيل كوكبة من المبدعين ممن أثروا الساحة الشعبية بعشرات الأعمال الخالدة، لكن في المقابل تظل فرقة الجهراء ولاّدة وحافلةً بأصحاب المواهب من الشباب الذين لا تنطفئ في داخلهم جذوة الحماسة على الإطلاق. فبالرغم من فقدان الفرقة العديد من رموزها ومؤسسيها، فإن الجيل الحالي لم يتخل عن إرثه الثمين، إذ احتفظ بهذه الكنوز الفنية بكل أمانة وإخلاص، وحافظ عليها من الاندثار.
? لاحظ الكثيرون في الآونة الأخيرة أن بعض الفرق الشعبية تستخدم آلات موسيقية غربية، فهل تؤيد ذلك؟
- بالقطع لا، فأنا أرفض إدخال أي آلة موسيقية غربية على الفن الشعبي على الإطلاق، بل إنني أراها تشوّه هذا الفن وتجرده من بساطته العميقة وأصالته العريقة.
? كيف ترى دور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، في ما يتعلق بالدعم الذي يقدمه للفرق الشعبية؟
- دأب المجلس الوطني على تقديم الدعم المتواصل للفرق الشعبية منذ عقود خلت، للنهوض بالحركة الفنية في البلاد، عبر إقامة المهرجانات الفنية المرموقة، ونحن أعضاء فرقة الجهراء للفنون الشعبية نشعر بالفخر والاعتزاز بالمشاركة في مثل هذه المهرجانات، التي تؤكد حرص رئيس المجلس الوطني وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان الحمود على النهوض بالثقافة الكويتية بكل فروعها وأطيافها ومجالاتها، لإيمانه الشديد بأهمية الفن في إظهار الوجه الحضاري لدولة الكويت، وبلا شك فإن الموسيقى هي إحدى أهم اللغات التي يتخاطب ويتواصل بواسطتها كل شعوب العالم أجمع من دون أن يحتاجوا إلى ترجمة.