تحقيق / اسطبلات الفروانية ميدان مخالفات!

1 يناير 1970 07:32 م
| تحقيق غازي العنزي |

اسطبلات الفروانية تحولت بقدرة قادر من اسطبلات خصصت لمربي الخيل إلى مصانع ومخازن ومحلات حدادة وردم للنفايات وفلل وشقق حمراء... والقليل القليل هو ما يستخدم للغرض المخصص له.

«الراي» قامت بزيارة الى اسطبلات الفروانية فوجدت العجب العجاب واغرب الغريب من الغرائب على لسان القاطنين والمستأجرين لتلك الاسطبلات ولسان الحال يقول «وين كنا ولوين صرنا».

وقد حمل البعض من هؤلاء اعضاء نادي الفروسية والهيئة العامة للشباب والرياضة اسباب تدني الحال وحمل البعض الآخر من ملاك الاسطبلات الذين اساؤوا استغلالها. ويقول المواطن عبدالله الرشيدي ان الاسطبلات استغلت من البعض بشكل سيئ وبسبب الطمع والجشع فتجد بعض الملاك قام بتحويل الاسطبل الخاص به إلى غرف للإيجار للعمالة البنغالية وتجد هذا النوع بشكل كبير جدا فتجدهم يتكدسون في غرفة واحدة من غرف الاسطبل والادهى من ذلك ان يقوم البعض بتأجير مساحة مترين بمترين مقابل مئة دينار ومئة وعشرين دينارا للجالية البنغالية لتحويلها إلى بقالات للمأكولات الخفيفة بشكل ثابت ويضيف الرشيدي ان عدد هذه البقالات الآن داخل الاسطبلات لا يحصى فلا يكاد ان تخطو بعض الخطوات إلى الاسطبل المجاور الا وتجد بقالة اخرى.


صالونات... وحيوانات!

ويكشف الرشيدي مزيدا من التجاوزات كتجاوزات البقالات المتنقلة والتي تنتشر على طريق كبد بامتداد طريقه العام اضافة إلى وجودها الآن حتى في جواخير كبد وجميعها دون ترخيص بل ووصل الامر في التجاوزات بعد استئجار المساحات للبقالات إلى ايجاد صالونات رجالية نظرا لكثرة العمالة الوافدة فقام البعض منها بعمل صالونات للحلاقة الرجالية في هذه الاسطبلات اضف إلى ذلك انتشار جثث الحيوانات المتعفنة!

ويمضي الرشيدي قائلا: استئجار الاسطبل غلط ولا بد من وقفة جادة من قبل المسؤولين فلا يعقل ان تتم تجزئة الاسطبل إلى اربعة او خمسة اجزاء وكل منها مؤجر على حدة.

وكذلك عندما يقوم الشخص مالك الاسطبل بايجاره يتم ذلك بشكل عشوائي اي فوق المخالفة مخالفة! فلا يأخذ من المستأجر اي اثبات شخصي له ما يسبب مشاكل كثيرة وجرائم عدة.


أمن معدوم

ويؤكد الرشيدي ان الامن في الاسطبل معدوم نهائيا فالاسطبل الآن يحتوي على كل شيء من مخالفي الاقامات إلى التجاوزات إلى دمار البيئة إلى تجول اصحاب التاكسي آخر الليل وحدث ولا حرج وجميع هذه الامور تحدث هنا في اسطبلات الفروانية.


الشؤون... والهيئة

اما المواطن احمد المطيري ابو عبدالله فيحمل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والهيئة العامة للشباب والرياضة جميع هذه المخالفات في الاسطبلات ليس فقط الفروانية بل الجهراء وجميع المناطق وذلك لاسباب عدة منها انخفاض الدعم السنوي وعدم تشجيع اصحاب الخيول على الاستمرارية في هوايتهم بالتالي من الطبيعي ان نشاهد هذه الكوارث في الاسطبلات من القمامة المنتشرة على امتداد العين وفي كل الطرق والتجاوز في الاسطبل من ناحية البناء ووو... الخ.

كل هذه الاسباب ادت إلى عزوف اهل الخيل عن هوايتهم فنادي الفروسية اصبح مجرد اسم دون صلاحيات وميزانيته لا تكفي فأين النادي من عمل المسابقات والبحث عن الدعم فقسيمة الاسطبل تباع الآن بآلاف الدنانير دون النظر لأوراق الملكية وهل بالفعل لدى هذا الشخص خيول وما شابه؟!

