Offside / ربّ ضارة... نافعة
| سهيل الحويك |
1 يناير 1970
05:18 م
فرضت الحيرة نفسها بعيد المباراتين الأخيرتين من الدور ثمن النهائي لـ «يورو 2016».
فبعد فوز ايطاليا المستحق على اسبانيا 2-صفر، اتجهت الانظار الى اللقاء المرتقب الذي سيجمع «الآزوري» بالمنتخب الألماني في الدور ربع النهائي، بيد أن الخروج المفاجئ لإنكلترا من البطولة إثر الهزيمة المذلة أمام أيسلندا أدى إلى طيّ صفحة «موقعة دور الثمانية»... وإن موقتاً.
صحيح ان «يورو 2016» مرت سريعة، بيد ان ذلك لا يمكن أن يدفعنا الى المرور بخسارة انكلترا مرور الكرام.
لا شك في ان الاسابيع المقبلة لن تشهد جديداً، إذ سيستمر الحديث عن سيطرة اللاعب الأجنبي على الدوري الانكليزي وهو الامر الذي يحرم اللاعب المواطن من فرض ذاته وبالتالي تغذية المنتخب.
كما ستستمر أصابع الاتهام بالإشارة إلى فشل الاتحاد الانكليزي في ايجاد الآلية المناسبة لاختيار المدرب وعناصر المنتخب.
روي هودجسون تقدم باستقالته من تدريب «منتخب الأسود الثلاثة»، هو من كان صاحب الراتب الأعلى بين مدربي «يورو 2016»، في خطوة قد تهدّئ أقلام الصحافة الإنكليزية التي لا ترحم.
ولكن هل هذا يعني أن المدرب الجديد سيعيد البلاد الى منصات التتويج؟
ما تعيشه انكلترا منذ سنوات طويلة تعيشه البرازيل منذ الـ 7-1 امام المانيا في مونديال 2014.
القوى الكبرى كروياً لا تملك الشجاعة للاعتراف بأنها فاشلة وأنها عازمة على البدء من الصفر، لذا تميل الى ترقيع مشاكلها.
هذا ما رفضته المانيا وفرنسا واسبانيا في فترة من الفترات، الامر الذي ادى الى سيطرتها على مقدرات اللعبة، كل لحقبة معينة.
انكلترا لا تريد التسليم، وربما لا تدرك بأن عليها التسليم، بأنها تمتلك منتخباً عادياً لا يمكن تصنيفه بين الكبار على مستوى العالم على الرغم من ان النتائج في السنوات الستين الاخيرة تؤكد هذا الواقع بغض النظر عن عشق جماهيرها للعبة وقوة الدوري في البلاد.
انكلترا لا تعرف كيف توفّق ما بين الدوري القوي والمنتخب وحسن اختيار المدرب. ثمة دائماً ما ينقصها لإيجاد التوليفة التي تفضي الى لعب منتخبها الادوار الاولى.
صحيح ان انديتها فرضت نفسها بقوة على الساحة الاوروبية بيد ان الاندية في «القارة العجوز» لم تعد المرآة العاكسة لمستوى اللعبة في البلاد لأن معظمها تضم في صفوفه «أكثرية أجنبية».
خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي وتأثيره على كرة القدم قد يفيد المنتخب الانكيزي خصوصا انه سيؤدي الى الحد من عدد اللاعبين الاجانب في الاندية بسبب القوانين الصارمة.
ربما جاء خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي وخروج انكلترا من «يورو 2016» مناسبة لانطلاقة جديدة لبلد يعيش كرة القدم ويعشقها إلى حد الإيمان بضرورة المحاولة وعدم الاستسلام للنكسات المتتالية.
SOUSPORTS@