فيفي أشجيان نصحت بعدم الحضور خالي اليدين وعدم الوصول متأخراً أو مبكراً

«إتيكيت» حفلات الإفطار... أصول ولياقات

1 يناير 1970 11:08 م
عند الوصول إلى الحفل ينبغي أولاً العثور على المضيف وإلقاء التحية عليه وتقديم هدية

لا تهجم على الطعام بمجرد جلوسك إلى المائدة بل انتظر صاحب الحفل ليدعوك إلى ذلك

لا تتحدث إلى أي شخص لأكثر من بضع دقائق متواصلة
تُعتبر حفلات الإفطار الرمضانية التي تتخذ طابعاً اجتماعياً، خيرياً أو رسمياً في بعض الأحيان جزءاً لا يتجزأ من لياقات الشهر الفضيل إذ تتيح المجال لتمتين العلاقات العائلية والاجتماعية وتوسيع الصداقات وتعميقها وتعميم عمل الخير. لكن البعض يشعرون بالتوتر لدى مشاركتهم في حفل كهذا لا سيما إن كان كبيراً ويضمّ أشخاصاً لا يعرفونهم.

لذا تقدم الاختصاصية في الإتيكيت فيفي أشجيان بعض النصائح المفصلة للياقات حفلات الإفطار لتسهيل التعارف والتواصل الاجتماعي بالطريقة اللائقة والواثقة ولتجنب بعض الخطوات الناقصة.

ونصحت أشجيان بالقول: «بداية عند الوصول إلى الحفل والدخول إلى الصالة المكتظة بالناس، ينبغي أولاً العثور على المضيف وإلقاء التحية عليه وتقديم هدية». والنصيحة الأهمّ في إتيكيت الحفلات هو عدم المجيء خالي اليدين أبداً، لا سيما إذا كان الحفل في المنزل. وكذلك عدم الوصول إلى حفل الإفطار متأخراً ولا في وقت مبكر جداً إذ قد لا يكون المضيف جاهزاً بعد لاستقبال ضيوفه أو يتحضّر لصلاته قبل كسر الصيام.

ورأت أنه «من الطبيعي ألا يشعر كل شخص بالارتياح الكامل وسهولة في التحدث إلى الغرباء. لذا بمجرد أن يدرك ذلك، يخفّ الضغط عنه وعن الآخرين ما يسمح لهم بالتكلم براحة أكبر. ومع ذلك، فإن الجزء الأول من الحفل هو (كسر الجليد)، ويمكن ذلك بالمبادرة إلى طرْح أسئلة بلطف وتقديم معلومات عن النفس على أن تبقى المحادثات خفيفة وطريفة». واستطردت:«طرح الأسئلة الملائمة ومحاولة العثور على المثير للاهتمام في الآخر يولد انسجاما أكبر، ويُشعِره بالإطراء من خلال الاهتمام والانتباه إليه، ويُفضل انتظار انتهاء الإجابة وبعدها يمكن مشاطرة الأفكار وإبداء الرأي ما ينعكس إيجاباً على الشخص الآخر ويدفعه لطرح سؤال جديد».

ونصحت بالتركيز على أوجه التشابه أثناء الحديث، ولكن مع محاولة عدم الاستئثار بمواضيع الحوار والانتباه في غمرة الحماس إلى ضرورة عدم طرح سيل من الأسئلة إلى مَن تودّ التعرف إليه، لأن ذلك قد يُشعِره بالخضوع إلى استجواب وبالتالي التهرب من الاجابة عنها كلها.

كما نصحت بتجنّب المواضيع البعيدة عن اللياقة، مشيرة إلى أن ثمة أسئلة من غير المناسب طرحها على الآخرين، مثل: كم تكسب من المال؟ كم تجني في عملك؟ ما المبلغ الذي دفعته لسيارتك؟ هل هو مكلف؟ هل أنت متزوّج؟ ما سبب طلاق ابنك؟ وغيرها من الأمور الخاصة التي لا يرغب الناس بالبوح بها أمام الغرباء. ومع النساء حذرت من الأسئلة التي تتعلق بالعمر والوزن وعمليات التجميل وأن يكون مديح الأخريات لطيفاً وفي محله.

كما حذرت من الأحاديث التي تهزّ الصورة، ومنها التباهي بأنك أكثر ثراء من أي شخص آخر على المائدة على سبيل المثال، والتفاخر بالمطاعم الراقية التي غالباً ما تتوجه إليها ومعرفتك بمذاق كل أنواع الاطعمة والمشروبات، إضافة إلى التحدث بشكل أساسي عن كل ما هو بعيد المنال بالنسبة للجميع، أو ذكر أسماء مشهورة للتباهي بمعرفتك لها، والحديث عما تؤمنه لك صداقتهم من امتيازات بطريقة مبالغة، أو التحدث عن نفسك باستمرار، ولا سيما عن مهاراتك وإنجازاتك في الطبخ، والفروسية، وقيادة السيارات وغيرها، أو عدم مراعاة شعور الآخرين والتحدث عن رفاهيتك وامتيازاتك المادية، فيما الآخرون قد لا يكونون في المستوى المادي ذاته.

أما «النواهي» في مآدب الإفطار، فقالت عنها أشجيان:«لا تهجم على الطعام بمجرد جلوسك إلى المائدة بل انتظر صاحب الحفل ليدعوك إلى ذلك، ولا تستأثر بأيّ صنف يوضع أمامك واترك للآخرين أن يتذوقوا منه بدورهم. ومرِّر الأطباق التي تسكب منها إلى الأشخاص الجالسين بعيداً عنها، وتناول طعامك بهدوء ولياقة مهما بلغت بك حدة الجوع فهذا أفضل لصحتك ولصورتك عند الآخرين، ولا تشغل نفسك بهاتفك أثناء جلوسك الى مائدة الإفطار بل اتركه جانباً وضعه في وضعية الصمت، وتجنّب الحديث عن العمل وتطلعات حياتك المهنية وعن أمورك الخاصة على المائدة. واترك للآخرين أن يتناولوا إفطارهم بهدوء مع تبادل بعض الأحاديث اللطيفة. ولا تتحدث إلى أي شخص لأكثر من بضع دقائق متواصلة، وجّه انتباهك وأحاديثك إلى الحاضرين من حولك واترك لهم المجال ليتحدثوا في ما بينهم».

وعن متى يجب مغادرة الحفل، أضافت قائلة: «لا شك في أن الصائمين يشعرون بالتعب بعد نهار طويل من الصيام ويودون الخلود إلى قسط من الراحة بعد تناول الإفطار. لذا ومهما كانت الجلسة ودية وأجواؤها لطيفة لا بد من المغادرة بعد تناول الحلويات والقهوة بنصف ساعة كحدّ أقصى لإتاحة المجال للجميع بأخذ قسط من الراحة. إلا إذا كان صاحب الدعوة قد أعدّ برنامجاً معيناً لما بعد الإفطار وطلب من المدعوين البقاء للمشاركة فيه. ولكن يستحسن هنا بصاحب الدعوة إبلاغ مدعويه بالأمر مسبقاً حتى يتسنى لهم الإعداد للمكوث وقت أطول في ضيافته».