Offside / منتخبات ترسم ... طريقها

1 يناير 1970 05:21 م
أشرنا في مقال نُشر قبل أيام تحت عنوان «أين تكافؤ الفرص؟» إلى ابتعاد الاتحادات القاريات عن هذا المبدأ، عن قصد أو من دون قصد، خلال البطولات التي تنظمها.

وقلنا بأن إقامة مباريات المجموعات ضمن الدور الأول في توقيت واحد من شأنه تحاشي منح منتخب ما أفضلية على آخر.

ولكن ماذا عن الأدوار التالية؟

اقترحنا بأن يلغى نظام تأهل أفضل «ثوالث» لأنه ليس منطقيا ولا عادلة فيه، خصوصا ان جمع 3 نقاط مثلاً في مجموعة قوية لا يتساوى مطلقاً مع جمع 4 نقاط في مجموعة سهلة، وأن تجرى قرعة مفتوحة بعد الدور الاول وثمن النهائي وربع النهائي ونصف النهائي.

في «يورو 2016» المقامة حاليا في فرنسا، ومن ينظر الى المشهد بتمعّن، يجد بأن المبدأ «مخترق» ومن أكثر من زاوية.

وتأكيداً على ذلك، نضيء الى حقيقة أنه لو خاضت اسبانيا مباراتها مع كرواتيا في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول في الساعة السابعة مساءً (توقيت الكويت) والتي احتلت على إثرها المركز الثاني في المجموعة الرابعة بخسارتها 1-2، ولعبت المانيا مباراتها امام ايرلندا الشمالية ضمن المجموعة الثالثة في الساعة العاشرة، لكانت «الماكينات» أدركت بأن التعادل سيجعلها تتحاشى الاصطدام بإسبانيا نفسها وإيطاليا وانكلترا وفرنسا في الأدوار الإقصائية (قبل المباراة النهائية) وبالتالي تكتفي بالمركز الثاني في مجموعتها وتسلك الطريق الاسهل.

اسبانيا لم تُهزم فقط أمام كرواتيا، بل خسرت فرصة ذهبية لتحاشي الالمان والطليان والفرنسيين والانكليز قبل بلوغ النهائي.

هنا يتكشف بأن عدم تكافؤ الفرص مخروق أيضاً وبأن ثمة فرقاً قادرة على «التخطيط» ورسم طريقها في الادوار الإقصائية بينما تُجبَر فرق أخرى على الاستسلام لقدرها «الصعب».

لقد أراد الاتحاد الاوروبي إجراء قرعة متوازنة من خلال الفصل بين المنتخبات الـ24 وفق 4 مستويات ومن ثم توزيعها على المجموعات الست.

ويأتي ذلك من باب العدالة ورغبة في إطالة عمر الإثارة في البطولة الى أقصى حد ممكن.

واليوم وبعد أن ظهرت معالم الادوار الاقصائية وتأكد بأن منتخباً واحداً فقط من بين اسبانيا والمانيا وانكلترا وايطاليا وفرنسا سيبلغ النهائي ليواجه منتخباً «من الصف الثاني»، يتأكد بأن الاتحاد الاوربي، وإن عن غير قصد، لم يضمن الإثارة المبتغاة ولم يحمِ الكبار... و«خرّب البطولة».

SOUSPORTS@