«قررتُ منذ البداية أن أكون نظيفاً... ولن أتغيّر»
ملحم زين لـ «الراي»: «مستور» مادياً... لكنني أحب العَيش كبقية الناس!
| بيروت - من سامر القلعجي |
1 يناير 1970
03:37 م
أدعو الشعب الكويتي للقدوم إلى لبنان
يا الله شو حلو جوّ رمضان في الكويت
أنا من جمهور الممثل قصي خولي
تعاملت للمرة الأولى مع «القيصر» في ألبومي الجديد
وصلني حقي من «روتانا» حتى آخر دولار
عملي هو مَا يردّ على مطلقي خبر اعتزالي الفنّ
وديع الصافي أهمّ من 30 رئيس جمهورية
يرى الفنان اللبناني ملحم زين أنه «مستور» مادياً، لكنه في المقابل يحب العَيش كبقية الناس، لأنه وحسبما صرّح لـ«الراي» لا يحب أن يؤذي نظر أي شخص بأن يراه في أي موقع وهو لا يملك ثمن رغيف الخبز.
زين، الذي صدح صوته قبل أكثر من 12 عاماً من خلال برنامج «سوبر ستار» عبر شاشة تلفزيون «المستقبل»، استطاع منذ ظهوره الأول على الجمهور أن يفرض نفسه، ويثبت حضوره، ويعيش عن جدارةٍ حياة النجومية، فكان منذ تلك الفترة «سْتار المستقبل». وهو يعمل في الوقت الراهن على وضع اللمسات الأخيرة على ألبومه الجديد، وهذا ما يأخذ غالبية وقته. غير أن لشهر رمضان المبارك مكانة خاصة لديه، فهو يعيشه بعيداً عن الفن، ويقضي وقته إما مع عائلته وإما في إتمام واجباته الدينية من الصوم والصلاة.
«الراي» حاورتْ النجم ملحم زين بعدما أدى فريضة الصلاة، ومن هنا كان بدء الحوار:
• تقبل الله...
- منّا ومنك إن شاء الله.
• إلى أي مدى أنت ملتزم دينياً؟
- في العادة أفضّل ألا أتكلم في هذا الموضوع، لأنه خاص بيني وبين الله عزّ وجلّ، لكن سأجيبك الآن. أنا شخص ملتزم عادي، أي أحبّ عائلتي وأفضّل الجلسات العائلية سواء في رمضان أو في باقي أيام السنة. الصلاة والصوم، هذان أقل ما يمكن فعله تجاه ربّ العالمين، وهذا لنؤكد طاعتنا وعبوديتنا لله «ومش أكثر من هيك». الحمد لله لا أُقْدِم على أيٍّ من موبقات الحياة الدنيا، وأعتبر نفسي إلى حدٍّ ما ملتزماً دينياً.
• ألم يستطع الفن التأثير على موقفك من هذا الموضوع؟
- لا، أبداً. أنا من مدينة بعلبك، والبيئة التي نشأتُ فيها لا تتضمّن كل أنواع الترف الموجود في المدن، كما أننا ترعرعنا بطريقة معيّنة. أملك الإرادة في مكان معيّن من شخصيتي، والكل يلاحظها. وإذا أردتُ القيام بتصرف ما، فسأقوم به حتماً «يعني خلص، ولا ممكن». وعندما بدأتُ مشواري الفني، قررتُ أن أكون نظيفاً. الحمد لله، وبعد مُضي 12 عاماً «قادر إنه كون هيك:»، وسأبقى كذلك وأعد الجميع بأنني لن أتغيّر.
• شخصيتك هذه تميزك أساساً في الوسط الفني؟
- «لا والله في كثير، للأمانة في كثير فنانين هيك أعرفهم». الفنان صابر الرباعي ملتزم أخلاقياً ودينياً ويؤدي فريضتي الصلاة والصوم من دون انقطاع، والفنان سعد المجرّد يصلي ويصوم أيضاً، كما أنه لا يشرب ولا يرتاد الكازينوهات. أعرف هذين الشخصين عن قرب، لكن أكيد «في كثير غيرهم». كلمة ملتزم هي كبيرة من حيث المعنى، وليس من الضروري أن يكون الشخص متطرفاً ليكون ملتزماً، فالالتزام هو القيام بما أمرك به ربّ العالمين.
