Offside

... إلى اللقاء

1 يناير 1970 05:21 م
منذ توليه مقدرات المنتخب الألماني لكرة القدم في العام 2006 خلفاً ليورغن كلينسمان الذي كان يقوم بمهمة «المساعد» خلال عهده، نجح يواكيم لوف في قيادة الـ «مانشافت» الى احتلال المركز الثاني في «يورو 2008» في النمسا وسويسرا والثالث في مونديال 2010 في جنوب افريقيا والى بلوغ الدور نصف النهائي في «يورو 2012» في أوكرانيا وبولندا والى انتزاع كأس العالم 2014 في البرازيل والوصول الى دور الأربعة في «يورو 2016» في فرنسا.

لا يمكن، لا بل يستحيل على أي مدرب أن يحقق سجلاً مماثلاً لذاك الذي سطّره لوف خلال فترة 10 سنوات من توليه دفة المسؤولية.

كان بالإمكان افضل مما كان في فرنسا خلال اللقاء مع اصحاب الدار في نصف النهائي، بيد أن ظروفاً عدة لعبت ضد لوف، أبرزها الاصابات التي طالت ماركو رويس وايلكاي غوندوغان وانتونيو روديغر قبل انطلاق البطولة، ومن ثم إصابة ماريو غوميز وسامي خضيرة في اللقاء أمام إيطاليا ضمن الدور ربع النهائي، من دون أن ننسى الغياب المؤثر لماتس هوميلز الذي نال إنذارين غير مستحقين في مباراتين سابقتين حرمتاه من الظهور في المباراة نصف النهائية أمام «الديوك».

المؤلم بالنسبة الى المانيا ليس الخروج من البطولة القارية بقدر ما هو الاسى على حقيقة أن الـ «مانشافت» هو الأفضل في العالم حالياً من دون منازع بيد أنه فشل في ترجمة ذلك في «يورو 2016» بعد أن نجح الى ابعد حد في تأكيد هذه الحقيقة في مونديال 2014 عندما حقق نتائج بارزة لا شك في ان أهمها يتمثل في سحق البرازيل على ارضها 7-1.

بات معلوماً بأن الألمان قرروا مطلع الألفية البدء بمشروع يفضي الى انتزاع لقب كبير بعد 10 الى 12 سنة، فارضين على كل ناد اعتماد أكاديمية لتفريخ اللاعبين الصاعدين.

بات اعتماد تلك الاكاديميات شرطاً بالنسبة الى الاتحاد للمشاركة في مسابقاته، وشكل لجنة يقوم افرادها بزيارات دورية الى الاندية والعودة بتقارير وافية.

ومن تلك الاكاديميات تخرج توماس مولر ومانويل نوير ومسعود أوزيل وماريو غوتزه وغيرهم المئات.

كان عمل الالمان بمثابة الدرس بالنسبة الى الجميع، بيد أن لوف هو من نجح في الاستفادة من هذه الطفرة واستثمارها من خلال تشكيل أقوى منتخب في العالم بيد أن الغلة كان يمكن أن تكون أكبر لولا بعض الأخطاء والكثير من سوء الحظ.

أسبانيا مثلاً تمكنت من السيطرة بشكل تام على مقدرات اللعبة من خلال التتويج بـ «يورو 2008» و«يورو 2012» وكأس العالم 2010 بمساعدة بعض الحظ، كما ان الصدفة لعبت دوراً في تلك الطفرة.

الحظ نعم، لأن الاسبان تجاوزوا ايطاليا في الدور الثاني من «يورو 2008» بركلات الترجيح التي انقذتهم مجدداً في نصف نهائي «يورو 2012» امام البرتغال.

وفي كأس العالم 2010، تجاوز الاسبان عقبة البرتغال في الدور الثاني بهدف من تسلل دافيد فيا، ثم مروا بصعوبة من البارغواي في ربع النهائي.

وفي النهائي، أهدر آريين روبن هدفاً ذهبياً من انفراد لا يضيع كاد أن يمنح هولندا لقبها الاول ويحرم الاسبان من الكأس الذهبية التي حصلوا عليها للمرة الاولى.

الصدفة لعبت مع المنتخب الاسباني، فهو لم يبنِ ليحصد. صودف ان برشلونة كان يمر بمرحلة ذهبية، فاستغل اتحاد اللعبة ذلك وشكل منتخبا كاتالونياً مطعّماً بعدد من اللاعبين الآخرين.

حصد الاتحاد الاسباني فورة برشلونة وتوج منتخبه بالألقاب.

على النقيض من ذلك، عملت المانيا من القاعدة وشمل العمل الجميع لكن الحصاد لا يعادل ما تستحقه.

القادم يبدو افضل لكن ثمة اسئلة تحتاج الى إجابات: ألا يوجد في المانيا مهاجم صاعد واحد قادر على تمثيل المنتخب بعد ميروسلاف كلوزه وماريو غوميز؟

وهل اقتنع فيليب لام بأن اعتزاله مبكراً على المستوى الدولي تسبب بالأذى لبلاده؟

المنتخب الالماني ومنذ مطلع الألفية لم يقل يوماً وداعاً كغيره.

هذا المنتخب يقول دائماً «إلى اللقاء» لأنه غالباً ما يكون على الموعد.

SOUSPORTS@