«مهمة دي ميستورا في سورية مزحة ثقيلة وشبيهة بالرقص مع الذئاب»

جنبلاط: بلير وصدّام وجهان لعملة وسخة واحدة

1 يناير 1970 05:27 م
علّق رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط على تقرير رئيس اللجنة البريطانية المكلفة التحقيق في ظروف وملابسات التدخل البريطاني في حرب العراق عام 2003 جون شيلكوت، مطلقاً مواقف «نارية» ضدّ رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير وصدّام حسين من دون ان يوفّر الرئيس السوري بشار الأسد.

وجاءت مواقف جنبلاط في رسالة وجّهها إلى الصحافي البريطاني روبرت فيسك قال فيها: «عزيزي روبرت، يجب إضافة العديد من تقارير شيلكوت إلى هذا التقرير الخفيف والغامض في ما يتعلق بأكاذيب بلير، وهو لا يبالي تقريباً بتدمير العراق والجرائم الجماعية التي ارتكتبها القوات البريطانية والأميركية والكتائب العسكرية الأخرى بالشعب العراقي خلال الغزو السيئ السمعة لهذا البلد».

وأضاف: «عليك الانتباه بألا ينتهي بنا الأمر مدافعين عن صدام حسين الذي يجب أن توضع حوله العديد من تقارير شيلكوت، في شأن جرائمه ضد الشعب العراقي ولاحقاً السنوات الثماني من حربه ضد إيران. في ذلك الوقت، وفّرت الحرب سوقاً هائلة للأسلحة بما فيها الأسلحة الكيماوية من بريطانيا، وكميات ضخمة من جميع أنواع المواد القاتلة (...). بلير وصدام ليسا سوى وجــهين لعـملة وسخة واحدة».

وتابع: «لكن وبالحديث عن سورية، دعني أذكّرك روبرت أنه منذ اليوم الأول للانتفاضة السلمية للشعب السوري، لم يتوقّف بشار عن إطلاق النار على المتظاهرين مشيراً إليهم في جميع خطبه بالارهابيين. واستمرّت الانتفاضة السلمية لأكثر من ستة أشهر قبل أن تبدأ المواجهة المسلحة الحتمية. وحتى في تلك الفترة، جاءت وساطة الجامعة العربية والأمم المتحدة مع كوفي أنان ثم الأخضر الابراهيمي، في محاولة للتأسيس لحلّ سياسي، غير أن بشار تجنّب أي مقاربة سياسية مما أفشل جميع المبادرات. وحتى مهمة دي ميستورا الفعلية، دعني أقول إنها مزحة ثقيلة. إنها شبيهة بالرقص مع الذئاب، مع استمرار معزوفات الكاتيوشا والسوخوي فوق ركام المدن المدمَّرة وأشلاء الأجساد الممزَّقة».

وأردف: «ثم جاء مَن يسمونهم في جميع أنحاء العالم المعتدلون. ويبدو غريباً كيف أنهم سافروا بحريّة من تونس والمغرب والخليج والشيشان وفرنسا، وحتى الأويغور. لقد جاؤوا من كل مكان وتمكّنوا من عبور الحدود السورية (...) وأعتقد أننا بحاجة إلى تقارير شيلكوت إضافية. غير أنها قد تكون مثل هذا التقرير، مملّة وغير مفيدة. ونحتاج يا صديقي إلى جواب واحد عن سؤال واحد: لماذا وُجدت كل تلك الجهود أو المبادرات أو الأفعال أو مهما كانت التسميات التي تطلقها عليها، لماذا وُجدت فقط لإبقاء بشار في السلطة، ولم يفعل أي شيء لتجنيب الشعب السوري هذه المعاناة الهائلة وتجنيب سورية هذا المصير الرهيب؟».