ان السياسات التي تتبع مبدأ التنفيع وهناك قلة فقط من يهتم بالخيل وان وجدت اهتماما تجده لدى كل اسطبل حصان او فرس يتم وضعه للتمويه وامامه ديوانية وباقي القسيمة للإيجار.


اسطبل بلا نظافة!

ويضيف المطيري: الاسطبلات تفتقد النظافة بشكل واضح بل اصبحت اسطبلات الفروانية ردما للنفايات وهي الآن تهدد بكارثة بيئية وانني ادعو من خلال جريدة «الراي» جميع المهتمين بالبيئة والناشطين في المجال البيئي إلى زيارة ولو لمدة نصف ساعة ليجدوا كارثة بيئية غير طبيعية ولا يسبق لها مثيل فالاسطبلات الامامية اصبحت فلل خمس نجوم والشارع الرئيسي امامها تتراكم فيه النفايات بشكل خيالي والاسطبلات الداخلية تجد القسائم التي لم يقم اصحابها ببنائها اصبحت الارض مردما للنفايات تنبعث منها روائح كريهة ادت إلى قتل الكثير من الخيول الاصيلة قبل فترة، ولا ابالغ بما اقول فقط على المهتمين في البيئة التبرع بنصف ساعة من وقتهم الثمين ليكتشفوا كارثة بيئة غير طبيعية بين الاسطبلات وخلفها وساحة ردم بوسط الاسطبلات...!


منطقة جميلة!

فيصل صياح الشمري يقول الاسطبلات جميلة جدا والجلوس بها لا يعوض فأنا اجلس هنا من اربع إلى خمس ساعات بشكل يومي واستمتع كثيرا لكن المشكلة بالايجارات فهي غالية جدا واصبحت تضاهي اسعار الشقق في عمارة «تشطيب ديلوكس» ويضيف الشمري انا ادفع ايجارا للاسطبل ما يقارب مئة وعشرين دينارا لنجتمع انا والربع في الصيف وفي فصل الشتاء بين الخيام فللأسف الاسطبلات هنا في الفروانية جزء كبير منها اصبح مصانع حدادة بعمال وكامل معداته بل تتنافس هذه الاسطبلات عفوا مصانع الحدادة بالاسعار بعرض منتجاتها وهي معدة بالكامل وتعمل دون حسيب او رقيب وامام اعين نادي الفروسية والهيئة العامة للشباب والرياضة.


تجاوزات معلومة!

ان الهيئة تعلم بهذه التجاوزات ولكنها تكتفي فقط بوضع الاعلانات والملصقات للتهديد فقط حيث يتم وضع هذه الاعلانات مهددة بسحب القسائم كل ثلاثة اشهر وتنقضي المدة دون حسيب او رقيب كما ان هناك مصانع كبيرة ومعدة بالكامل للنجارة وبناء غرف النوم وبالتصميم الذي انت تريده ما عليك الا رسم التصميم وسوف تجده وهي قسائم كاملة بجميع معداتها ويوجد عدد كبير من العاملين بها وتفتح ابوابها الخلفية للتحميل والتفريغ ويؤكد الشمري ان هذا التجاهل الواضح من قبل ملاك الاسطبلات الذين حولوا اسطبلاتهم إلى مصانع للحديد والحدادة ومصانع للنجارة رغم التهديد بسحب القسائم من قبل النادي والهيئة العامة للشباب والرياضة لا نفسره إلا بعجز النادي والهيئة عن تطبيق القانون او ان اصحاب هؤلاء القسائم من اصحاب النفوذ. فماذا نفسر ازدياد المصانع والمناجر بشكل كبير جدا وثقة العمال لدى مخاطبتهم غير مكترثين بشيء!


ما خفي كان أعظم

اما بسام العبدالله فلسان حاله يقول (ما وقفت على هذا التجاوز، فما خفي اعظم) طالبا منا زيارة المنطقة بالـ «week end» آخر الليل معللا ذلك «الى اقامة الحفلات وليالي الانس والضوء الاحمر» ويمضي العبدالله قائلا ان ما تشاهدونه الآن لا يعتبر شيئا في ايام العطل امور اخرى بعد الساعة 12 مساء نظرا لكون اسطبلات الفروانية قريبة من الدائري السادس والسابع وهي تعتبر قبل طريق كبد (جواخير كبد) تجد عليها «الدوس» و«الجمرك المسائي مرتفع» فالتكاسي الجوالة تنشط وتسترزق ومخالفات الخمور تملأ الشارع على امتداده وكثير من اصحاب الاسطبلات لا احد يسمع شكواهم بظل انعدام الأمن وعدم تواجد الدوريات في هذا الوقت.

