أكد أن توافد الأوروبيين وغيرهم على إيران لن يغني عن الجيران

عنايتي: خسارة لنا... عدم وجود سفير للكويت في طهران

1 يناير 1970 08:17 ص
لا نعارض حج إيرانيي الكويت لكن سفرهم سيكون على مسؤوليتهم

حوار ولد الشيخ مع عبداللهيان الأسبوع الماضي شجع اليمنيين على الحل السياسي

نحتاج الى شراكات تجارية حتى نصل خلال 10 سنوات إلى منطقة متكاملة

نقل السجناء الإيرانيين توجه حكيم ومستعدون لنقل دفعة ثانية عددها أقل من 90 سجيناً
رأى السفير الإيراني لدى الكويت الدكتور علي رضا عنايتي أن عدم تواجد سفير لدولة الكويت في ايران «خسارة لإيران»، قائلا إن هذا «القرار سيادي ويعود إلى الجهات المعنية بدولة الكويت ونحن نرحب بعودته».

وبين عنايتي خلال حفل الافطار الذي اقامته السفارة الايرانية اول من أمس للصحافيين أن عملية نقل السجناء بين الكويت وايران «تتم للمرة الاولى بين البلدين»، لافتا الى ان «هذا التوجه جاء بقرار حكيم من الجهات المعنية لدى الجانبين» وهو «قرار فني تنفيذا لاتفاقية التعاون القضائي».

وفي حين أعرب عن شكره لسمو الامير ووزارتي الخارجية والداخلية وجميع من ساهم في نقل السجناء الإيرانيين الى وطنهم، ذكر أن «عدد السجناء الإيرانيين داخل السجون الكويتية يبلغ 160 سجيناً في السجن المركزي، بينهم 25 لم يحكم عليهم حتى الان»، لافتا إلى أن «عدد السجناء ضمن الدفعة الأولى التي قمنا بنقلها الى السجون الإيرانية أخيراً بلغ 47 سجيناً، وقد خاطبنا الجهات الكويتية بالاستعداد لنقل الدفعة الثانية من السجناء وعددهم أقل من 90 سجيناً».

وبين ان «اتفاقية التعاون القضائي ليست خاصة بنقل المحكوم عليهم فقط ولكن تشمل التعاون القضائي الثنائي»، مشيداً بدور رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم في هذا الصدد، مؤكدا أن «هذا العمل يعد عملاً انسانياً لما كان لهذا القرار من وقع جيد أسعد عائلات السجناء الإيرانيين».

وعن قرار ايران عدم إرسال بعثات للحج هذا العام ومدى تطبيقه على الإيرانيين المتواجدين في الكويت، قال عنايتي «ايران لم تمنع احدا من الذهاب الى الحج الا ان الفرص والشروط والمناخ لم تكن مناسبة للحجاج الإيرانيين»، مضيفا «ما يهمنا هو شعور الحاج الإيراني بالاطمئنان، والمفاوضات مع الجانب السعودي في شأن الحج لم تثمر النتائج المرجوة، خاصة مع عدم توافر مكاتب لبعثات الحجاج الإيرانيين رغم ان عددهم يزيد على 60 ألفا».

وبشأن الإيرانيين المتواجدين في الكويت، أوضح عنايتي ان «من يرد منهم ان يذهب لأداء فريضة الحج فهو مسموح له بذلك ونحن لا نعارض، لكن سفره على مسؤوليته لعدم توافر البعثات الإيرانية».

وردا على سؤال عن التطورات الجارية في شأن المفاوضات اليمنية-اليمنية التي تستضيفها الكويت قال عنايتي «ايران تتمنى ان تؤدي هذه المفاوضات الى نتائج تسعد اليمنيين، وهذا هو الحل الأمثل لما حدث في اليمن، بينما الحلول الأخرى هي حلول غير ناضجة».

