الأيام الأخيرة في حياتهم / عثمان بن عفان - رضي الله عنه - (1 من 5)

1 يناير 1970 02:28 م
تحت هذا العنوان نعرض لحلقات يومية متتابعة على مدار أيام الشهر الفضيل، نقدم من خلالها وصفاً للأيام الاخيرة في حياة بعض الشخصيات التي كان لها اثر واضح في تاريخ الأمة الاسلامية، لنتخذ منها العبرة والعظة... والله أسأل التوفيق والسداد.

هو عثمان بن عفان بن ابي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف فهو قرشي أموي، ولد في السنة السادسة من عام الفيل أي بعد النبي (صلى الله عليه وسلم) بست سنين، كان تاجراً كثير المال، كان سباقاً في الاسلام وقد اجاب على الفور دعوة ابي بكر الصديق وكان من السابقين الأولين وكان رابع من اسلم من الرجال وكان عثمان (رضي الله عنه) قد ناهز الرابعة والثلاثين من عمره حين اسلم، ولم يكد عمه الحكم بن العاص يسمع باسلامه حتى استدعاه وأوثقه رباطاً، وقال: أترغب عن ملة أبائك إلى دين محدث؟ والله لا أحلك أبداً حتى تدع ما أنت عليه من هذا الدين فقال عثمان: والله لا ادعه ابداً ولا افارقه، فلما رأى الحكم صلاتبه في دينه تركه. وكان عثمان (رضي الله عنه) ربعة ليس بالقصير ولا بالطويل حسن الوجه ابيض مشرباً بحمرة بوجهه نكتات جدري، كثيف اللحية وكان (رضي الله عنه) حسن الوجه يستوقف كل من يراه، وكان عثمان رجلاً شديد الحياء، وكان لشدة حيائه يهاب الكلام، ولم تكن هيبته لكلام عن عجز ولاعي فقد كان (رضي الله عنه) احسن الناس حديثاً وأتمهم منطقاً حتى قال فيه عبدالرحمن بن حاطب: ما رأيت احدا من اصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان اذا حدث اتم حديثاً ولا أحسن من عثمان بن عفان الا انه كان يهاب الحديث. (ابن سعد). وقد قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) «اصدق امتي حياء عثمان» (ابن سعد).

وقال (صلى الله عليه وسلم): «الا استحي من رجل تستحي منه الملائكة» متفق عليه.

وهو اول المهاجرين مع اهله الى الحبشة الهجرتين ثم الى المدينة فقال فيه النبي (صلى الله عليه وسلم): «صحبهما الله، ان عثمان لاول من هاجر الى الله بأهله بعد لوط، (اسيوطي)، وهو احد العشرة المبشرين بالجنة واحد الستة الذين توفي رسول الله وهو عنهم راضٍ واحد الذين حفظوا القرآن عن ظهر قلب وكان يقوم به الليل.

سئل عنه علي بن ابي طالب (رضي الله عنه) فقال: ذلك امرؤ يدعى في الملأ الأعلى ذو النورين كان ختن رسول الله على ابنتيه. ابن سعد. زوجه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ابنته رقية وهي التي هاجر بها الى الحبشة ثم إلى المدينة وكانت معه حتى تجهز المسلمون للخروج للقافلة يوم بدر فمرضت فخلفه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عليها يمرضها، فماتت يوم جاء زيد بن حارثة يبشر المسلمين بالفتح والانتصار على قريش، فضرب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعثمان بسهمه واجره في بدر فكان كمن شهدها ثم زوجه رسول الله ابنته الثانية ام كلثوم فماتت عنده ولذا سمي عثمان بذي النورين لانه لم يتزوج احد ابنتي نبي قبله ولابعده، وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد وفاة ام كلثوم، لوكان عندي ثالثة زوجتها عثمان، (ابن سعد). وفي يوم الاربعاء الرابع من شهر محرم في العام الرابع والعشرين للهجرة حتى كان اهل الحل والعقد من المسلمين قد بايعوا عثمان بن عفان (رضي الله عنه) خليفة للمسلمين وكان في مقدمة من بايعه عبدالرحمن بن عوف وعلي بن ابي طالب وسعد بن ابي وقاص والزبير وطلحة وسعيد بن زيد (رضي الله عنهم) اجمعين وبذلك كان عثمان هو ثالث الخلفاء الراشدين وكانت اول خطبة له عقيب بيعته ان صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال: انكم في دار قلعة وفي بقية اعمار، فبادروا آجالكم بخير ما تقدرون عليه، فلقد اتيتم صبحتم او مسيتم، الا وان الدنيا طويت على الغرور، فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور، واعتبروا بمن مضى، ثم جدوا ولا تغفلوا، فانه لا يغفل عنكم اين ابناء الدنيا واخوانها الذين اثاروها وعمروها ومتعوا بها طويلاً؟ الم تلفظهم؟ ارموا بالدنيا حيث رمى الله،، واطلبوا الآخرة فإن الله قد ضرب لها مثلاً و الذي هو خير فقال عز وجل «واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض فأصبح هشيماً تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا، المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير املا». الكهف 45، 46

(يتبع غداً إن شاء الله)