تنفرد بخواص علاجية يتحدث عنها تاريخ يمتد إلى 467 عاماً
بيشتني لؤلؤة سلوفاكيا... أيقونة العلاج الطبيعي في أوروبا
| كتب عمر العلاس |
1 يناير 1970
01:52 ص
المدينة حققت شهرة واسعة في أوساط النبلاء وأمراء الأسر الحاكمة والأرستقراطية في القرن الرابع عشر
المصحات تتحول في الصيف إلى قرية عالمية صغيرة تستقطب عشرات الآلاف للعلاج والاستجمام
شعار المدينة «رجل يكسر عكازه» يختصر منظومة علاجية متكاملة
80 برنامجاً علاجياً تعتمد في شكل رئيسي على مياه الينابيع الحارة والطين الكبريتي
مديرة التسويق في المصحات: الكويتيون يزورون المدينة منذ 60 عاماً ويعتبرونها وطنهم الثاني والمكان الأمثل للعلاج والاستجمام
مدير مصح الترميا بلاس: لم نغفل الجانب الترفيهي إضافة للعلاجي فننظم رحلات إلى براتيسلافا وفيينا وننظم بعض الحفلات
مديرة مصحات: كل العلاجات تعتمد على مصادر الطبيعة من مياه معدنية وكبريتية ومالحة والطين الحار
تمثّل مدينة بيشتني، لؤلؤة جمهورية سلوفاكيا وأيقونة العلاج الطبيعي في قلب أوروبا، فمصحاتها التي شيدت بين أحضان الطبيعة تنفرد بخواص علاجية يتحدث عنها تاريخ يعود الى 1549، ودراسات علمية تعود الى 1923 مع تقديم أول دراسة موثقة حول العلاج بالطين الكبريتي والخصائص العلاجية لمياه ينابيعها الحارة.
المدينة التي حققت شهرة واسعة في أوساط النبلاء وأمراء الأسر الحاكمة والأرستقراطية في القرن الرابع عشر رغم بدائية الاساليب، تقف اليوم على أمجاد الماضي وازدهار الحاضر بمجموعة من المصحات التي تجمع بين العلاج الطبيعي بأعلى معايير الجودة العالمية وفخامة الاقامة التي تتنوع بين 3 الى 5 نجوم، بمصادر وإمكانيات وتقنيات وخبرات جعلت من المدينة قبلة الباحثين عن العلاج الطبيعي والتأهيلي من مختلف دول العالم خصوصاً لمن يعانون من الأمراض الروماتيزمية وبعض أمراض جهاز الحركي وآلام المفاصل وبعض أمراض العمود الفقري وعلاج الحالات الناجمة عن الحوادث وحالات ما بعد الجلطات الدماغية.
بيشتني التى تتحول مصحاتها في أشهر الصيف إلى قرية عالمية صغيرة تستقطب سنوياً عشرات آلاف السياح من مختلف أنحاء العالم للعلاج والاستجمام والنقاهة. لم يأت شعارها لشخص يكسر عكازه من فراغ بل من منظومة علاجية متكاملة، جعلت ذاك الشخص بما تقدمه له من برامج علاجية لا يحتاج ليستند على عكازه. وتتنوع أساليب العلاج الذي تقدمه مصحات المدينة وتعدد برامجه إذ تراوح بين 60 الى 80 برنامجا علاجيا، تعتمد جميعها بشكل رئيسي على مياه الينابيع الحارة والطين الكبريتي، وإخضاع الزائرين لمختلف التمارين الفردية والجماعية في احواض المياه الطبيعية والقاعات الرياضية.
وحين يتعلق الأمر بالخدمة الفندقية في مصحات بيشتني، فليس من قبيل المبالغة القول ان «فخامة الاسم تكفي»، حيث الغرف الأنيقة، والأثاث الكلاسيكي الفاخر والمطاعم بمختلف مأكولاتها ومراكز التسوق بمختلف ماركاتها، وأماكن الترفيه والتسلية والإطلالة المبهرة على طبيعة المكان الغناء وعلى نهر الفاه، فالامكانيات توفر لك اقامة استثنائية وعالما مثاليا للعلاج والسياحة لتعيش الحياة بجمالها وطبيعتها.