• أخبرنا عن انشغالات ملحم زين خلال شهر رمضان المبارك؟
- أقضي كل رمضان مع عائلتي الصغيرة، أي زوجتي وأولادي (علي وفاطمة)، والكبيرة أي والدي ووالدتي وإخوتي، ومع الأصدقاء أيضاً. بالنسبة إليّ، أجواء رمضان عظيمة وأحبها جداً. وأذكر حين ذهبتُ سابقاً إلى دولة الكويت خلال الشهر الكريم. (يصمت لبرهة ثم يقول): «يا الله شو حلو جو رمضان في الكويت»، تشعر فعلاً بجمال هذا الشهر الكريم وتلحظ مدى الالتزام الديني خلاله أيضاً، أحب الكويت كثيراً وأوجّه إليها تحية كبيرة عبر صحيفتكم الكريمة، هذا البلد العربي الذي نعتزّ به وباعتداله ونفاخر بأميره وبكل مكوّناته.
• هل تتابع المسلسلات التلفزيونية خلال شهر رمضان؟
- في كل عام، أضع وزوجتي «أم علي» قائمة بالمسلسلات التي سنشاهدها.
• مَن هو الممثل الذي تحرص على متابعة أعماله؟
- أنا من جمهور الممثل قصي الخولي، وأحبه كثيراً. قصي صديق مقرّب جداً، لكنه في المقابل ممثّل بارع وأحبّ كيفية اختياره لأدواره وكيفية أدائه وعمله، ولهذا أحرص دائماً على متابعة أعماله.
• وعلى ذكْر أعمال قصي الخولي، لقد وضعتَ صوتك على «تيتر» المسلسل الذي يقوم ببطولته، وهو «جريمة شغف»؟
- نعم، لكن لن أتابع فقط هذا المسلسل. أريد مشاهدة مسلسل «نص يوم» أيضاً لتيم حسن ونادين نجيم، وسنتابع مسلسل «خاتون» لأخي وصديقي يوسف الخال.
• أخبِرنا عن توجّه الفنانين لوضع أصواتهم على شارات المسلسلات؟
- هو للفت النظر إليهم.
• أصبحت هناك منافسة في ما بينهم في هذا السياق؟
- من دون شك، عندما تضع الفنانة إليسا صوتها على «تيتر» مسلسل ما، فإجباري أن ينتبه عشاقها ومحبوها إليه، ولدى إليسا ملايين المعجبين في العالم العربي. فالأغنية هنا تخدم العمل وفي المقابل نستفيد نحن الفنانين أيضاً، فأغنية «لو» نجحتْ كثيراً كما أغنية «أهل الراية» لي، وتالياً الفنان والعمل يخدم كل منهما الآخر.
• أخبرنا عن أعمالك بعد انتهاء شهر رمضان المبارك؟
- نهتم بوضع اللمسات الأخيرة على ألبومي الجديد، وهو الذي شهد تعاملي الفني الأول مع القيصر كاظم الساهر. أصبح الألبوم جاهزاً إلى حد ما، وهو يضم أغنيات جميلة أخذتها من الأستاذ كاظم الساهر والموسيقار ملحم بركات، ومن بلال الزين ووسام الأمير وآخرين، كما أنني أخذتُ أغنية من شاب سوري يُدعى علي حسون وهو موهوب جداً. المفروض أن يضم الألبوم 10 أغنيات، ونحن نختارها والتوفيق من رب العالمين.
• حُكي عن عمل فني ضخم تحضّر له إلى جانب الألبوم؟
- ما زال مجرد كلام، وعندما يتأكد سأعلن عنه.
• هل تختار أغنية ما نسبة إلى اسم مَن عمل عليها فقط؟
- أنا وأبو وسام (أي كاظم الساهر) عملنا على تغيير الأغنية ثلاث مرات، وموافقته على التغيير ما كانت إلا تواضعاً منه، فهو أرسل لي أغنية في البداية، لكن عندما سمعتُها قلت له: «مش حاسس إني بقدر غنيها»، فعملنا على تغييرها، غير أنني لم أقتنع بالأغنية الثانية أيضاً، فأرسل إليّ أغنية ثالثة، وهي التي تم اعتمادها. هذه الأغنية هي باللغة العربية الفصحى، فأحببتُ أن «آخذ شيء بيشبهه». عمل أبو وسام أثبت تمتعه بأخلاق عالية جداً.
• وهل سيضم الألبوم اللون الخليجي؟
- إن شاء الله هناك أغنية من الأخ والصديق فايز السعيد، وهناك أغنية عراقية أيضاً. نحن نعمل من كل الجهات.
