الإنكليز يحاربون... بـ «سلاح» غيرهم

1 يناير 1970 05:17 ص
تألق فاردي وستوريدج أمام ويلز قد يضع هودجسون في مأزق اختيار التشكيلة الأساسية

«الأسود الثلاثة» حوّل تأخره بهدفين إلى فوز مثير على ألمانيا 3-2 ودياً في برلين
لعبت التبديلات «المؤثرة» لمدرب المنتخب الإنكليزي روي هودجسون، دوراً فاعلاً في قلب تأخر منتخبه أمام «جاره» الويلزي صفر-1 وخروجه مظفراً بانتصار ثمين 2-1، من «المعركة البريطانية»، في الجولة الثانية من المجموعة الثانية.

ودفع هودجسون بالثنائي جيمي فاردي ودانيال ستوريدج مع بداية الشوط الثاني، بعدما وجد نفسه متخلفاً بهدف غاريث بايل، وبات معرضاً لخسارة محرجة.

ولم يخيب فاردي وستوريدج الظن بهما، ونجح الأول في اعادة الإنكليز الى الأجواء بادراكه التعادل، واكمل الثاني المهمة على اكمل وجه وخطف هدف الفوز والمباراة تلفظ انفاسها الأخيرة. بيد ان تألق الثنائي امام ويلز قد يضع هودجسون في مأزق، عندما يختار التشكيلة الأساسية للمواجهة الحاسمة مع سلوفاكيا في 20 الحالي في الجولة الثالثة الأخيرة، لحسم تأهله الى دور الـ 16. هل يشركهما منذ البداية على حساب هاري كاين ورحيم سترلينغ أو يحتفظ بهما على مقاعد البدلاء كورقتين رابحتين؟.

ولم يحسم هودجسون أمره حتى الآن، وهو أكد على ما ذكره سابقاً من أن مباراة سلوفاكيا «ستكون فرصة للتغيير. دائما ما يكون اختيار تشكيلة المباراة الثالثة مأزقا. العديد من اللاعبين يريدون الحصول على فرصتهم».

وهذه ليست المرة الأولى التي يبرع فيها هودجسون في قلب المباراة رأساً على عقب، وبدا كأنه يدخل «المعركة» محارباً بـ «السلاح الألماني» الرافض للهزيمة والقتال حتى النصر.

وانتصار المنتخب الإنكليزي في «المعركة البريطانية» مع الجار البريطاني المتواضع المنتخب الويلزي، يقودنا الى الحديث عن

«معركة بريطانيا» وهو الاسم الذي أطلق على الحملة الجوية الخاصة في الحرب العالمية الثانية، والتي شنتها القوات الجوية الألمانية ضد المملكة المتحدة خلال صيف وخريف عام 1940، وكانت أكبر وأكثر حملة قصف جوية.

ومنذ ذلك التاريخ، ازدادت الكراهية والعداوة بين ألمانيا وإنكلترا، وامتدت «المعركة» بين القوتين العظمتين الى مفاصل الحياة كافة، ويتجلى ذلك بوضوح، عندما يتواجهان على صعيد الأندية او المنتخبات، فتكتب رواية مثيرة، من اجل تدوين انتصار للتاريخ.

«كانت ليلة لا تنسى لإنكلترا»، قال مذيع «بي بي سي» جون موتسون، واصفاً الفوز التاريخي لمنتخب «الأسود الثلاثة» على مضيفه «المانشافت» 5-1 في ميونيخ، ضمن التصفيات المؤهلة الى مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.

واضاف: «أعتقد أن هذا قد يكون أفضل انتصار لنا على ألمانيا منذ الحرب العالمية».

وتوالت «المعارك» بين الغريمين، وآخرها عندما حوّل المنتخب الإنكليزي، تأخره بهدفين نظيفين الى فوز مثير على المنتخب الألماني بطل العالم 3-2 في برلين في 26 مارس الماضي، ضمن استعداداتهما لكأس أوروبا. «أفضل ليلة قضيتها كمدرب لمنتخب إنكلترا»، هذا ما عبّر عنه هودجسون، بعد المباراة.

