الأسرة أولاً / زوجتي تتلذذ بمخالفتي!
| محمد رشيد العويد |
1 يناير 1970
05:16 ص
قال: ماعدت أطيق صبراً على زوجتي، إنها تخالفني في كل شيء، تعاندني وتعصي أوامري، ترفع صوتها فوق صوتي ، حتى إني أفكر في تطليقها، فهل أُطلّقها؟
ابتسمت وقلت: لاأريد أن أقول إن النساء جميعهن هكذا، لكني أقول إن ماتشتكيه في زوجتك يشتكيه رجال كثيرون في زوجاتهم، بدرجات متفاوتة.
قال: إنها تتلذذ بمخالفتي، وأحس بها تنتشي حين تنجح في إثارة غضبي!
قلت: من هنا تبدأ في علاجها.
قال: لم أفهم قصدك؟
قلت: إذا نجحت في ألا تغضب، فقد بدأت في تجريدها من أسلحتها، وأشعرتها بضعفها وقوتك.
قال: تعني أن علي ألا أغضب مهما استفزتني؟
قلت: نعم... لاتغضب وإن خالفتك، وإن عصتك فلم تُطع أمرك.
قال: ألايشجعها هذا على التمادي في عصياني؟
قلت: عدم غضبك لايعني موافقتك على عصيانها أمرك.
قال: ماذا أفعل إذن؟
قلت: أعرض عنها، واهجرها في المضجع، كما أمر الله سبحانه.
قال: وماذا أيضاً؟
قلت: ادعُ الله أن يُصلحها لك.
قال: أتمنى أن أعرف لماذا تحب أن تخالفني في أكثر ماأقوله؟!
قلت : كماذكرتُ لك... هذا طبع تكاد تشترك فيه النساء، حتى أنك لو وافقتها على رأيها - إيثاراً للسلام- قد تتراجع عن رأيها لتبقى مخالفة لك!
وقديمًا قالوا: إذا أردت أن تجعل المرأة تغير رأيها... وافقها عليه!
ضحك وقال: يبدو أنني لم أكُن أفهم المرأة، اسمح لي أن أرجع إليك كثيرا لتشرح لي طبيعتها، وكيف أنجح في التعامل معها.
قلت: أهلا بك، لكن إحاطتك بقوله صلى الله عليه وسلم: (ولن تستقيم لك على طريقة)
يُغنيك كثيرا عن الرجوع إليّ.
قال: هل جاء قوله صلى الله عليه وسلم (ولن تستقيم لك على طريقة) في حديث صحيح؟
قلت: الحديث أخرجه مسلم في صحيحه.
قال: وهل يعني هذا أنها ستخالفني دائما؟
قلت: قال النووي في شرح الحديث (في هذا الحديث حث على ملاطفة النساء ، والإحسان
إليهن، والصبر على عِوج أخلاقهن، واحتمال ضعف عقولهن، وكراهة طلاقهن بلاسبب، وأنه لايُطمع في استقامتها)
قال: جزاك الله خيرا... ليتني عرفت هذا من قبل، لكنت تجنبت كثيرا من مجادلاتي لها...
مجادلات عقيمة، لم نكن نجني منها إلا الغضب والصراخ والشجار والقطيعة.
قلت: أحسنت ولعلك مستقبلا تحرص على عدم فتح أي جدال معها، حتى لو فتحته هي فإن عليك أن تنهيه فوراً بأي كلمة طيبة تهدئها وتُطفئ غضبها، وتغلق بها باب الجدال.