Offside / لن نسأل المدرب

1 يناير 1970 05:19 م
سعى مدرب منتخب انكلترا لكرة القدم روي هودجسون منذ توليه المهمة إلى تغيير عقلية لاعبيه.

فـ«منتخب الأسود الثلاثة» لم يكن يوماً أقل فنياً من أعتى الفرق الناشطة على مسرح اللعبة الأكثر شعبية، بيد أن ثمة تفاصيل بسيطة تمنعه من «الحسم» في مواقف تستلزم ذلك.

هودجسون لم يترك باباً إلا وقرعه، الى ان وصل به الامر الى الاستعانة بالعلم وتحديداً الطب النفسي لفك طلاسم عقدة ركلات الترجيح وابعاد كأسها المرّة عن لاعبيه خلال كأس العالم 2014 في البرازيل.

وكانت انكلترا ودّعت «يورو 2012» التي اقيمت في بولندا واوكرانيا من الدور ربع النهائي بعد الخسارة امام ايطاليا بركلات الترجيح، وذلك في الاختبار الاول لهودجسون على رأس الجهاز الفني.

وبعد جلسة جمعته بأدريان بيفينغتون الذي عمل في الاتحاد الانكليزي للعبة كرئيس للجنة التخطيط لكأس العالم، وغلين هودل المدرب السابق للمنتخب، صرح هودجسون: «لست ضد فكرة الاستعانة بطبيب نفسي. ما زلنا ندرس، بمساعدة ادريان، امكانية استدعاء طبيب متخصص لمرافقتنا الى البرازيل، الا انني لا اريد شخصاً ينزل علينا من السماء ويبدأ بإعطاء اللاعبين دروساً معقدة. قد يكون هناك اسلوب آخر يتمحور حول تشجيع اللاعبين على معرفة كيفية تسديد الركلة والتدرب عليها»، واضاف: «هي مسألة مرتبطة عضوياً بكيفية بث الثقة في نفوسنا بأن هؤلاء اللاعبين جرى تجهيزهم بالطريقة المثلى لتسديد الركلة. ولكن في نهاية المطاف، ستكون المسألة مرتبطة بشخصية اللاعب، ثقته بنفسه ورغبته في احتلال صدر صفحات الصحف في اليوم التالي».

تعاني انكلترا الامرين مع ركلات الترجيح التي وقفت حائلاً امامها في ست مناسبات ضمن البطولات الكبرى (كأس العالم وكأس أمم اوروبا) في مقابل مرة واحدة ابتسمت لها فيها.

وبعد الاجتماع الذي دام لمدة ساعة، خرج هودجسون وبيفينغتون مقتنعين بأنه لا يجب ترك اي شيء للصدفة خلال مونديال 2014، وان تعيين ديف ريدين كمسؤول عن قسم «خدمات الاداء» تمّ مع الاخذ في الاعتبار الاستعانة بالطب النفسي الخاص بالرياضة.

وفي البرازيل، بدأت انكلترا المونديال بخسارة امام ايطاليا 1-2، ثم سقطت بالنتيجة ذاتها امام الاوروغواي، قبل ان تنهي المسيرة بتعادل سلبي مخيب امام كوستاريكا وتحتل المركز الرابع الاخير في المجموعة الرابعة وتودع من دون حتى الوصول الى اختبار واحد في ركلات الترجيح.

وبعد تصفيات مثالية للانكليز أهّلتهم عن جدارة الى «يورو 2016»، بدا وكأن هودجسون وصل أخيراً الى «الطبخة السرية» لوضع رجاله على منصة التتويج علما ان بلاده تلهث خلف لقب أول كبير منذ توقف عدادها عند الفوز بكأس العالم مرة واحدة فقط على ارضها في 1966 في مقابل فشلها التام في كأس أوروبا التي لم تبلغ فيها بتاتاً المباراة النهائية.

البداية لم تكن مشجعة اذ تعادل الفريق مع روسيا 1-1 بعد ان ظل زملاء واين روني متقدمين حتى الوقت المحتسب بدل ضائع.

لا شك في ان هذا التعادل سيؤثر سلباً على معنويات الفريق العاجز عن التمسك بتركيزه في لحظات الحسم.

لقد استعان هودجسون بالطب النفسي والعوامل المعنوية في مونديال 2014 وفشل، ثم اعتمد على عنصر الشباب بعده وبلغ «يورو 2016» وفشل في الامتحان الاول.

انكلترا بحاجة الى أكثر من كل ذلك. تحتاج الى لقب تنتزعه بأي طريقة ممكنة، وعندها ستفك كل العقد وتكتسب الثقة لفرض نفسها بين العمالقة.

ولكن كيف تحقق ذاك اللقب؟ بالتأكيد لن نسأل هودجسون.

sousports@