الأيام الأخيرة في حياتهم / عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - (4 من 5)

1 يناير 1970 03:53 م
تحت هذا العنوان نعرض لحلقات يومية متتابعة على مدار أيام الشهر الفضيل، نقدم من خلالها وصفاً للأيام الاخيرة في حياة بعض الشخصيات التي كان لها اثر واضح في تاريخ الأمة الاسلامية، لنتخذ منها العبرة والعظة... والله أسأل التوفيق والسداد.

وتكلم عبدالله بن عباس رضي الله عنهما وقال مبينا فضائل عمر ويثني عليه وكان مما قاله له: يا أمير المؤمنين، لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسنت صحبته ثم فارقته وهو عنك راض، ثم صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته ثم فارقته وهو عنك راض، ثم صحبت اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسنت صحبتهم، ولئن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون...

انك لأمير المؤمنين، وأمين المؤمنين، وسيد المؤمنين، تقضي بكتاب الله وتقسم بالسوية، ولقد كان اسلامك عزا، واماراتك فتحا وقد ملأت الارض عدلا.

فأعجبه كلام ابن عباس، فاستوى عمر جالسا وقال لابن عباس وكان معه علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.

فقال له عمر: أتشهد لي بهذا يا ابن عباس عند الله؟

فقال ابن عباس: نعم انا اشهد لها بك عند الله.

وقال علي بن ابي طالب: وانا ايضا اشهد لها بك عند الله.

ثم قال عمر لابنه عبدالله: يا بني اذهب إلى عائشة فقل لها يقرأ عليك عمر السلام، ولا تقل امير المؤمنين، فاني اليوم لست للمؤمنين اميرا، وقل لها يستأذن عمر منك ان يدفن مع صاحبيه رسول الله صلى عليه وسلم وابي بكر رضي الله عنه، فذهب عبدالله إلى عائشة فأخبرها بما ارسله عمر به، فقالت: كنت اريد هذا القبر لنفسي، عند زوجي وابي ولاوثرن عمر على نفسي، قد اذنت له، وعاد عبدالله فلما رآه ابوه قال: ارفعوني اسندوني، ثم قال له: ما لديك يا بني؟

قال: الذي تحب يا أمير المؤمنين، لقد اذنت عائشة لك.

قال عمر: الحمد لله رب العالمين، ما كان شيء اهم اليّ من ان ادفن بجانب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابي بكر رضي الله عنه.

وفي يوم آخر دخل على عمر مجموعة من الصحابة ومعهم المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، فقال له المغيرة: استخلف عبدالله بن عمر.

فقال عمر: قاتلك الله، والله ما اردت بهذا وجه الله، لا حاجة لنا في اموركم، والله ما حمدت الخلافة لارغب فيها لاحد من اهل بيتي ان كانت الخلافة خيرا فقد اصبنا منه، وان كان شرا فبحسب آل عمر ان يحاسب منهم رجل واحد ويسأله الله عن امر امة محمد صلى الله عليه وسلم لقد جهدت نفسي وحزمت اهلي، فان نجوت كفافا لاوزر علي ولا اجر لي اني اذن لسعيد.

وجعل عمر امر الخلافة شورى في الصحابة الستة المبشرين بالجنة الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، وهم عثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب، وعبدالرحمن بن عوف وسعد بن ابي وقاص وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام رضي الله عنهم اجمعين، ولم يجعل فيهم السابع المبشر بالجنة الذي كان حيا وهو سعيد بن زيد رضي الله عنه لانه من بني عدي من اقارب عمر، وكان عمر رضي الله عنه حريصا على ابعاد الامارة عن اقاربه ثم قال عمر: يجتمع هؤلاء الستة ليختاروا من بينهم رجلا ويحضر عبدالله بن عمر وليس له من الامر شيء.

(يستتبع غدا ان شاء الله)