Offside / بعضٌ من «توتو» وأوليفر ... في باييه
| سهيل الحويك |
1 يناير 1970
05:20 م
لم يكن ديميتري باييه ضمن حسابات مدرب منتخب فرنسا لكرة القدم ديدييه ديشان قبل أشهر من انطلاق بطولة كأس أوروبا 2016.
كان الحديث يدور حول كريم بنزيمة وقدرة «الديوك» على العيش من دون هداف ريال مدريد الإسباني.
ثمة من يقول بأن ديشان وقع تحت ضغط مورس عليه من قبل الاتحاد الفرنسي للعبة لإسقاط بنزيمة من حساباته بسبب «المشكلة الاخلاقية» التي وقع الاخير في شركها مع زميله السابق في المنتخب ماتيو فالبوينا.
وثمة من يدّعي بأن ديشان نفسه آثر ابعاد بنزيمة وحاتم بن عرفة عن التشكيلة على خلفية جذورهما العربية.
لكن بغض النظر عن السبب، فإنه يستحيل على مدرب، أي مدرب، أن يتنازل عن لاعب يجد فيه فائدة لبلوغ اهدافه، فكيف إن كان هذا اللاعب من طينة بنزيمة؟
وبعد مباراتين لفرنسا في البطولة عانت فيهما لتجاوز رومانيا 2-1 وألبانيا طرية العود 2-صفر، بدا وكأن باييه قد أنقذ رأس ديشان موقتاً من مصقلة الانتقاد.
فقد سجل هدف الفوز على رومانيا في الدقائق الاخيرة، وأحرز هدف الاطمئنان في مرمى ألبانيا.
ربما لم يكن مرسوماً للاعب وست هام يونايتد الانكليزي ان يضطلع بالدور الرئيسي مع «الديوك» بيد أنه أثبت نفسه رقماً صعباً في تشكيلة ديشان الذي بات يرى فيه، من دون سابق تصور، منقذاً ليس فقط للمنتخب، بل لخياراته من اللاعبين أيضاً.
يرسم باييه لنفسه خطاً يشبه الى حد بعيد المسيرة الأسطورية التي سطّرها الايطالي سالفاتوري سكيلاتشي في مونديال 1990. فقد شارك بديلاً خلال تلك البطولة التي استضافتها بلاده الا انه خطف الانظار من زملائه كافة على الرغم من أن «الآزوري» كان يشتمل في تلك الحقبة على نجوم لامعة.
«توتو» سكيلاتشي كان دائما عند حسن الظن به عندما كان يجري الزج به بديلاً، ومع تراكم اهدافه، فرض نفسه اساسيا وانتزع لقب هداف مونديال 1990 برصيد ستة أهداف في بطولة انهت فيها ايطاليا المسيرة في المركز الثالث.
أوليفر بيرهوف الذي يقوم حاليا بدور مدير المنتخب الالماني، كان طي النسيان في «يورو 1996» إلى أن زج به المدرب بيرتي فوغتس خلال الشوط الثاني من المباراة النهائية امام تشيكيا كبديل.
نزل لاعب أشقر فارع الطول، مجهول بالنسبة الى كثيرين، أرض ملعب «ويمبلي» القديم في العاصمة لندن عندما كانت النتيجة تشير الى تقدم تشيكيا بهدف.
عادل بيرهوف الارقام برأسية كخطوة اولى (1-1) ثم سجل الهدف الذهبي الاول على الاطلاق في تاريخ البطولة مانحاً المانيا لقبها القاري الثالث بعد 1972 و1980.
يبدو باييه وكأنه ينحت طريقه الى المجد على منوال سكيلاتشي وبيرهوف بعد أن حمل جماهير «الديوك» على نسيان بنزيمة تماماً... ربما الى حين سقوط فرنسا، هذا إن سقطت قبل ولوج النقطة الاعلى من منصة التتويج في العاشر من يوليو المقبل.
SOUSPORTS@