فريق تطوعي مشترك يدعم مجالات تعليم الصغار في مخيمات اللجوء

«بيت الياسمين» عطر فاح من الكويت فغمر أطفال سورية في لبنان

1 يناير 1970 04:57 م
خديجة المدني لـ«الراي»:

البيت تبرع بإيراد الحفل الموسيقي للداخل السوري لشراء أدوية وحليب للأطفال

نعمل في مجال تعليم أطفال سورية المهجرين في مخيمات لبنان

نجحنا في افتتاح أول مدرسة في البقاع الغربي تضم 120 طالباً وطالبة

نسعى لتوفير دخل ثابت وفرص عمل للمدرسين في مخيمات اللجوء
على أوتار العود ومفاتيح البيانو، عزف أعضاء فريق بيت الياسمين لحن الوفاء لاطفال سورية اللاجئين في لبنان، وشيدوا أعمدة البيت الذي يضم تحت سقفه أطفالا هاربين من جحيم الحرب المستعرة في سورية، ليتعلموا القراءة والكتابة، ويهربوا من ظلام الجهل.

البيت بدأ خطواته الاولى في العام 2012 في حفل موسيقي ذهب ريعه لشراء الحليب والدواء للأطفال للاجئين، ليبدأ بعدها مشواره الطويل الذي يجابه به ظلام الجهل والتشرد والعوز، وحرب كتبت بدايتها واضاعت خط النهاية.

قصة بيت الياسمين سردتها بالدموع عضوة الفريق خديجة وجيه المدني، التي فتحت قلبها لـ«الراي» وقالت إن بيت الياسمين فريق تطوعي من الكويتيين والسوريين ويعمل من الكويت لمساعدة المحتاجين، مع التركيز على مجال تعليم أطفال سورية المهجرين في مخيمات لبنان.

وحول تاريخ نشأة الفريق قالت المدني «تأسس فريق بيت الياسمين عام 2012، تحت مسمى (نداء الياسمين) وعمل تحت مظلة الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية في الكويت، حيث وافقت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل على إقامة أمسيتين خيريتين في يناير 2012 واستضافة الموسيقار العالمي وعازف البيانو مالك جندلي، والموسيقار العالمي وعازف العود نصير شمة، على مسرح جامعة الخليج في منطقة مشرف، وقد تم التبرع بوارد الحفلين الخيريين للداخل السوري بشراء حليب للأطفال وأدوية، وكان ذلك بالتعاون مع صندوق إعانة المرضى وبإشراف وزارة الشؤون».

وأضافت مندني «نظراً لاستمرار أزمة الشعب السوري وارتفاع عدد العائلات المهجرة، وزيادة حاجتهم إلى أبسط الأمور الإنسانية نتيجة الدمار الذي تمر بها بلادهم، فقد قررالفريق متابعة عمله التطوعي من خلال الاشتراك بمختلف المعارض التي تقام على أرض الكويت وتحت مسمى (بيت الياسمين)، ومن بين هذه الأسواق (بيت لوذان - سوق القوت - سوق أرتيزانا الخيري) في مجمع زهرة وماركت الشويخ. وقد تعهد الفريق كاملاً على توزيع ريع مبيعاته لدعم التعليم أولا وتأمين أبسط الإحتياجات اليومية للأطفال والعائلات المهجرة».

وحول مساهمة الفريق أشارت المدني إلى أن «الفريق يدعم مجالات التعليم بهدف تنمية المجتمع العربي اجتماعيا وتربويا ونفسيا،إذ إننا نؤمن بأن طفل اليوم هو درع الوطن مستقبلا، وتحتاج مجتمعاتنا إلى بناء سد منيع أساسه موارده البشرية بدءاً من براعمه اليانعة، التي تتحول بالتوجيه الصحيح إلى زهور فواحة ضمن بيئة حضارية ومثقفة ومتعلمة، ليحملوا على عاتقهم في ما بعد مسؤولية خدمة أوطانهم ومجتمعاتهم بالطرق الصحيحة والتي نتمناها لهم».

وذكرت أنه في سبتمبر من العام الماضي، نجح الفريق في افتتاح أول مدرسة له في منطقة الخيارة في مخيمات القادرية في البقاع الغربي في لبنان، وتضم المدرسة اليوم 120 طالبا وطالبة من المخيمات السورية، وتتراوح أعمارهم بين 5 سنوات إلى 14 سنة. تدرس في مدرسة«بيت الياسمين 1» مناهج التعليم الأساسي لمادة اللغة العربية والرياضيات واللغة الإنجليزية ومادة العلوم، كما أضيفت حديثا تعليم مادة اللغة الفرنسية، ويقوم الكادر التدريسي بتقديم المواد الفنية والترفيهية والرياضة ومطالعة القصص المتوافرة في المكتبة المدرسية المتواضعة. وأكدت يتم تزويد التلاميذ بجميع المستلزمات الدراسية من كتب وقرطاسية والزي المدرسي الموحد الصيفي والشتوي، إضافة إلى وجبة غذائية يومية. يعمل الفريق على جعل تجربة التعليم تجربة مرحة ومفيدة لكي تنسي الطلبة معاناة النزوح بعيدا عن وطنهم ومنازلهم وعائلاتهم.

