الأسرة أولاً / زوجتي تتلذذ بمخالفتي!

1 يناير 1970 05:16 ص
قال: ماعدت أطيق صبراً على زوجتي، إنها تخالفني في كل شيء، تعاندني وتعصي أوامري، ترفع صوتها فوق صوتي ، حتى إني أفكر في تطليقها، فهل أُطلّقها؟

ابتسمت وقلت: لاأريد أن أقول إن النساء جميعهن هكذا، لكني أقول إن ماتشتكيه في زوجتك يشتكيه رجال كثيرون في زوجاتهم، بدرجات متفاوتة.

قال: إنها تتلذذ بمخالفتي، وأحس بها تنتشي حين تنجح في إثارة غضبي!

قلت: من هنا تبدأ في علاجها.

قال: لم أفهم قصدك؟

قلت: إذا نجحت في ألا تغضب، فقد بدأت في تجريدها من أسلحتها، وأشعرتها بضعفها وقوتك.

قال: تعني أن علي ألا أغضب مهما استفزتني؟

قلت: نعم... لاتغضب وإن خالفتك، وإن عصتك فلم تُطع أمرك.

قال: ألايشجعها هذا على التمادي في عصياني؟

قلت: عدم غضبك لايعني موافقتك على عصيانها أمرك.

قال: ماذا أفعل إذن؟

قلت: أعرض عنها، واهجرها في المضجع، كما أمر الله سبحانه.

قال: وماذا أيضاً؟

قلت: ادعُ الله أن يُصلحها لك.

قال: أتمنى أن أعرف لماذا تحب أن تخالفني في أكثر ماأقوله؟!

قلت : كماذكرتُ لك... هذا طبع تكاد تشترك فيه النساء، حتى أنك لو وافقتها على رأيها - إيثاراً للسلام- قد تتراجع عن رأيها لتبقى مخالفة لك!

وقديمًا قالوا: إذا أردت أن تجعل المرأة تغير رأيها... وافقها عليه!

ضحك وقال: يبدو أنني لم أكُن أفهم المرأة، اسمح لي أن أرجع إليك كثيرا لتشرح لي طبيعتها، وكيف أنجح في التعامل معها.

قلت: أهلا بك، لكن إحاطتك بقوله صلى الله عليه وسلم: (ولن تستقيم لك على طريقة)

يُغنيك كثيرا عن الرجوع إليّ.

قال: هل جاء قوله صلى الله عليه وسلم (ولن تستقيم لك على طريقة) في حديث صحيح؟

قلت: الحديث أخرجه مسلم في صحيحه.

قال: وهل يعني هذا أنها ستخالفني دائما؟

قلت: قال النووي في شرح الحديث (في هذا الحديث حث على ملاطفة النساء ، والإحسان

إليهن، والصبر على عِوج أخلاقهن، واحتمال ضعف عقولهن، وكراهة طلاقهن بلاسبب، وأنه لايُطمع في استقامتها)

قال: جزاك الله خيرا... ليتني عرفت هذا من قبل، لكنت تجنبت كثيرا من مجادلاتي لها...

مجادلات عقيمة، لم نكن نجني منها إلا الغضب والصراخ والشجار والقطيعة.

قلت: أحسنت ولعلك مستقبلا تحرص على عدم فتح أي جدال معها، حتى لو فتحته هي فإن عليك أن تنهيه فوراً بأي كلمة طيبة تهدئها وتُطفئ غضبها، وتغلق بها باب الجدال.