في هذه الليلة، سطا الإنكليز على مخازن سلاح الألمان الفتاك والفعّال، على مدار تاريخهم، والمتمثل في الروح القتالية العالية، وعدم اليأس والاستسلام حتى النفس الأخير من المباراة، فقاتلوهم به في معقلهم وانتصروا عليهم وسط دهشة واستغراب «الجبهتين» على حد سواء، مما ينذر بأمر خطير وهو ان الميزة التي تغنت بها الكرة الألمانية، لردهة طويلة من الزمن، وانبثقت عنها العبارة الشهيرة ان «المستحيل ليس ألمانياً»، يخشى ان تفقد سحرها وتنتهي صلاحيتها.

وتعتبر هذه المرة الأولى التي يفوز فيها منتخب «الأسود الثلاثة» على «الماكينات» منذ 8 أعوام، حيث كانت آخر مرة حققت فيها إنكلترا الفوز على «الماكينات» 2-1 ودياً أيضاً عام 2008، كما أنها تعد هذه أول مرة تحول فيها إنكلترا تأخرها بهدفين إلى فوز منذ عام 1976 عندما تغلبت على إيطاليا 3-2، في حين أنها المرة الأولى التي يسقط فيها المنتخب الألماني في معقله بعد تفوقه بفارق هدفين.

وكان هذا الفوز الإنكليزي، بمثابة جرس إنذار للكرة الألمانية، لا سيما وان هذا «السيناريو» تكرر مجدداً في المواجهة «المستعرة» الإنكليزية - الألمانية بين ليفربول وبوروسيا دورتموند في إياب ربع نهائي الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ»، عندما قلب الـ «ريدز» تخلفه على ملعب «انفيلد رود» 1-3 الى فوز «دراماتيكي» 4-3 ليقصي منافسه الألماني، ويتأهل إلى نصف النهائي، بعدما انتهت مباراة الذهاب على ملعب «سيغنال إيدونا بارك» بالتعادل 1-1 ثم يخسر لاحقا امام اشبيلية الإسباني 1-3 في النهائي.

ومن المواجهات التاريخية التي لا تنسى، وأبكى فيها الإنكليز «الأعداء» الألمان، بعدما تسلّحوا بالعزيمة والإصرار وعادوا من بعيد، ليقلبوا العرس الى مأتم، نهائي دوري أبطال أوروبا في 26 مايو 1999، الذي سيبقى راسخاً في أذهان مشجعي مانشستر يونايتد الإنكليزي الذين عاصروا فريقهم وهو يجسّد أعظم ملحمة في تاريخه، محققاً إعجازاً في خطف الكأس تحت انظار لاعبي بايرن ميونيخ، في الفوز عليهم 2-1 في الوقت القاتل في معقل برشلونة «كامب نو» في «مباراة خالدة».

وكان بايرن سباقاً الى التسجيل بواسطة ماريو باسلر (6)، وعندما كان لاعبوه يستعدون للتتويج، حدث ما لم يكن متوقعاً، إذ أدرك تيدي شيرينغهام التعادل في الوقت المحتسب بدل الضائع. ثم ما لبث أن وجّه البديل النروجي أوليه غونار سولسكاير «الضربة القاضية»، مهدياً فريقه أكثر الألقاب إثارة، وسط فرحة هيستيرية لـ «الشياطين» ونوبة حزن لـ «البافاريين». وتسبب فريق إنكليزي آخر في إخفاق بايرن ميونيخ في التتويج بالمسابقة للمرة الخامسة، وان يصبح ثاني فريق يحرز اللقب على أرضه، بعد إنترميلان الإيطالي الذي حقق الإنجاز عام 1965، ولعب تشلسي هذه المرة دور «الجزار» في النهائي في 19 مايو 2012 على ملعب «أليانز أرينا»، وأذاق صاحب الأرض مرارة الكأس مرة أخرى، وان بطريقة مختلفة عن مانشستر يونايتد، إذ انتهى الوقتان الأصلي والإضافي 1-1، فتقدم بايرن عبر توماس مولر (83) قبل أن يدرك تشلسي التعادل بواسطة العاجي ديديه دروغبا (88).

وفي ركلات الترجيح، فرض دروغبا نفسه نجماً بلا منازع، إذ سجل الركلة الأخيرة مانحاً الـ «بلوز» لقباً تاريخياً.