• وهل الدبكة موجودة؟
- موجودة بقوة، وليس بشكل عادي.
• هل تَحدد موعد إصدار الألبوم؟
- لا، لم يتحدد بعد.
• الألبوم هو من إنتاج شركة بلاتينوم ريكوردز، أخبرنا عن تعاملك معها وهل ترضي طموحك؟
- سعيد جداً مع بلاتينوم ومع مجموعة «mbc» ومع الأستاذ تيمور مرمشي مدير عام شركة «بلاتينوم ريكوردز». نحن نتعامل كإخوة وأحباب وراضٍ جداً عن العمل. الألبوم شبه منتهٍ، وأنا ملتزم معهم وهم ملتزمون معي «والله يديم الوفاق دائماً».
• جاء تعاملك مع شركة «بلاتينوم»، بعدما قضيت سبع سنوات مع شركة «روتانا»، ما الفارق بينهما؟
- «اللي بياكل من الصحن وبيوسخ فيه بيكون شخص مش تمام». «روتانا» قدّمت لي الكثير، وأنتجت لي ألبوم «ما عاد بدي ياك» وألبوم «علواه»، وحققنا نجاحات كبيرة معاً، وأحترم هذه الشركة لأبعد الحدود، والأستاذ سالم الهندي هو أخ وصديق وأعتزّ بصداقته حتى هذه اللحظة. في المقابل، حقّي مع شركة «روتانا» وصلني حتى آخر دولار.
• فصل الصيف سيكون «مولّع» بالأعمال بالنسبة إليك؟
- لدينا حفلات كثيرة خلال فصل الصيف، وهناك ألبوم جديد كما ذكرتُ لك، كما سنعمل على تصوير كليبات.
• هل لديك صورة معيّنة تريد إظهارها في الكليبات؟
- نريد أن نوصل الصورة التي اعتادها الناس من ملحم زين، أي دائماً كليبات محتشمة وجاذبة للعين. الناس يعرفون أنه «أنا مش كثير ممثل»، ولا أقدّم فيديو كليب وكأنه مسلسل. أنا أغني وأصوّر عدداً من اللقطات «وهيدي هي».
• هل أنت خجول أمام الكاميرا؟
- ليس خجلاً، لكن لأنني «حقيقي زيادة عن اللزوم» لا أشعر بأنه يجب عليّ القيام بأي حركة أنا غير راضٍ عنها. أحب أن أكون كما أنا، أي كما في المنزل كذلك أمام الكاميرا.
• وهل هذا يُتعب المخرجين أم يريحهم في العمل؟
- يتعبهم ويمكن «بيأذِّيني في أماكن معينة»، لكن أنا من هذه النوعية، فحركات الفنانين بعيونهم أو أياديهم «كله ما بعرف أعمله». «أنا مثل ما أنا، والناس عرفوني وأحبوني هيك، ورَح ضل هيك».
• ما حقيقة خبر اعتزالك الفن الذي يتم تداوله بين الحين والآخر؟
- «هيدي سالفة قلتها من زمان» وهي أنني لا أريد البقاء مطولاً في العمل الفني «حتى لا أتبهدل بوطن عربي كالذي نعيش به»، من هذا المنطلق قلتُ رأيي هذا، إلا أنهم أمسكوه و«بطلّوا يفكّوا عنه».
• هل تعتقد أن من مصلحة البعض إطلاق خبر كهذا؟
- أكيد، ما في شك.
• هل تعرفهم؟
- «لا والله ما بعرفهم ولا أهتم لمعرفتهم ولا مأثرين عليّ أساساً»، إلى الآن لدينا عدد كبير من الحفلات في فصل الصيف وتمتدّ حتى 2017.
• نراك فناناً بعيداً عن المشاكل والتراشق الكلامي؟
- أن تُراشِق الكلام وأن تردّ على كل إنسان يأتي على ذكرك «لشو بدي رد؟». عملي هو مَا يردّ على الجميع، والحمد لله كل أغنية أصدرها تحقق نجاحاً كبيراً عند الناس، حتى أنني لا أعطي أي مقابلات صحافية، لكن «وحياة مَن أعطاني أولادي» لأنكم «الراي» الكويتية، ولأنني أحب الكويت كثيراً رحّبتُ بهذه المقابلة. الحمد لله اسمي نظيف والناس يحبونني، وأنا أحب جميع الناس، وقريب منهم، ويا رب أن أقدم لهم الأفضل دائماً.