وعن طبيعة خدمات المصحات المقدمة للزائرين وخصوصا الزائرين العرب تقول المديرة التجارية ومديرة التسويق في المصحات ميخائيلا كوبزوفا «نعرف جيداً عادات العالم العربي، ونأخذ ذلك في الاعتبار سواء في ما يخص تصميم الغرف وتوفير الأكل الملائم ومراعاة طبيعة الشعائر حيث على سبيل المثال اذا كان موعد الزيارة في شهر رمضان فأننا نوفر لعملائنا العرب كل ما يتناسب مع وجبتي الافطار والسحور حيث لدينا المأكولات العربية المجهزة خصيصاً لتناسب كل عملائنا من العرب، فضلا عن أننا لم نغفل جانب التسلية في الغرف، وتم وضع ضمن خارطة القنوات التلفزيونية المسموح بثها في المصحات 16 قناة تلفزيونية عربية».
وتضيف: «فضلا عن ذلك فإننا نوفر مراعاة للخصوصية حمامات سباحة خاصة بالسيدات وأخرى بالرجال، فالعلاجات التي تقدمها المصحات بأكملها منفصلة علاوة على تحدث بعض الكوادر العاملة في المصحات اللغة العربية، وهذا أمر مهم لمساعدة عملائنا الى جانب توفير خرائط استرشادية وعلامات مكتوبة باللغة العربية توضح للزائر أماكن وغرف العلاج».
وتتابع: «للحقيقة فان الكويتيين يزورون بيشتني منذ أكثر من 60 عاما، ويعتبرون المدينة المكان الأمثل للعلاج والنقاهة والاستجمام ويمتدحون كثيرا مستوى الخدمة المقدمة اليهم ما يجعلهم يعودون مجدداً وهذا بالطبع يسعدنا».
كما ان «الكثير من الإماراتيين يترددون على بيشتني الى جانب السعوديين والقطريين»، وفق ما تقول كوبزوفا.
وتؤكد ان «نحو 50 ألف زائر سنويا يزورون المدينة، فيما نسبة العرب تصل الى نحو 15 في المئة».
وعن الامكانيات التي يوفرها مصح الترميا بلاس فئة الخمس نجوم، يقول مديره جوزف بروفازيك ان «مصحات بيشتني تعد الأولى في سلوفاكيا، والأكبر في هذا المجال في أوروبا عامة، وتحتوي على نحو 80 برنامجا علاجيا لمن يعانون الآم الجهاز الحركي في شكل عام والروماتيزم والجلطات والكسور، تلك البرامج التي تعتمد على المياه الحارة التي لا توجد سوى في بيشتني والتي تشمل حمامات المياه المعدنية الحارة أو الطين الحار الى جانب العلاج المغناطيسي أو الكهربائي أوالعلاج الطبيعي التقليدي».
ويتابع: «الى جانب العلاجات التي تقدمها المصحات، فهناك وسائل الترفيه من تنظيم رحلات الى براتيسلافا وفيينا وتنظيم بعض الحفلات في المصحات ذاتها ومصح ترميا بلاس يخضع لاشراف وزارة الصحة، والحكومة تتأكد سنويا من مدى مطابقته لمواصفات تصنيفنا».
وحول البرامج العلاجية تقول مديرة منتجع الأيرما التابع لترميا بالاس أدريانا هلوزوفا، ان «هناك نحو 60 الى 80 برنامجا علاجيا بعدد 24 جلسة في الاسبوع وان البرامج المخففة تشمل 18 جلسة أسبوعيا».
وعن الخدمات التي تقدمها مصحات الاسبلانادا، بالاس، غراند، اسبليندد، تقول كبيرة مسؤولي التشغيل وضابط العمليات الرئيسية للمصحات الأربعة سونيا زابرانسكا والتي تعمل هناك منذ 30 عاماً «ان المصحات الأربعة توفر فرصة الإقامة لنحو 1400 شخص في اليوم مع الاخذ في الاعتبار قدرتها على تقديم ما يقارب نحو 6 آلاف علاج يومياً».
وتضيف «كل العلاجات تعتمد على مصادر الطبيعة والتي تشمل المياه المعدنية الحارة، والمياه الكبريتية الحارة، والمياه المالحة الحارة، والطين الحار فضلا عن وجود قسم كبير للعلاج الطبيعي تتوافر به كل الاجهزة المتطورة وأحدثها والتي تشمل اجهزة العلاج المغناطيسي والعلاج الكهربائي فضلا عن توافر برامج التجميل ومساجات الاسترخاء وغيرها.
