Offside / نهاية فورة ... اسمها إسبانيا

1 يناير 1970 05:20 م
لم تظهر علامات الأسى على لاعبي منتخب إسبانيا لكرة القدم ولا حتى على المدرب فيسنتي دل بوسكي بعيد وصول بعثة الفريق الى مدريد قادمةً من باريس إثر الخروج المرّ من الدور الثاني لـ «يورو 2016».

جيرار بيكيه «الكاتالوني» يحيّي سيرخيو راموس «المدريدي»، والابتسامة تعلو محيّى دل بوسكي وهو يودّع اللاعبين، الواحد تلو الآخر.

لا شك في أن اسبانيا سيطرت خلال السنوات الماضية (2008-2012) على مقدرات اللعبة، سواء جاء ذلك بفضل برشلونة وأسلوب الـ «تيكي تاكا» أم لا.

جزئيات بسيطة لعبت دورها في السطوة الاسبانية التي لم تكن منتظرة قبل 2008.

بالتأكيد ليست «تيكي تاكا برشلونة» وحدها من نصّب إسبانيا على العرشين العالمي والأوروبي لأن الحارس «المدريدي» في مونديال 2010 إيكر كاسياس أنقذ مرماه من كرتين حاسمتين للهولندي آريين روبن كانتا كفيلتين، ليس فقط بتحجيم الأسطورة الاسبانية «المستجدة» بل ربما إلى اعتبارها مجرد «فلتة شوط».

ثمة حقبات سيئة تعيشها المنتخبات الكبرى تمتد سنوات بيد أنها تحتفظ خلالها على نوع من «الكرامة».

خروج إسبانيا من الدور الأول لمونديال 2014 وهي حاملة اللقب ومن الدور الثاني لـ «يورو 2016» وهي حاملة اللقب ايضاً يؤكد بأن إنجازات «لا فوريا روخا» لم تؤسِّس لبناء قوة عالمية راسخة، بل هي مجرد طفرة قد لا تجد منفذاً آخر الى عالم التألق مجدداً.

لا يمكن التسليم بأن اسبانيا شبعت مجداً، خصوصا ان نبوغها لم يظهر الا قبل 8 سنوات وتحديداً في «يورو 2008» الذي شهد فوزها بركلات الحظ الترجيحية على ايطاليا في الدور الثاني.

حتى في كأس العالم 2010 لم تكن الفريق الافضل، واكتفت بتسجيل 7 أهداف مقابل 16 هدفا لألمانيا التي كانت تستحق اللقب.

لا ينسى أحد هدف دافيد فيا ضمن الدور الثاني من المونديال الجنوب افريقي في مرمى البرتغال (1-صفر) والذي اثبتت الاعادة التلفزيونية بأنه جاء من تسلل.

وفي «يورو 2012»، لم تتجاوز اسبانيا عقبة البرتغال نفسها في نصف النهائي الا بركلات الحظ الترجيحية أيضاً وأيضاً وصولا الى منصة التتويج.

كثير من الحظ لعب لصالح «لا فوريا»، ليس لمرة او مرتين بل لأكثر من 10 مرات قبل ان يتسنى لها تزعم العالم واوروبا.

ابتسامات اللاعبين لدى الوصول الى مدريد تعطي انطباعاً بأن هذا الجيل شبع ألقاباً وقدم الكثير وحان دور غيره.

لم نلمس اي شعور بالأسى أو العار إثر الخروج أمام إيطاليا غير المرشحة اساساً للذهاب بعيداً في البطولة والتي «أكلت» الملعب وفرضت سيطرتها على خصم لا حول له ولا قوة.

انتهت اسبانيا، ليس لأنها خسرت في كأس العالم أو في البطولة الاوروبية، بل لأنها أثبتت بالدليل القاطع بأن مجدها عابر وليس راسخاً إذ لم تحفظ حتى ماء وجهها في 2014 وفي 2016 ورحلت تجر خلفها ذيول خيبة وعار، وهو ما نستخلصه من قول بيكيه نفسه: «اعتقد بأن علينا التسليم بالاستنتاج التالي: على مستوى الاداء لم نعد بالشكل نفسه الذي كنا عليه قبل سنوات. نستطيع الفوز بمباريات معينة بالاستناد الى اسمنا وماضينا لكننا لم نعد الفريق الافضل. لم نعد في موقع يسمح لنا بإحراز الالقاب بعد اليوم ولا يجدر اعتبارنا مرشحين للتتويج بها».

واضاف: «ليس الامر متعلقاً بمستوى اللاعبين. على الرغم من محاولاتنا تقديم الاداء الذي اشتهرنا به في السنوات الماضية، لم نعد فعّالين»، وختم: «الخروج من الدور الثاني للبطولة الاورويبة سيجعلنا ندخل البطولات المقبلة ونحن مدركين بأننا لسنا بعد اليوم المرشحين للفوز بها».

SOUSPORTS@