وأشار الى ان «الحل الأمثل لأي نوع من التوتر او المشكلات هو الحوار والمفاوضات، ولكن في بعض الأحيان نلجأ الى الحل الأمثل في المرحلة الثانية أو الثالثة او الرابعة، والجهود الاممية واستضافة الكويت للمشاورات تعتبر فرصة مواتية لجميع الأطراف دون أي ضغوط لتصل الى نتائج إيجابية، وهذا الامر يحدده اليمنيون».

ولفت الى ان «ما تقوم به الكويت توجه ناجع في حل مسائل اخرى في الإقليم ايضا يكون فيها الحوار هو الحل الأمثل»، مبينا ان «الحوار الذي تم الأسبوع الماضي بين المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ مع نائب وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان شجع الطرفان على اهمية الحل السياسي من خلال المفاوضات السياسية، ونأمل أن تؤدي هذه المفاوضات الى نتيجة مرضية، وتكون قدوة لأمور اخرى».

وفي شأن مخاوف دول مجلس التعاون من ايران رغم رفع العقوبات الاقتصادية عنها، قال عنايتي «ايران لمست منذ فترة ترويج هاجس الخوف من ايران من قبل القوى العالمية وبعض الدول الإقليمية، ولم نر أن هذا الهاجس حقيقي»، مضيفا ان «أجهزة المراقبة والتفتيش على إيران موجودة لذلك ليس هناك داع لهذا القلق، وعندما طلب من ايران الدخول في مفاوضات جادة وصريحة لم نمانع، وفتحنا أبوابنا للجميع من خلال المفاوضات الشاقة التي تمت بين ايران والدول المعنية والتي من خلالها توصلنا الي بث رسالة للعالم مفادها الاطمئنان من الجانب الإيراني».

وأشار الى أن «الوضع اختلف تماماً بعد الاتفاقية مع دول 5+1، وإيران لمست ارتياحا من جانب من كانوا قلقين من عدم الاتفاق، لذلك توافد عدد من الدول الى ايران بعد الاتفاقية ومنها ألمانيا واليابان وكوريا والهند، وإيطاليا بهدف اقامة مشاريع متنوعة، نتيجة ان ايران جزء من المنظومة العالمية».

وأوضح عنايتي انه «عندما تم الاتفاق بين ايران ودول 5+1 كانت أول زيارة لوزير الخارجية الإيراني الى الكويت لتحمل هذه الزيارة رسالة واضحة ان ايران تطمئن دول مجلس التعاون»، مؤكدا ضرورة أن «تتفادى دول مجلس التعاون مصطلح (ايرانوفوبيا) الذي استمر أربعة عقود متواصلة، لذلك لابد ان يتغير الخطاب التقليدي بتغير الشروط والظروف».

وشدد على ضرورة «التقارب بين دول المنطقة من خلال العمل الاقتصادي والتجاري والجماعي، والابتعاد عن العمل الأمني الذي يقيد الأمور، كما علينا التفكير بالجوانب الإيجابية في منطقتنا خاصة بعد الحروب التي مرت بنا»، مشيدا بـ«رؤية المملكة 2030، ورؤية الكويت 2020 للوصول إلى مركز تجاري مالي واقتصادي».

وذكر أن «الإمارات تتجه نحو الاعتماد على التجارة بدلا من الاعتماد على النفط، وكذلك سلطنة عمان تخطو خطوات بتنمية التجارة وهذه كلها أمور جيدة وايجابية».

ولفت الى أن «إيران تسعى إلى تنويع مصادر الدخل، فيما تصل ميزانية الدفاع في بعض الدول العربية إلى 80 مليار دولار، فكل من يبادر بسرعة يكسب وينجح»، مؤكدا أن «توافد الأوروبيين وغيرهم الى ايران لن يغني ايران عن الجيران، فهي تحتاج الى الجميع في هذه المرحلة من خلال الشراكات التجارية والاقتصادية، وتركز حاليا على العمل التجاري حتى نصل خلال عشر سنوات إلى منطقة متكاملة».