وعما يوفره مصح الاسبلانادا للزائرين، يقول مديره مارسيل مورافتشيك «نحاول ارضاء كل عملائنا من المجتمعات العربية التي تتردد علينا وما يهمنا في شكل أساسي تقديم كل اوجه الدعم والمساعدة خلال فترة العلاج للوصول الى ما يطمح اليه الشخص الزائر».
وعن تكاملية العلاج والبرامج وقياس معدل تقدم الحالة الصحية للمريض، يؤكد المدير الطبي لمصح الاسبلانادا، الدكتور غاشبار ان العلاجات والبرامج كل منها يكمل الآخر ولا يمكن عمل علاج دون الآخر لان النتيجة في النهاية ستكون سلبية ما لم يتلقَ المريض انواع العلاجات المحددة له من قبل المختصين والمشرفين على متابعة حالته.
علاج النبلاء
أصدر يوهان كراتو كرفتهايم الطبيب الخاص لثلاثة أباطرة أوروبيين في عام 1571، توصياته باستخدام الطين الكبريتي لمدينة بيشتني في علاج عدد من الأرستقراطيين والنبلاء المجريين. ويعتبر كرفتهايم أبا لهذه الطريقة في العلاج.
لا للعكاز
بيشتني التي تقع في جزيرة بين ضلعي نهر الفاه، ويصل بينهما جسر طوله نحو 100 متر، يقع على بدايته شعار المدينة وهو نصب تذكاري لشخص يكسر عكازه وكأنه يقول «لن يكون بحاجة للعكاز من يأتي إلينا».
«الصوان»... تاريخ حافل بخدمات العلاج الطبيعي
يحفل تاريخ شركة الصوان لخدمات العلاج الطبيعي بالنجاحات في التعامل مع المصحات العلاجية الأوروبية، بما تمتلكه من فريق عمل على أعلى مستوى من الكفاءة والتأهيل، يوفر كل الخدمات والمتطلبات التي تجعل من رحلة عملائها فرصة مثالية للعلاج والاستجمام والراحة النفسية، بداية من حجز تذاكر الطيران والمساعدة في الحصول على التأشيرة الى السائق الذي يكون بانتظار عملاء الشركة لحظة وصولهم المطار، والمترجم الذي يسهل لهم سبل التواصل مع الاطباء والأخصائيين المعالجين والهيئة التمريضية.
وشركة الصوان ذات التاريخ الحافل والعريق في التعامل مع المصحات العلاجية أثنى على خدماتها كثير من العملاء الذين التقتهم «الراي» على هامش الزيارة الى مدينة بيشتني السلوفاكية، مثمنين الجهود التي يبذلها فريق عمل الشركة سواء من خلال مكتبها بالكويت لجهة تسهيل اجراءات حجز تذاكر الطيران والفنادق والحصول على التأشيرة أو من خلال مكتبها بمدينة بيشتني السلوفاكية أو من خلال بروتوكولات التعاون مع مسؤولي المصحات العلاجية في مدينة ماريانسكي التشيكية أو في غيرها من المنتجعات الصحية في الدول الأوروبية.
وحول مزيد من المعلومات عن الخدمات التي تقدمها شركة الصوان لعملائها يقول مدير مكتب الشركة في مدينة بيشتني عبدالله كعدة ان «شركة الصوان لها باع طويل في هذا المجال تعود بدايته الى عام».
ويضيف انه «ان كانت خدماتنا تتركز على خدمة العملاء داخل المصحات، فانها لا تقف عند هذا الحد، بل تبدأ من حجز تذاكر الطيران الى الحجز في المصح المختار والغرف التي يفضلها العميل، واستقباله في المطار وفي المصح ومساعدته من قبل موظفي الشركة في انهاء اجراءات الدخول الى المصح، وتحديد مواعيده مع الاطباء ونقله عبر سيارات الشركة الخاصة من المطار الى المصح ومساعدته في تحديد اماكن الاكل ومعرفة الاماكن العلاجية وتولي الترجمة عند الاطباء والدعم المستمر للمريض خلال فترة وجوده».