• ماذا تعلّم ملحم زين من نهاية الفنانين الكبار في الفن؟
- فلنتكلم عن لبنان، لا أحد يحضنك ولا يهتم أحد لأمرك. فإن كان للست صباح أو للكبير وديع الصافي والكثير من الأسماء الأخرى، فعندما كانوا يحتاجون إلى العلاج الطبي كانوا يتلقونه خارج لبنان. تخيّل أن وديع الصافي كان يُعالَج في سورية، وهذا وديع الصافي الذي هو في رأيي أهمّ من 30 رئيس جمهورية، فهو مَن ارتبط اسمه بكيان لبنان، وفيروز أيضاً ساهمت بشكل أو بآخر في إنشاء دولة لبنان، فالشخص الأجنبي حين تسأله عن لبنان يجيبك: «لبنان فيروز». فالأجانب لا يعرفون شيئاً عن لبنان سوى فيروز. وبالتالي من المعيب أن «يتبهدل» مثل هؤلاء الأشخاص في بلدهم، وعيْب على الدولة اللبنانية ألا تقيم يوم حداد رسمياً لدى وفاة وديع الصافي، وعيب على الدولة اللبنانية أن تترك صباح تُتوفى بهذه الطريقة، وفي المكان الذي كانت به. عيب!
• لهذا نجد أن غالبية الفنانين يقيمون مشاريع تجارية إلى جانب الفن؟
- أكيد. المال الذي ينتجه الفنان من الفن يجب أن يستثمره في مكان ما، لكن إذا لم يستطع استثماره، فهل يموت على الطريق؟ ينتج الفنانون المال، لكن مصروفهم ضخم جداً، فإذا لم يستطع الفنان جمع الأموال خلال حياته الفنية فهل يصل إلى نهاية عمره ويتبهدل!
• وهل ملحم زين مرتاح في هذا السياق؟
- لا أحبّ في العادة التطرق إلى مثل هذه الأمور، ولكن «الحمد لله مستورة معي مادياً»، وإن شاء الله لا نحتاج أحداً. لا يهمني نوع السيارة ولا حتى منزلاً فخماً سبع نجوم، ولا كل هذه الأشياء، أعيش «ومعيّش» أولادي مثلهم مثل باقي الناس أو أعلى بقليل، فلا أستطيع أن أوصلهم لدرجة الحرمان. ابني يلعب في المكان الذي يلعب فيه كل الأطفال، وثيابه من ماركات يرتديها جميع الناس، وأقود سيارة «مرسيدس» عادية كغيري من الناس، مع العلم أنني أستطيع شراء السيارة التي أريدها، ولديّ ما أريد، لكنني لا أحب أن أُؤذي نظر أي شخص بأن يراني في أي موقع وهو لا يملك ثمن رغيف الخبز. هناك فنانون يصوّرون الأكل الذي يُقدّم لهم في المطاعم، والله عيب. «وحياة القرآن الشريف»، هناك أشخاص لا يجدون نصف تفاحة لأكْلها، فهذه الصور والتصرفات معيبة. إن صور المأكولات هي أبشع ما أراه عبر المواقع الإعلامية، فهناك ناس ينامون بلا عشاء وناس لا يملكون ثمن الأكل، وفي المقابل فنان أو فنانة يضع صورته وهو في سيارة فخمة، ثم يُلحِقها بصورة وهو في قصر أو منزل فخم جداً. هذه التصرفات معيبة وهي إن دلت فعلى قلّة شبع الشخص نفسه.
• كيف تنظر إلى لبنان في هذا الوقت؟
- بدنا دُعاكم من الكويت، وبدنا ما تتركوا لبنان، هناك علاقة مميزة تجمع لبنان والكويت. من زمان كانت الكويت يدها بيضاء في لبنان ودائماً تدعمه فأدعو من خلال صحيفتكم الكريمة دولة الكويت أن تساند لبنان وتبقى إلى جانبه، فإذا أصيب أخوك بوعكة صحية فلا تتركه، ونحن إخوة في النهاية. أعلم كم يحب الشعب الكويتي لبنان، فهم من أوائل الناس في الخليج العربي الذين قدِموا إلى لبنان، ولذا أدعوهم إلى زيارته الآن والذهاب إلى عاليه وبحمدون وبيروت، فهذه المناطق تحبهم، ونحن نحبهم، وبيشرفوا على بلدهم الثاني إن شاء الله.