هند رستم ... مارلين مونرو الشرق

هند رستم: فاتن حمامة ليست «سيدة الشاشة العربية» / 24 فاتن حمامة

1 يناير 1970 07:06 ص
| القاهرة - من أغاريد مصطفى |
جميلة الأداء... وناعمة الطلة على الشاشة... استحقت عن جدارة لقب «مارلين مونرو الشرق»، أحبها الجميع لجمالها ورقتها وأدائها الذي يتميز بالبساطة والرقة... بقيت دون غيرها ملكة الإغراء التي أدت الأدوار المثيرة... إلا أن أحدا لم يعترض على أفلامها أو على مشاهد ساخنة كانت طرفا فيها، حيث كانت متميزة في أداء هذه الأدوار، إلى جانب أداء أدوار بنت البلد... حتى الحسناوات في أوج مجدها... كان يقلدنها في حركاتها وملابسها، حتى في لفة «الملاية اللف».
عندما ترى أعمالها على الشاشة ترى أجمل النساء، كانت تمثل وملامحها، فملامحها تتكلم وتتحدث وتعبر عن دورها... ومن هنا أحبها الجمهور وحرصوا على رؤية أفلامها، وعلى الرغم من اعتزالها في السبعينات إلا أنها لاتزال «ملكة الإغراء» ومونرو الشرق وهي الألقاب التي لم ينافسها أحد عليها حتى الآن، فهند رستم... هذه الرقيقة التي أدت أدوار الإغراء ماتزال متربعة على عرشها حتى بعد اعتزالها، وستبقى هكذا سنوات.
قدمت أدوارا متنوعة أكدت فيها قدرتها كممثلة... أثبتت وجودها في عالم الفن ولم تكن تعلم أنها ستتربع على العرش السينمائي بهذه السرعة.
قابلت العقبات في حياتها، إلا أنها جعلتها أقوى من السابق وتفوقت على نفسها واستطاعت أن تؤكد أن الفن الحقيقي لا يعتمد على الإغراء وإنما يعتمد على الموهبة ودراسة الشخصية وإبراز ملامحها حتى ولو بالصمت.
جوانب كثيرة سنتعرف عليها... من حياة هند رستم في هذه الحلقات عبر سطور «الراي»... نقترب كثيرا من سطور، وأسرار وحكايات لنعرف من هي هند رستم عن قرب ونعرف ما بداخلها وكيف استطاعت الوصول لهذه المكانة والحفاظ على لقبها حتى بعد اعتزالها... فابقوا معنا... حلقة بعد أخرى... فلديها الكثير... وهي ليست في اتجاه سيرة ذاتية كاملة، ولكنها محطات وذكريات ووقفات لها معنى.


