نسمات
متى سنفطر على برميل متفجر؟
| د. وائل الحساوي |
1 يناير 1970
05:09 ص
في الوقت الذي ننتظر فيه كل ليلة بفارغ الصبر إطلاق مدفع الافطار مؤذنا بغروب الشمس وافطار الصائم، وينتظر اطفالنا بشغف ذلك المدفع ويرددون عبارة «جاهز... ارمي» حيث تزدان موائدنا بأشهى انواع المأكولات والمشروبات لتكافئنا على قيامنا بتلك العبادة العظيمة والصبر ساعات من النهار، في ذلك الوقت نفتح التلفاز على مشاهد تشيب لها الولدان، حيث يتفنن اعداؤنا في قتل المدنيين الابرياء في سورية، وبدلا من مدافع الافطار فانهم لا يسمعون الا صوت القذائف والبراميل المتفجرة تفتك بأطفالهم ونسائهم طوال اليوم، وسط صمت مريب من المجتمع الدولي الذي يتمالأ على قتل البراءة وجر الرعب في قلوب شعب مسلم مسالم ليس له ذنب الا انه قال ربي الله!!
لست اعجب او اتعجب الا من دولنا التي سلمت زمام الامور لايران الصفوية تتفنن في قتل ابنائنا بينما تردد عبارات النفاق التي ازكمت انوفنا في بيان حبها لخير وحسن الجوار، وها قد تكشفت لنا مؤامرتان خبيثتان خلال سنتين تهدفان إلى تفجير الكويت واحتلالها، ولكن الله تعالى بمنّه وكرمه كشف هاتين المؤامرتين وأبطل مفعولهما!! ولا يعني ذلك انتهاء المؤامرات بل ان الاحداث الساخنة التي نعيشها لتؤكد اصرار ايران على استكمال مخططها واحتلال المنطقة، بل ان كبار المسؤولين الايرانيين ليؤكدون ذلك في كل مناسبة!!
أما الذين يراهنون على ان الدول الغربية ستحمينا ولاخوف من ايران، فانهم ليسوا واهمين وحسب ولكنهم يخرفون، وقد كشفت تسريبات «ويكيليكس» قبل ايام تصريحا لوزير الخارجية اليهودي الاسبق هنري كيسنجر في حديث اجراه مع صحيفة «ديلي سكيب» الأميركية ونشرته وكالة الانباء «أرنا»: «لقد ابلغنا الجيش الاميركي اننا مضطرون لاحتلال سبع دول في الشرق الاوسط نظرا لاهميتها الاستراتيجة لنا، خصوصا وانها تحتوي على البترول وموارد اقتصادية اخرى،، وعندما تتحرك الصين وروسيا من غفوتيهما سيكون الانفجار الكبير والحرب الكبرى التي لن تنتصر فيها سوى قوة واحدة هي اسرائيل واميركا: وسيكون على اسرائيل القتال بكل ما اوتيت من قوة وسلاح لقتل اكبر عدد ممكن من العرب واحتلال نصف الشرق الاوسط».
من لا يسمعها فهو اصم ثم اضاف كيسنجر: «ان طبول الحرب تدق الآن في الشرق الاوسط وبقوة، ومن لا يسمعها فهو بكل تأكيد اصم! إذاً فالمؤامرة الكبرى قادمة ونحن سنكون ضحيتها بكل تأكيد، واليهود يخططون بكل قوة لتدمير ما تبقى من بلادنا لذلك نرى دور اسرائيل الواضح في التنسيق مع روسيا وايران لتدمير سورية والعراق، وقد كشفت المخابرات الأميركية قبل ايام عن التنسيق بين ايران والولايات المتحدة قبل انطلاق ثورة الخميني، وكيف اعطوا اميركا الضمانات بحماية مصالحها في الشرق الاوسط، وساعدت ايران اميركا في احتلال افغانستان والعراق!
بل ان قرار الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بوضع دول التحالف الخليجي تحت قائمة الدول الارهابية التي ترتكب جرائم ضد الانسانية في اليمن والذي تراجع عنه بعد ضغوط كبيرة مارستها دول الخليج ذلك القرار هو قرار يهودي املته عليه الولايات المتحدة استجابة لنفوذ الكيان الصهيوني الذي يحكم العالم، وقبله قرار الكونغرس بالسماح لعائلات ضحايا 11 سبتمبر 2001 برفع القضايا ضد الحكومة السعودية بينما ساهمت الولايات المتحدة بتدمير دولتين مسلمتين هما افغانستان والعراق وقتل مئات الآلاف من شعبهما دون ان يتجرأ احد على الاعتراض او المطالبة بتعويضات لشعوبهما!
ان خيوط المؤامرة بدأت تتكشف، وان لم نتحرك لفضح ما يفعله اللوبي اليهودي في بلادنا باستخدام ايران وروسيا، فلا نلومن إلا انفسنا، فالامر جد خطير، وهذا العالم لا يرحم الاغبياء!