ويكشف العبدالله ان قسائم الاسطبلات جزء مخصص لمصانع الحدادة وجزء للمناجر وآخر مخصص للعمالة (الآسيوية) وجزء مخصص للمخازن حيث ان هناك الكثير من الشركات تستغل هذه الاسطبلات في التخزين وسكنا لعمالها نظرا لرخص اسعارها وهي منتشرة هنا جدا بل تفضحها سيارات النقل الخاصة بها فتجد امام القسيمة من اربع إلى خمس ناقلات وعليها ملصقات شركاتها اضف إلى ذلك جزء من القسائم تحول فللا على مستوى عال من الفخامة وهي بعيدة كل البعد عن تربية الخيل كما ان هناك قسائم تستخدم في week end فقط اما الجزء الاخير المتبقي فهو لأهل الخيل ومربيها الذين اصبحوا قلة وهم معروفون ويعانون اشد المعاناة ولا احد يسمعهم بظل وجود ناد مقيد بكثير من القيود ومجرد الصلاحيات وهيئة للرياضة والشباب آخر ما تفكر به هي هذه الرياضة التي اعتنى بها الشهيد فهد الاحمد رحمة الله عليه وجعلها من الرياضة المحببة في الكويت واعز اصحاب الخيل وحثهم على تكاثر خيولهم وما بعد تحويل الاشراف على نادي الفروسية من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل التي كانت تقدم دعما كبيرا لاصحاب الخيول إلى الهيئة العامة للشباب والرياضة اصبحت هذه الرياضة تتلاشى شيئا فشيء لا سيما في ظل هذه التجاوزات والمخالفات التي وصلت الذروة وقتلت الخيل.


مطاعم سريعة...

ويتحدث عبدالرحمن الشمري مستغربا من وجود المطاعم على شكل سيارات متنقلة تقدم الوجبات السريعة دون اكتراث بأحد دون تراخيص معرضة حياة المواطنين للخطر. ويضيف الشمري: ان بعض القسائم في الاسطبلات استولت على املاك الدولة خلال المساحة فترى منها مساحتها قليلة وترى اخرى على سياج حديدي لتصل إلى آخر الشارع وترى من قام بضم الارتداد إلى المنزل وبنى عليه اسطبلا آخر! دون اكتراث بأحد او حتى احترام لمساحة الاسطبلات الاخرى!


عودة إلى الشؤون

ويقترح الشمري ان العلاج الوحيد والحل لهذه التجاوزات هو اعادة نادي الفروسية إلى متابعة وزارة الشؤون طالما ان الهيئة العامة للشباب والرياضة تقف عاجزة عن الحل ولا تقدم اي دعم مما سبب هجرة اصحاب الخيل لهوايتهم التي اصبحت مكلفة جدا وفي السابق كانت الخيول الكويتية اغلى الخيول وتصل إلى 12 الف دينار كويتي والآن اصبح الكل يذهب إلى استيرادها من الخارج دون الالتفاف للسلالة او الوباء، في السابق كانت الخيول عربية اصلية وليست خيولا اوروبية او انكليزية وكان هناك اهتمام بالسلالة فهل تصدق انه في دولة الكويت لا توجد معامل تحاليل متخصصة للخيول والمستشفى البيطري لا يفي بالغرض لدى اصدقاء فقدوا خيولا عربية اصيلة لهم بسبب الاهمال والتلوث المنتشر اضافة إلى العلف الكيميائي الذي ادى إلى اصابة الخيول بأمراض غريبة عجيبة لم نكن نعرفها من قبل.


آسيويون... آسيويون!

خالد مساعد الفضلي يقول ان اسطبلات الفروانية اصبحت تكتظ (مليئة) بالعمالة الآسيوية التي تمتد على طريق كبد من اسطبلات الفروانية ولغاية ان تصل إلى قسائم جواخير كبد.

ويضيف الفضلي: البقالات المتنقلة اصبحت كالوباء المنتشر اصبحت تبيع كل شيء حتى اسطوانات وانابيب الغاز اضف إلى ذلك اننا هنا في اسطبلات الفروانية ينقصها الكثير من الخدمات وكان البديل هذه البقالات والمطاعم غير المرخصة فلو تلاحظ ان على امتداد الطريق هناك لوحات وارشادات ترشد إلى اسطبلات وبعضها اعلانات لبيع اسطبلات وتأجير اسطبلات والبعض يستخدم اسطبله للدلالة والبيع والشراء اي (دلالوة)!

فهل هذا يكفي؟!



مصنع حدادة



عمال نجارة