الأمين العام يودع الأمم المتحدة بعدما عاصر صراعات ومآسي وحروباً لم يشهدها سلف له من قبل
زيارة بان كي مون الأخيرة... هل تجلب السعادة لليمن؟
| كتب غانم السليماني |
1 يناير 1970
05:56 م
مبعوثه الخاص سيقدم تصوراً مكتوباً للمرحلة المقبلة حظي بموافقة الطرفين
ولد الشيخ: اتفاق السلام سيعيد الأمن إلى اليمن ويشكل بارقة أمل للشرق الأوسط
بدرالدين الحوثي: قدمنا تنازلات مجحفة لإسقاط الحجة ولكنهم يريدون منا الاستسلام
أحمد الحسني: 60 يوماً والكويت تستلهم الصبر من إرثها غير يائسة من كثرة الأصداف الفارغة
بعد 60 يوماً من المفاوضات بين أطراف النزاع اليمني، وحالات الشد والجذب التي شهدتها بين طرفي النزاع، يحط الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رحاله في الكويت اليوم، في زيارة تعد الأصعب في جدول زيارته الشرق أوسطية، ليقدم دفعة معنوية لمبعوثه الخاص اسماعيل ولد الشيخ أحمد الذي سيسلم ورقة تفاهم لأطراف النزاع اليمني من المنتظر أن تكون الحل النهائي لإحلال السلام في اليمن.
بان كي مون المثقل بهموم العالم، يزور الكويت في آخر رحلة له قبل أن يودع الأمم المتحدة التي عاشت صراعات ومآسي وحروبا وتغيرات في الأنظمة العربية لم يشهد مثلها «أمين عام» قبله، حيث يسعى لإيجاد حل للأزمة اليمنية قبل نهاية ولايته أواخر العام الحالي.
وتتركز ملامح خريطة الطريق التي سيقدمها المبعوث الخاص اسماعيل ولد الشيخ أحمد حلولا مناسبة، حظيت بتوافق المملكة العربية السعودية وطرفي المفاوضات للوصول إلى حل ينهي النزاع. وقال ولد الشيخ أحمد إنه سيسلم الأطراف اليمنية تصوراً مكتوباً للمرحلة المقبلة. وأضاف «اتفاق السلام الذي نسعى اليه سيعيد الأمن الى اليمن، ويشكل بارقة أمل للشرق الأوسط الذي يعيش تجاذبات سياسية اقليمية ودولية، والكرة الآن في ملعب الأطراف المشاركة وعليها تحمل مسؤوليتها وايجاد حل سياسي للمخاوف العالقة والتي تتمحور بمعظمها حول تزمين المراحل وتسلسلها».
وشدد ولد الشيخ على أن «المطلوب تغليب المصلحة الوطنية والتحلي بالشجاعة السياسية وتقديم التنازلات من جميع الأطراف بهدف التوصل الى اتفاق شامل وكامل يحفظ أمن البلاد والعباد ويعيد اليمن لليمن».
من جانبه قال بدرالدين الحوثي إن الوفد الوطني المفاوض في الكويت قدم التنازلات، لإسقاط الحجة، رغم كون بعضها مجحفاً، مشيراً إلى إعطائهم ما يحفظون ماء الوجه، إلا أنهم عادوا ليطالبوا بالاستسلام وإخضاع الشعب اليمني. وشدد الحوثي على ان «الحلول ممكنة وقدمنا الكثير من المخارج، إذا أرادوا الحل فنحن جاهزون، وإذا أرادوا الاستمرار في المواجهة فنحن جاهزون، وبقدر استعدادنا للسلام بقدر استعدادنا للمواجهة».
وزاد «حرصا منا على الوصول الى اتفاق سلام شامل ودائم، وتأكيداً لموقفنا السابق الصادر في الــ11 يونيو 2016، واستنادا الى المرجعيات السياسية ومبدأ التوافق الذي يحكم المرحلة الانتقالية، نؤكد تمسكنا بالقضايا الجوهرية المعنية بحلها مشاورات الكويت، وفي مقدمها مؤسسة الرئاسة كونها محورا رئيسيا في المشاورات ترتبط بها بقية القضايا المطروحة، والتي منها تشكيل حكومة وحدة وطنية مع لجنة عسكرية وامنية وطنية عليا لتنفيذ الترتيبات الامنية والعسكرية».
من جانبه قال عضو الوفد الإعلامي اليمني أحمد الحسني «ليس مبكرا ان نشكر اشقاءنا في الكويت على رعاية مفاوضات وقف الحرب على اليمن. فثمة الكثير والكثير مما قدمته الكويت للشعب اليمني على الصعيدين الانمائي والمعرفي طيلة العقود الستة الماضية تستحق عليه شكر اليمنيين وامتنانهم كيمنيين وكجزء من العالم العربي التي اختارت الكويت ان تكون مدار عضويتها فيه على بذل الخير او كف الضرر».
وزاد «اليوم، وبغض النظر عن مآل المفاوضات التي ترعاها ندين جميعا ـ اليمنيين والاطراف الاخرى في هذه الحرب ـ للكويت بالثناء على شرف المبادرة و رعاية عملية السلام و وقف دولاب الموت و نزيف الدم و الثروة الذي تعانيه الجزيرة العربية كلها»
وأفاد «60 يوماً مضت والكويت تستلهم ارثها من صبر النواتية في حلحلة الملف الذي تزداد تعقيداته وتشابكاته غير يائسة من كثرة الاصداف الفارغة ومنتصرة لإرادتها في ان تكون استثناء الخير وسط طوفان الموت العروبي الجارف و الرؤوس المدفونة في الرمال». واضاف «وسط كل المعارك التي تدور رحاها اختارت الكويت معركتها النبيلة بأن تكون بلسما حيث كان الجميع مدى وجراحا، وشقيقة حيث ذوو القربى ظلومين او غير مبالين، وقررت من زاويتها القصية في شمال شرق الجزيرة ان تنداح نهرا وسط البارود والدم، وان تتعملق فيما المساحات الكبيرة تتقزم والملايين الكثيرة غثاء».
وزاد «لم تنته الحرب. لكن الكويت انتصرت في معركتها، وبقي فقط على الاخرين ان ينهوا معاركهم، ويقولوا جميعا شكرا للكويت الشراع الابيض في هوج الزوابع، واللؤلؤة النقية في زمان الصدف الفارغ... شكرا يا كويت».