وأفادت أن الفريق يطمح إلى التوسع في تأمين مراكز تعليم عدة في المخيمات للأطفال السوريين المهجرين في لبنان، للحد من نزول الأطفال إلى سوق العمالة وتوفير دخل ثابت وفرص عمل لمدرسين متواجدين في مخيمات اللجوء ومؤهلين بخبرات تعليمية وأكاديمية للقيام بمهام تعليم طلاب«بيت الياسمين»، وبذلك نساهم في تقليل نسبة البطالة والاستفادة من مؤهلات شباب المخيمات في مستقبل أبنائهم وتنمية مجتمعاتهم.

ذكرت المدني أنه في شهر مارس العام 2016، تم الاتفاق مع«الفابت للتعليم الموازي» -وهي جمعية لبنانية مؤسسة بموجب العلم والخبر الصادر عن وزارة الداخلية والبلديات رقم 1660 بتاريخ 26/8/2014، على تمويل مدرسة«عمار الطالب» الكائنة في الدلهمية في منطقة البقاع في لبنان ولفترة تبدأ في 1/4/2016 إلى 31/3/2017، وتقوم«ألفابت»بالإشراف وإدارة المدرسة، وتحمل المدرسة اسم وشعار«بيت الياسمين 3» بشكل مشترك مع اسم وشعار«الفابت»كإدارة.

يعمل حاليا فريق«بيت الياسمين» بالتخطيط لإنشاء مدرسة«بيت الياسمين 2» في حوش الحريمة طريق معمل السكر في البقاع الغربي في لبنان.

رحلتي إلى «بيت الياسمين»



| بقلم خديجة وجيه المدني|

في الصباح الباكر من يوم السبت الموافق 4 يونيو 2016، انطلقت بنا السيارة من الفندق في بيروت متجهة إلى منطقة القادرية في البقاع الغربي. توقعت أن يأخذ الطريق ساعات للوصول إلى مدرستنا ذات المساحة الصغيرة التي تقع في وسط ثلاثة مخيمات تضم عائلات سورية أجبرت على النزوح من بيوتها في وطنها لتسكن في مخيمات لبنان هربا من الظروف الانسانية القاسية التي تمر بها بلادهم. احتوت المخيمات على عدد كبير من الأطفال الذين حرموا لسنوات من العلم واللعب في ساحات مدرسة مع أمثالهم من الأطفال.

توقفت سيارتنا أمام سور خشبي أزرق وكان بانتظارنا مسؤول مدرسة بيت الياسمين (عماد) الذي ساهم في الإشراف على إنشاء وإدارة المدرسة. ما ان فتحنا أبواب السيارة حتى استقبلنا بأصوات الطبول والأغاني التراثية السورية والتي أعادتنا لذكريات التراث الدمشقي والحلبي والحمصي وإلى مسلسلات حفلات الأعراس والأعياد ولكن هذه المرة في بيت الياسمين في لبنان.

تضم مدرسة بيت الياسمين 120 طالبا وطالبة وتتراوح أعمارهم من 5 سنوات إلى 15 سنة، جميعهم كانوا متواجدين في ساحة المدرسة مع مدرساتهم (دعاء - عفيفة - صفاء - رغدة). احتوى برنامج الحفل أناشيد باللغتين العربية والإنكليزية ومن أجملها كان نشيد «موطني» الذي شارك فيه جميع الطلبة والمدرسات، وتلقائيا وجدت نفسي (أنا ودلع) في وسطهم نردد معهم كلمات موطني والذي أصبح يردده كل عربي في جميع المناسبات الوطنية هذه الأيام.

من فقرات البرنامج التي أجبرت دموعنا ان تنهال حياء وحزنا وشعورا على مدى قساوة الأيام على أطفال سورية هو نشيد «يامو سورية». كل كلمة وكل بيت من هذه القصيدة التي ألقاها الطالب (أسامة يوسف العوض) تحكي قصة طفل موجود داخل جدران بيت الياسمين.

انتهى الحفل بتوزيع شهادات التفوق على الطلاب والطالبات الذين أبدعوا بتحصيلهم العلمي خلال السنة الدراسية 2015-2016. وبالرغم من علامات الفرح والسرور والتفاؤل التي سادت أجواء المدرسة وارتسمت على وجوه جميع أطفالنا، إلا أنني تعجبت وبنفس الوقت سررت عندما لمست دموعا تنهار من عيون تلاميذ وتلميذات لم يكونوا ضمن المتفوقين والمتفوقات وأيضا لأنهم سيبتعدوا عن بيت الياسمين خلال شهر رمضان المبارك والتي قررت إدارة المدرسة إعادة الدوام فيها بعد عيد الفطر المبارك. عندها فقط تأكدت أن فريق بيت الياسمين نجح في خلال أشهر قليلة أن يرسم ابتسامة على وجوه 120 طفلا وطفلة، وكم أسعدني أيضا أن أعلم أن في بيت الياسمين أطفالا من حلب ودمشق وحمص ودير الزور والرقة جمعتهم ظروف قاسية ولكن استطعنا أن نزرع بذور الأمل والمحبة والتعاطف والتعاون في ما بينهم.

أتمنى أن نكمل مسيرة عطائنا بنجاح إكراما للطفولة البريئة.

أعضاء الفريق



- خديجة وجيه المدني

- دلع فاروق المفتي

- سوزان محمد خواتمي

- مازن أدهم صنوفي

- دينا خطاب العمري

- أنس ناصر حيدر

- عبدالرحمن الأسود

- ريم أحمد طرقجي