يتواصل عرضها على مسرح «المهن الطبية» في الجابرية

«جزيرة الديناصور»... الحكمة تواجه الخوف!

1 يناير 1970 08:45 ص
نجح مخرج المسرحية ومؤلفها محمد الحملي في توفير عناصر الإبهار

سماح وولد الديرة أثبتا تميزهما في مجال مسرح الطفل
لا سلاح يُجدي في مواجهة الخوف سوى سلاح الحكمة!

هذه هي الرسالة التي تريد مسرحية «جزيرة الديناصور» أن توجهها إلى الجمهور، من خلال عروضها التي انطلقت منذ اليوم الأول من عيد الفطر المنصرم، ولا تزال تتواصل حالياً على خشبة مسرح «دار المهن الطبية» في منطقة الجابرية.

«الراي» زارت المسرحية، واتخذت مقعدها وسط صفوف الجمهور الذي تنوعت شرائحه ما بين صغار وكبار امتلأت بهم القاعة، بعدما بذل رجال الأمن التابعون لوزارة الداخلية جهوداً كبيرة من أجل المساعدة في تنظيمهم والحفاظ على سلامتهم، بسبب الزحام الشديد، حتى تمكنوا من دخول القاعة في أمان وهدوء، وهو أمر يستحق عليه الأمنيون تحية وتقديراً.

تدور أحداث المسرحية حول فريق يتكون من أربعة إخوة واتتهم فكرة القيام في رحلة بحرية غريبة، وبينما هم كذلك يتعطل بهم المركب، لتلقي بهم الأمواج على ساحل جزيرة، وبينما هم يبحثون عن الأمان واجهوا الصدمة الأولى وهي أن الجزيرة تسكنها مجموعة من الديناصورات، ويدفعهم الشعور بالخوف والخطر إلى أن يطلبوا النجدة من فريق الصيادين والكشافة الذين كانوا موجودين على أرض الجزيرة، لإجراء دراسات وأبحاث حول عودة الديناصورات إلى هذا المكان، وتمضي الأحداث بالجميع، ليجدوا أنفسهم في مواجهة الخوف والفزع اللذين يثيرهما الخطر المحدق بهما في كل خطوة، وما يزيد من قسوة الموقف أنهم إلى جانب الرعب من الديناصورات، يجدون أنفسهم في مواجهة مع مجموعة من اللصوص الذين يسكنون الجزيرة.

نجح مخرج المسرحية - وهو مؤلفها أيضاً - الفنان محمد الحملي في توفير عناصر الإبهار للمسرحية، لإقناع المتفرجين بصرياً بأجواء الجزيرة، مستخدماً كل إمكانات الديكور والإكسسوارات والإضاءة والمؤثرات الصوتية، إلى جانب مجسم الديناصور، ما ضاعف من التفاعل بين الجمهور وأحداث العرض.

وإلى جانب عناصر الإبهار التي ساعدت على استحضار أجواء الجزيرة على خشبة المسرح، اشتملت المسرحية على حزمة من القضايا الاجتماعية التي تتعلق بفئتي الأطفال والناشئين، من بينها قيم مساعدة الغير، واستخدام العقل في مواجهة الصعاب، وفائدة التعاون، والأهم انتصار سلاح الحكمة في مواجهة الخوف، مهما كان حجم الخطر، إلى جانب الكثير من الدروس التي يستخلصها الجمهور من الأحداث التي تجمع بين الجدية والضحك، والتثقيف والمتعة في آن واحد.

أداء الممثلين كان لافتاً، خصوصاً الثنائي سماح وولد الديرة (سموح وبدر)، وهما أثبتا تميزهما في مجال مسرح الطفل، كما هما متميزان في فنون الدراما الأخرى، فقد نجحا في استقطاب انتباه وتفاعل الأطفال، وإبلاغهم الرسالة من دون تعقيد، وأيضاً بعيداً عن المباشرة. كما تمثل المسرحية جسر العودة الجديدة للفنان خالد بن حسين الذي غاب سنوات عن المسارح... ومن أهم ما يُحسب للمخرج محمد الحملي أنه أقنع الجمهور طوال العرض بأنه يشارك الممثلين في قلب الأحداث على ظهر الجزيرة، وذلك بواسطة عناصر السينوغرافيا من ديكور شديد الإيحاء، ومؤثرات بصرية وسمعية استحضرت جو الغابة على خشبة المسرح!

يُذكر أن «جزيرة الديناصور» من تأليف وإخراج محمد الحملي، وتقاسم بطولتها كوكبة من النجوم من بينهم ولد الديرة وسماح وخالد بن حسين وجمال الشطي ومحمد الشعيبي ورهف وطارق خميس وعبدالعزيز المسعود.