Offside / أين «تكافؤ الفرص»؟

1 يناير 1970 05:19 م
تتمسك الاتحادات القارية الكبرى لكرة القدم، والاتحاد الدولي أيضاً، بمبدأ تكافؤ الفرص بين المنتخبات المشاركة في بطولاتها.

ومن هنا إقامة مباريات المجموعات في توقيت واحد منعاً لمنح منتخب ما أفضلية على آخر.

ما شهده الدور الأول لكأس العالم 1982 في اسبانيا، وتحديداً مجموعة الجزائر، حدا بالاتحاد الدولي الى اتخاذ قرار تاريخي بإقامة مباراتي الجولة الاخيرة من منافسات الدور الاول ضمن كل مجموعة على حده... في توقيت واحد.

والكل يتذكر التواطؤ بين النمسا والمانيا الغربية في 1982 والذي أفضى الى الإطاحة بالجزائر خارج «العرس العالمي».

فقد كان فوز الألمان على النمسويين بهدف يؤهل المنتخبان الى الدور الثاني، ويضع رابح ماجر وزملاءه خارج البطولة، وهذا ما حصل تماماً خصوصا ان المباراة بين الفريقين الأوروبيين جرت بعد أن أنهى «محاربو الصحراء» مبارياتهم في الدور الأول.

وفي «يورو 2016» المقامة حاليا في فرنسا، يقال بأنه جرى تطبيق واحترام مبدأ تكافؤ الفرص.

ولكن من ينظر الى المشهد بتمعّن، يجد بأن المبدأ «مخترق» ومن أكثر من زاوية.

نظام البطولة يشير الى ان ابطال المجموعات الست وأصحاب المركز الثاني فيها يتأهلون الى الدور ثمن النهائي، كما ينص على ان افضل اربعة منتخبات حلت ثالثة من اصل ستة تتأهل هي الاخرى.

هذا يعني بأن ثمة «مفاضلة» ستُجرى قبل تحديد أفضل «ثوالث».

كان يجدر بالاتحاد الأوروبي ان يقيم مباريات الجولة الثالثة الاخيرة من المجموعات كافة في توقيت واحد.

لماذا؟ لأن فارق النقاط والاهداف سيكون الحاسم في تأهل هذا «الثالث» على حساب ذاك «الثالث». بمعنى ان انتهاء الصراع في المجموعة الاولى مثلاً سيعطي صورة واضحة للمتنافسين على المركز الثالث في المجموعة الثانية.

وبالتالي سيعرف المتسابقون على «الثالث» ما يجدر بهم القيام به وعدد الاهداف المطلوب منهم تسجيلها لتجاوز ثالث المجموعة الاولى. وهذا هو الخرق الأول لمبدأ تكافؤ الفرص.

اما الخرق الثاني، فهو أكثر فظاعة. لماذا؟ لأن المنتخبات تعرف بموجب جدول المباريات من سيلعب ضد من ابتداء من الدور ثمن النهائي وصولا الى المباراة النهائية.

ففي الجدول مثلاً ان بطل المجموعة الاولى سيلعب مع افضل ثالث من المجموعة الثالثة او الرابعة او الخامسة، وهكذا دواليك في المباريات الاخرى.

ومن ثم يشير الجدول الى ان الفائز من هذه المباراة في ثمن النهائي يلعب ضد الفائز من مباراة اخرى وذلك في ربع النهائي.

هذا يعني بأن الطريق واضحة المعالم حتى النهائي، وهنا قد يتعمد منتخب ان يتعادل مثلا في الجولة الثالثة الاخيرة من الدور الاول ليتحاشى الوقوع مع فريق معيّن في الادوار الإقصائية.

كل هذا ويقولون «مبدأ تكافؤ الفرص».

الحل الوحيد يتمثل في التالي:

أولاً: إلغاء نظام تأهل أفضل «ثوالث» لأنه ليس منطقيا ولا عادلة فيه، خصوصا ان جمع 4 نقاط مثلاً في مجموعة قوية لا يتساوي مطلقاً مع جمع 5 نقاط في مجموعة سهلة.

ثانياً: إجراء قرعة مفتوحة بعد الدور الاول وثمن النهائي وربع النهائي ونصف النهائي.

هكذا فقط تستوي الأمور ويتحقق «مبدأ تكافؤ الفرص» الذي يبدو في «يورو 2016» مجرد شعار جميل يتغنى به القيّمون على الاتحاد الاوروبي.

SOUSPORTS@