... وردا على سؤال حول رأي هند رستم في المخرجة ايناس الدغيدي وتفسيرها لتلك الموجة في المجتمع المصري الذي أصبح يعاني من حالة ردة وأن مظاهر الحضارة والتحديث والتحضر خادعة ولغة التشدد والمنع والتطرف هي السائدة والأعلى صوتا بدليل الهجوم الحاد على أفلام ايناس الدغيدي واتهامها بأنها تجرأت وناقشت مشاكل المراهقات ببعض الصراحة في حين مثلا أن مجتمع منتصف القرن العشرين سمح لفريد شوقي بانتاج وتمثيل فيلم عن ابليس «طريد الفردوس» وسمح بانتاج فيلم جريء مثل «امرأة على الطريق» فتقول هند رستم: أولا... أنا أحترم ايناس الدغيدي جدا وأقدرها وأحبها فهي تذكرني بنفس الفكر المتحرر لاحسان عبدالقدوس وهو فكر لا خوف منه لأنه يقصد الاصلاح وليس الهدم... حتى ولو كان شديد الجرأة يعري المجتمع بلا رحمة ذلك لأنه يقدم الحقيقة حتى ولو كانت موجعة.
وتؤكد... أن مشكلة ايناس الدغيدي مثل احسان عبدالقدوس أنها لا تدفن رأسها في الرمال، كما تفعل النعامة بل تقتحم الحقيقة عارية وأنا من وجهة نظري لا أرى مبررا للهجوم العنيف الذي تتعرض له أفلام ايناس الدغيدي وبخاصة فيلمها عن المراهقات الذي اعتبره العديد من النقاد فيلما جريئا وجديدا على السينما المصرية.
وتقول: «ايناس الدغيدي لا تقصد أبدا أن تسيء الى الفتاة المصرية بل هي تعرض مشكلة موجودة وتنبه لها وتحذر من آثارها وخطأ بنت أو عدة بنات لا يعني أن كل بنات مصر يسرن على طريق الخطيئة وأشارت الى أن أفلامنا زمان كانت مليئة بالراقصات وبنات الليل والمنحرفات فهل كان هذا يعني أن كل سيدات مصر هكذا»؟
الجيل الجديد
وحول رأي هند رستم في الجيل الجديد تقول: «ان هذا الجيل جاء بعد أن مهدنا له الطريق فأصبحت رحلته سهلة ومريحة أما جيلنا الذي عانى فقد وضع علامات لاتزال آثارها موجودة في عالمنا السينمائي... حتى الآن فلا يوجد في المسرح المصري من يشبه نجيب الريحاني ولا يوجد مثل حسين رياض أو أنور وجدي أو كمال سليم وغيرهم الكثيرون من أساتذة الفن في مصر فنحن جيلنا كان هاويا للفن. أما الجيل الجديد... فهم يحترفون الفن وأصبح وظيفة بالنسبة لهم هناك فرق بين الهواية والاحتراف... فالجيل الجديد عندما يعمل مع جيلنا يبقى خايف... ويحدث له نوع من الارتباك وأنا لم أستفد شيئا من العمل مع الجيل الجديد فقد عملت مع مرفت أمين فيلم «أعظم طفل في العالم» ولم يعجبني الفيلم وأصبت بالندم لأنني عملت فيه فهي من جيل وأنا من جيل آخر وأنا خبرة 30 سنة وهي خبرتها محدودة».
وتؤكد هند رستم... أنها الآن لا تتابع الأفلام العربية، ولكن تتابع فقط السينما الأميركية ولا تذهب للسينما الا لنجمين هما «عادل امام ويوسف شاهين» وقد شاهدت فيلم «عمارة يعقوبيان» وأرى أنه فيلم نظيف انتاجا واخراجا ويقدم صورة سينمائية متقدمة وديكورا واضاءة رائعتين.
وتقول: «أنا ضد الضجة التي أثيرت في مجلس الشعب «البرلمان» بجانب ما كتب حول الفيلم أنه يسيء لسمعة مصر وأعتبره فيلما يعبر عن حقبة زمنية معينة في تاريخ البلد أو يعكس صورة معينة من الواقع.
والفيلم ليس بهذا السوء... فقد أظهر جوانب مضيئة ونماذج مشرفة والمهم أن الفيلم له مضمون مختلف تماما عما يقدم في السينما خلال السنوات الماضية ولقد أعجبني كثيرا ولكن بالتأكيد لا يمكن مقارنته بأفلام زمان ولكني أعتبره خطوة نحو السينما الحقيقية».
السير الذاتية
وحول تناول السيرة الذاتية للنجوم في أعمال تلفزيونية أو سينمائية تقول هند رستم: في رأيي لكي يتم تقديم عمل فني عن فنان أو فنانة... لابد وأن تكون في حياتها أحداث مهمة ومثيرة للجدل تستحق المناقشة، فمثلا أنا أتمنى أن يقدموا عملا عن أسمهان لأن هناك جدلا كبيرا في حياتها، ولكن لا أحب أن يقدم عمل عني وحتى كتابة مذكراتي على الرغم من أن هناك أكثر من عرض لكتابتها.
أرفض الألقاب
وقد فجرت هند رستم مفاجأة في أحد حواراتها الصحافية وهي رفضها لقب سيدة الشاشة العربية للفنانة فاتن حمامة... فقد أكدت أنها مع مريم فخر الدين لانتقادها لهذا اللقب... لأن فاتن حمامة فنانة قديرة وتفوقت، ولكن في لونها ونحن أيضا تفوقنا في ألوان أخرى... اذاً هي ليست شاملة فكل واحدة منا لها لون يميزها وكلنا نستحق هذا اللقب لكن لا يجوز أن يقتصر على فنانة واحدة وأنا أرى أن فاتن حمامة مظلومة في هذا اللقب فهي لم تطلقه على نفسها بل الصحافة هي التي أطلقت عليها هذا اللقب فلا ذنب لها في هذا.
وعبرت هند رستم... عن رأيها في شراء الفضائيات العربية لأصول أفلامنا العربية وتراثنا السينمائي العظيم فتقول: أنا بحترمها وبقدرها برغم أني في قرارة نفسي بحزن ولكن مشاهد النسخة التي تعرض في تلك الفضائيات والنسخة التي تعرض في التلفزيون المصري وقارن بينهما ستجد أن الفارق فظيع... فالفضائيات العربية تعرض الصورة مثل الألماظ أما التلفزيون المصري فالصورة فيه تجدها سوداء وغير واضحة.
كما أنهم في الفضائيات يعرضون أفلاما نادرة جدا لم أشاهدها من قبل وقدمها فنانون لم أعرفهم... فهم للأسف حافظوا على تراثنا السينمائي أحسن منا وجمال صورة الأفلام ونقائها شيء يسعد أي فنان لأن يرى عمله وأنه جديد وحديث الانتاج وأنا أرى أن التلفزيون المصري... لا يجب أن يحزن لأنه «يستاهل» لأنه أهمل ولم يحافظ على هذا التراث بل دفنوا كل كلاسيكيات السينما ولم يفكروا حتى في تجديدها».
وتضيف: لذلك أنا أحترم تلك الفضائيات «وبشكرهم لأنهم اتفقوا وحافظوا على أفلامنا أكثر من التلفزيون المصري الذي ارتكب جريمة في حق التراث السينمائي المصري باهماله لهذه الثروة السينمائية».